فضيحة داوية لصحف إثارة الكراهية للجنوبيين
(حريات)
تورطت صحف ا(لإنتباهة) و(الدار) و(أخبار اليوم) في فضيحة داوية الإثنين 24 يناير. حيث نشرت صحيفة الدار تحت عنوان : (بالصورة والقلم : حرق جنوبيين وهم احياء بسبب عودتهم للشمال) صوراً فظيعة اثارت موجة من الهلع والإستنكار وسط المواطنين .
وتعرض الصور حرق أشخاص احياء، وزعمت الصحف بأنهم مواطنون من جنوب البلاد حرقتهم سلطات حكومة الجنوب بسبب رغبتهم في العودة للشمال !
ولكن اتضح في نفس اليوم وبصورة لا تقبل الشك أن الصور التي نشرتها الصحف موجودة على موقع (اليوتيوب) على الانترنت منذ اكثر من عامين تحت عنوان ( حرق سحرة وهم احياء ) لسحرة من غرب افريقيا تم قتلهم حرقاً في احداث عنف طائفية وعرقية، فحولتها تلك الصحف الى (حرق جنوبيين وهم احياء).
وتاتي تلفيقات الصحف ضمن حملة منظمة لاثارة الكراهية ضد الجنوبيين تتعهدها جهات داخل المؤتمر الوطني، بدأت بـ (حقنة) كمال عبيد، وتتواصل يومياً بما تقوم به صحيفة خال الرئيس البشير الطيب مصطفى – الانتباهة – من كذب وتلفيق ضد الجنوبيين في عنصرية مفضوحة تحت بصر وسمع مجلس الصحافة .
وهذه ليست المرة الاولى التي تلفق فيها صور مأخوذة عن جرائم الابادة الجماعية في رواندا 1994م وحروب وكوارث افريقيا وتنسب للجنوب والجنوبيين، حيث سبق لمنسوبي المؤتمر الوطني ان لفقوا فيديو مماثلاً على موقع (سودانيزاونلاين) ديسمبر 2009 عن مذابح الهوتو والتوتسي على اساس انه (من احداث جونقلي)، وبعد إفتضاح عملية التزوير تم سحب الصور ، كما ان ذات الصور التي نشرتها الصحف يوم الإثنين- مدعية بانها لجنوبيين تم حرقهم من قبل حكومة الجنوب بسبب رغبتهم في العودة للشمال – سبق وقام بنشرها احد اعضاء المؤتمر الوطني تحت عنوان (تصفيات الحركة الشعبية في جنوب السودان ) بنفس الموقع في مارس 2010 ابان حملة الاستاذ ياسر عرمان الانتخابية .
وتكشف فضيحة الصور المفبركة مقدار العنصرية التي تكنها دوائر معينة في المؤتمر الوطني ضد الجنوبيين، خصوصاً المقيمين في الشمال، وصناعة هذه الدوائر مناخ حرب نفسية يمهد لمخطط تطهير عرقي تعد له.