ضربوه بآلة حادة على رأسه..الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان تتهم السلطات الأمنية بـ"اغتيال" الدكتور العبيد عبد الوهّاب لتقديمه قربانا لأميركا

الخرطوم -أحمد الرشيد (اسلام اونلاين) اتهمت الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان السلطات الأمنية بـ”اغتيال” الدكتور العبيد عبد الوهّاب أستاذ اللغة العربية وآدابها بجامعة الخرطوم، الذي توفي مساء الأربعاء، 17-16-2009، وهو ما نفته الشرطة في بيان رسمي مؤكدة وفاته في حادث خلال “الهرب من محاولة رجال الأمن توقيفه على خلفية قضايا تتعلق بالتكفير والتطرف”. وقالت الرابطة في بيان تلقى إسلام أون لاين.نت نسخة منه “أقدمت السلطات الأمنية في السودان على قتل الشيخ د.العبيد (40 عامًا) عضو الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة في السودان، وإذ تذكر – الرابطة- للأمة هذا الخبر فإنها تأسف لتعاون السلطة الأمنية مع الإدارة الأمريكية لتقدم الشيخ العبيد قربانا لها”.

ونقلاً عن أسرة الفقيد قال صديقه “أمين رحمة الله” لإسلام أون لاين.نت: إن “الدكتور كان برفقة أخيه عندما اعترضت طريقه سيارة رجال الأمن، التي نزل منها بعضهم وضربوه بآلة حادة على رأسه، وقد وقع الحادث بمنطقة الحلفايا في مدينة الخرطوم بحري، ثم حملوه بعد إصابته لمستشفى الأمل التابع لجهاز الأمن السوداني ومنه إلى مستشفى ساهرون التابع للشرطة، وتوفي هناك، وبعدها سلم الجثمان لمشرحة مستشفى الخرطوم تمهيدا لتسليمه لذويه”.

وفي مقابل هذه الرواية قال بيان للمكتب الصحفي للشرطة صدر مساء أمس ونقلته وسائل إعلام سودانية: إن “القتيل كان مطلوباً للأجهزة الأمنية على خلفية قضايا تتعلق بالتكفير والتطرف فظل متنكراً ومتخفياً عن الأنظار لفترة طويلة إلى أن توافرت معلومات تشير إلى مكان تواجده”.

وتابع البيان “على إثر ذلك تحركت قوة للقبض عليه إلا أنه فرَّ هاربًا باستخدام دارجة نارية وبرفقته شقيقه، وظنه أحد المارة لصًّا فأصابه بحجر في رأسه سبب له كسراً في الجمجمة وتم إسعافه ونقله إلى مستشفى ساهرون وأجريت له عملية جراحية توفي بعدها”.

وقال اللواء شرطة عابدين الطاهر مدير الإدارة العامة للمباحث والتحقيقات الجنائية: إن “المباحث المركزية باشرت إجراءاتها القانونية بعد تشريح الجثة وتسليمها لذويه لمباشرة الدفن، وتم فتح بلاغ ضد الشخص الذي تسبب في الوفاة”، والذي لم تكشف عنه السلطات بعد.

طردوا الضباط

وفي مشرحة مستشفى الخرطوم تجمهر أكثر من مائتين من الإسلاميين معظمهم شباب بانتظار استلام جثمان العبيد، وقام الأمين العام للرابطة الشرعية للعلماء د. علاء الزاكي بطرد ضباط الأمن خارج المشرحة، بحسب “رحمة الله” صديق الفقيد.

وتابع “رحمة الله” “فور خروجه من المشرحة استقبل الجثمان بالتكبير والتهليل، وفي وقت متأخر من مساء أمس أمّ الشيخ الأمين الحاج محمد رئيس الرابطة المصلين على الفقيد وسط تكثيف أمني”، واحتل مقتل “العبيد” العناوين الرئيسية بمعظم الصحف السودانية اليوم الخميس.

وفي تصريحات خاصة لإسلام أون لاين.نت قالت مصادر فضلت حجب اسمها: إن الفقيد قد اعتقل في يونيو 2007 على خلفية اكتشاف السلطات الأمنية السودانية مجموعة من الشباب – أغلبهم طلاب جامعات وخريجون جدد- يعملون على تصنيع متفجرات في ضاحية السلمة جنوب الخرطوم، بغرض الإعداد لمقاومة التدخل الأجنبي المتوقع في السودان، وقد أطلقت السلطات سراحه بعد أكثر من 8 أشهر”.

وقد شارك الأكاديمي الإسلامي القتيل من قبل مع مجموعة من العلماء السودانيين في التوقيع على عدد من البيانات المناصِرة للجهاد في فلسطين والعراق وأفغانستان، وكان في صدر شبابه عضواً بجماعة الإخوان المسلمين ثم تركها ولم يعرف له انتماء تنظيمي بعد ذلك، ولكن كانت له ميول جهادية وتأييد لحركات المقاومة في العالم الإسلامي، بحسب رحمة الله.
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *