قدوة ومثال ( لبشيركم و لخفيركم )يا هؤلاء
الشمس ساطعة دون دفء يذكر ، و البرد يتغلغل فى العظام و يسكن القلوب ، الهواء يخالطه دخان وكأنه يحترق ، و المدينة صامتة و كأنها تتساءل ، كنت حينها اشاهد التلفاز ، وورد هذا الخبر عن حاكم ولاية كلفورنيا
كلفورنيا التى تعتبر اكبر ولاية فى الولايات المتحدة الامريكية ، و حاكمها هو الممثل الشهير ” ارنولد شوارزنيجر” ، و قد اعلن قبل عدة ايام انه لا يفكر فى العودة الى خوض الانتخابات مرة اخرى ، و ان ما قضاه من وقت على راس الولاية حاكما لها يكفيه ، و انه يريد ان يفسح الطريق لغيره ، لعله يستطيع ان يقدم جديدا يرتقى بالولاية ،ولم يقف عند هذا الحد ، انما قام بخفض المصروفات فى مجالات شتى ، حتى تستطيع
كلفورنيا ان تتوازن و تظل واقفة على قدميها ، وقد ذهب به القلق ان فكر فى خصخصة السجون لان بها سبعين الف سجين ، و ليس فى مقدور الولاية ان تنفق عليهم بالصورة التى يجب بها الانفاق على انسان؟؟؟؟
الا التعليم ، الا التعليم ، الا التعليم فهو خط احمر ممنوع الاقتراب – هكذا قالها – و لن تخسر ميزانيته دولارا واحدا ، لا لشئ ، الا لان التعليم هو احتياطى الامة و املها فى الانقاذ من الازمات الراهنة و المقبلة و التى قد تفاجئ الامة فى الطريق ، و لذلك فان خصم اى دولار من ميزانية التعليم عنده يظل امرا محظورا ، لانه لو حدث فسوف يكون بمثابة عدوان على الامل .و فى هذه الاثناء تخيلت حال الولاة و التعليم و المعلمين فى سودانا الحبيب ، و بالاخص معلمى ولاية شمال كردفان ولاية ابو كلابيش ؟
هذا مثال نسوقه للذين حكموا و حكموا حتى شاخوا ، و يريدوا ان يحكمونا ” رئاسة ، ولاية و برلمان ” لعلهم يتعظوا و يعتبروا من الذين يدعونهم بالطاغية الامريكان ليكم تدربنا بقول الله و قول الرسول ليكم تسلحنا خذوا من علمهم و خبراتهم بدلا من ان تتدربوا و تتسلحوا لهم ، فليس عيبا و لا يدخل هذا فى موالاة الكافرين أليس كذلك يا علماء السلاطين؟
و هذا مثال و عظة و عبرة وتذكرة لابو كلابيش والى ولاية شمال كردفان ، الذى يعبث باموال الولاية و التعليم و المعلمين و الموظفين و العاملين محرومين من استحقاقاتهم لسنين و مرتباتهم لشهور عدة ؟ هذا لانه لا يعرف معنى التعليم و لا يدرك كنهه و لا يهمه حتى ما معنى ان يكون المرء معلما و مربيا ،لانه منشغلا ببريق الكرسى الذى سيفارقه قريبا عن تلبية حاجات المعلمين الذين وضعهم القدر فى طريقه ، و عليه ان يتخذ فيما تبقى له من شهور والى كلفورنيا قدوة ومثلا فى حسن الادارة
و اسوق هذا للذين يتهافتون باموالهم و اهليهم للترشح ثانية عبرة و مثالا ، أليس فيكم او بينكم من يحتذى بوالى كلفورنيا ؟و يقول كفى ، انى اريد ان افسح المجال لغيرى لعله يستطيع ان يقدم للسودان و للولاية ما يرتقى بهما ؟ فنحن جيل جديد ، فى زمن غير زمنكم ، و نحمل فكرا غير فكركم ، ، فافسحوا المجال يفسح الله لكم ، فحواء السودان ولود
د / احمد على الشريف
ت : 0020128236480