تعرض موقع (إذاعة كدنتكار) الناطقة باللغة النوبية لهجوم أدى إلى تهكيره، وفقاً لإدارة الموقع، ومعروف أن ما تسمى بـ (وحدة الجهاد الإليكتروني) هيئة ذات صلة بشبكات أمنية مختصة بصورة منظمة ودقيقة للغاية في عمليات التخريب الإلكتروني (التهكير)، وتحظى بإمكانيات فنية ومادية كبيرة، إذ سبق واعتدت على عدة مواقع سودانيّة من بينها الراكوبة، سودانايل، وسودانيرأون لاين ، بالإضافة إلى حجبها لمواقع إخبارية أُخرى عن السودان .
وازداد نشاط – وحدة الجهاد الإليكتروني – مع إتّساع حملات التعبئة والتنسيق الشبابية والطلابية عبر الإنترنت في الفترة الماضية، الشيء الذي دفع بالأجهزة الأمنية العمل على تعطيل ذلك النشاط بمختلف الآليات، كالتهكير والإعتقال والتعذيب، فضلاً عن إجبارها للمعتقلين لفتح حساباتم/ن الشخصيّة (ايميل، مواقع التواصل الإجتماعي،…إلخ)وحصولها على كلمات السر تحت وطأة التهديد والتعذيب.
صحفيون لحقوق الإنسان (جهر) تؤكّد رفضها وإدانتها للرقابة الأمنية على الصحف (قبليَّة وبعديَّة)، التي تطال غالبية الصحف، والتي أتّسعت دائرتها مؤخراً لتصل بعض الصُحف المُوالية أوالمحسوبة على النظام الدكتاتورى الشمولى، أوبعض تيّاراته، وقد وصلت الرقابة الأمنيّة حتّى صحيفة (الإنتباهة) التى يملكها (خال) رئيس الجمهوريّة، بعد أن كانت تتمتّع بحماية خاصّة من الرقابة الأمنيّة لسنوات طويلة. ورغم إختلافنا فى (جهر) مع الخط التحريرى لصحيفة الإنتباهة، وقناعتنا بأنّ هذه الصحيفة بالذات، ظلّت تشكّل وتُعتبرنموذجاً سافراً للصحافة (المُنتهِكة) فى السودان، إلّا أنّنا، ومن موقفنا الثابت من الرقابة الأمنيّة، نرفض ونُدين مُصادرتها – أوغيرها من الصُحف- وحجب موادها بإجراءات أمنيّة أوإداريّة تعسّفيّة، بعيداً عن رقابة وحكم القضاء .
(جهر) إذ تدين كافّة إعتداء وممارسات جهاز الأمن المتمثّلة فى تهكير وحجب المواقع ومصادرة الصحف، تؤكّد موقفها الثابت ضد الرقابة الأمنية على الصحف، وتُجدّد مطالبتها بحماية حرية الصحافة والتعبير كمبدأ أساسي وحق للجميع دون تمييز، كما تذكِّر (جهر) بمواصلة الأجهزة الأمنية إغلاق صحيفة (التيار) منذ شهر فبراير الماضي، ومنع صحيفة (الميدان) من الطباعة منذ شهر مايو الماضى ، ولأكثر من خمسة أشهر، إلى جانب مواصلة منع أكثر من عشرين صحفيّاً وصحفيّة من الكتابة بتوجيهات أمنيّة، الأمر الذى يُعتبر إنتهاكاً دستوريّاً، وتعدّياً سافراً على حريّة التعبير والصحافة والضمير .
إنّنا فى (جهر) إذ ندين هذه الإنتهاكات والتعدّيات الأمنيّة، ندعو كل القوى المدافعة عن الحُريّات وحقوق الإنسان مواصلة بذل الجهد والنضال لإستعادة الحرية والديمقراطية كواجب مقدم يتأتّى عبرالعمل المُنظّم والتنسيق المشترك بين المُجتمع الصحفى وكافة القطاعات والهيئآت والتكوينات الديمقراطيّة السلمية الداعية لسيادة حقوق الإنسان وكرامته.
– لا للرقابة الأمنية على الصحف.
– لا لتهكير وحجب المواقع الإلكترونيّة
– معاً لمجتمع صحفي ينعم بحرية الرأي والتعبير.
صحفيون لحقوق الإنسان (جهر)
10 أكتوبر 2012