شعب جبال النوبة وموقفه من الجمهورية الثانية
بقلم / حماد صابون / القاهرة
ان العالم الاول فى اوروبا والقارة الامريكية بعد الحربان الاول والثانية مكثت عشر عوام حروب طاحنة بين تلك الشعوب وما بعدها جلس عقلاء تلك القارات قيمت وقررت ان السلاح فشل فى منع تنامى القناعات الثورية ذات المطالب الحقوقية (السياسية والثقافية ) لدى الشعوب ولذلك اختارت طريق السلام ونهضت حركات التنوير الثقافى وقامت الدوله المدنية ذات المنهج العلمانى وفصلت بين السلطات واعتمدت منهج القانون والعلم كمرجعية لأدارة الدولة وشهدت شعوب تلك الدول استقرارا سياسيا وازدهارا اقتصاديا وانهت صفحات التخلف الاجتماعى ذات الصلة بمفاهيم العنصرية العرقية والدينية التى وظفت فى عالمنا اليوم لأنتاج عوامل التخلف .
والسؤال متى ستنهض وستدرك حكام شعوب العالم الثالث وخاصة السودان الحرب مستمرة فيها اكثر من 50 عاما ومازالت فتاوى الاسلام سياسي تصدر بيانات وتامر باستمرار الحروب الجهادية المقدسة بحجة ( العروبة والدين فى خطر وإنا عليهم بالحماية ) باستخدام الوسائل المحرمة دوليا وسماويا ايضا لان مافى دين بقول او بسمح بقتل النساء والاطفال ومنع وصول الطعام والدواء وزرع الألغام فى الطريق المؤدى لمعسكرات المدنيين النازحين وايضا ضربهم بالطيران داخل حوش المعسكر ، انها اسئلة انسان نوباوى ونوباوية تقول كيف اعيش واطيع من يحاول ابادتى باستيراد أسلحة كيماوية ومنع وصول المساعدات الانسانية عندى ويطالب من يناضل من اجل حقوق اطفالنا ( ارضا سلاح ) ؟
جبال النوبة تعيش أثار حربان كيماويان له تاثير جسدى ونفسى على اكثر من ثلاثة اجيال نشأت فى ظروف حرب الأبادة المنظمة وهى تمثل ذاكرة عدم نسيان المواقف فى اذهان كل هذه الاجيال فى ظل غياب التاهيل النفسى لضحايا الحربان وغير الحرمان التعليمى والغذائى والدواء وغيرها من ضروريات الحياة اليومية وبالامس القريب تلقيت رسالة من منظمة محلية تعمل داخل مناطق الحرب تفيد ان هنالك عدد كبير من الفارين من ويلات القصف الجوى الى داخل الكهوف يفتقدونا مياه الشرب وغير قادرين على مغادرة مناطق الحماية داخل الكراكير للنزول للبحث عن الماء لان الانتنوف فى انتظارهم وحكومة الموتمر الوطنى تستلم بعض المساعدات الانسانية من المنظمات الاهلية والاقليمية وتقدمها لمليشياتها وتصدر لهم اوامر لقتل النساء والاطفال وائمة المساجد فى الخرطوم تصدر مزيد من الفتاوى الدينية تؤكد فيه شرعية واحقية قتل الذين يطالبونا بالعدالة الاجتماعية ولا حق الاطفال فى التعليم و العيش بامان فى بيئة صالحة كالاخرين فى مدن اهلة القبلة .
إن منطقة جبال النوبة من اكثر المناطق فى السودان تعرضت للغزوات عسكرية وثقافية قبل وبعد الاستقلال وأستهدفت هويتها ومواردها ومازالت هذه الغزوات العسكرية الجهادية مستمرة بتحلق طائراتها الحربية لإبادة هذا الشعب الذى رفضه طاعة المفسدين فى الارض باسم الدين والوطن، وتاريخ ثورات الشعوب العالم ملئى بانتصار الثورات وانهيار النظم الاستبدادية وايمانا بهذه القناعة اصبح ليس هنالك اى فرص للموتمر الوطنى بعودة شعب جبال النوبة الى حظيرة الطاعة بقوة العسكر والجوع والمرض لاننا كائنات أستوائية لدينا القدرة على العيش والحياة رغم كل هذا الحصار المستمر ضدنا .
إن الحرب الاخيرة الدائرة حاليا فى اقليم جبال النوبة نشطت ذاكرة الاجيال داخل وخارج السودان من والمدنيين ان حرب الجمهورية الثانية التى اندلعت فى 5 يونيو 2011 ضد شعب جبال النوبة اكدت نوايا الموتمر الوطنى الساعية للتطهير العرقى ودعمتها المؤسسات الدينية الاسلامية وبدات تدعو لاتفاقيات الدفاع المشترك للقضئ على النوبة ورئيس الجمهورية الثانية وقادتة العسكريين صرحوا بقولهم ( من وضع السلاح فهو امن ) وان اسباب نزاع السلاح بالقوة احدى الأسباب الرئيسية التى ادت الى انفجار الثورة فى جبال النوبة ودمرت المتحركات الارضية والجوية واحدثت شرخا داخل المؤسسة العسكرية التى افضت بتقديم مذكرات بعدم التزامها بالاستمرار فى الجبهات القتالية وحديث الفساد وغيرها من محاولات القبض على مجرم الحرب احمد هارون ، ولذلك اصبحت هنالك ذهنية جديدة وقناعات بدات تتنشط وتتجدد فى اذهان 90% من شعب جبال النوبة فى دوائر الحلقات النقاشية الداخلية والخارجية بدوا تحديد موقفهم من الجمهورية الثانية التى بدات فى انتهاج منهج الأغتيالات وابادة الناس بالرصاص والجوع والمرض ولذلك قالوا قولتهم ( ان من الصعب الحياة بامان داخل منظومة الجمهورية الثانية المحروسة بفتاوى الاسلام السياسى الداعية لقتل الذين يرفضون الظلم ) إن تفسير هذه الاتجاهات ومقاصد هذه المقولات لم تاتى فى اطار الأستهلاك السياسى والحديث الاعلامى التضخمى وانما هى قناعات ذات منطلقات تعبر عن غياب الوجدان المشترك بينها وبين ( اهلة القبلة فى الجمهورية الثانية ) ولذلك قالوا (نتفكفك من هذه الجمهورية الجهادية العنصرية)
ولذلك كثر الحديث فى المنابر المختلفة عن مقومات الدوله فى جبال النوبة وقضية ترسيم الحدود والعلم وتاكسى جبال النوبة والقضايا العالقة وغيرها من المفاهيم اليومية التى بدات تشكل هذه الذهنية التى ستفاجاة العالم دون شك لان ليس هنالك فى عالم المواثيق الدولية ما يمنع اى شعب حماية نفسه من الابادة من خلال تقرير مصيره ( حق الشعوب فى تقرير مصيرها ) ، المهم تابعوا معنا من خلال نافذة كراكير( معناة المراة والطفل فى جبال النوبة) . .
[email protected]