حسن اسحق
ان السيرة الاعلامية لحكومة الجبهة الاسلامية،وسمها المؤتمر الوطني مع الاعلام سيئة شديد،هي من اكثر الحكومات في الدول المحيطة بها تكره الاعلاميين والصحفيين عموما،الا اذا كنت اعلامي انتهازي وصحفي يبحث عن الارتزاق الحياتي اليومي،يريد نظام المؤتمر الوطني المشتري السودان منذ 25 عاما بانقلاب عسكري،يريد من كل الاعلام ان يمجده وحده لاغيره،يريد من الاعلام ان يقول ان الحكومة هي سلطة تتقبل التعددية الاعلامية في اجهزتها المحتلفة في الراديو والتلفزيون والصحف اليومية الصادرة التي تحتكرها من الاعلام الي تعيين رؤساء التحرير الذين يعينهم جهاز الامن والمخابرات الوطني عبر المجلس القومي للصحافة والمطبوعات بمزاجه الحزبي، لا المهني الذي يتمتعون به،فبات يتدخل الجهاز الامني في ادارة التحرير الصحفي، فيما يراه يخالف سياسة الحزب الحاكم،ويمنع من كثيرين الكتابة ويصادرها بعد الطبع،هذا ما يتعلق بالصحف اليومية التي تصدر من مركزية الحكم القابضة في الخرطوم التي لاتري من العاصمة الا (حوشا) كبيرا للحج الولائي ليس الا….
.
فبات العمل الاعلامي في ظل الطفرة التنكلوجيا الحديثة في العالم يؤرق مسيرة نظام الحكم،حتي اجتماعاتهم التي يتم عقدها سرا،تنشر في اليومي التالي علي المواقع والصحف والالكترونية،وحتي مسيرة الموت المتواصلة في مناطق الحرب الدائرة الان
،في جبال النوبة والنيل الازرق ودارفور يتم تصويرها ونشرها علي هذه المواقع في الراكوبة وحريات وكذلك راديو دبنقا الذي يربط الاحداث بالصوت من مواقع الحدث مباشرا في كل االسودان،وليس مختصا في هذه الاماكن الملتهبة بالحروب،بل بكل ولايات السودان الاخري،وهذا ما اكسب راديو دبنقا المصداقية والشفافية لكل المتابعين من معسكرات النزوح واللجوء،وحتي المتابعين لراديو دبنقا في الولايات السودانية التي ليست بها حروب،وكذلك الصحف الالكترونية من صحيفتي حريات ،وغيرها تعكس للقراء كل تكتيكات النظام،وتكشف خطط المؤسسة الامنية التي تدير عملها في السر،ماجعل نتائج برنامجها الخفية تنشر كل المواقع لحظة بلحظة،وهذا جعل النظام يفكر في ابتعاث عناصره لبعض الدول التي تؤازه لتدريب كوادره علي تهكير كل المواقع المقلقة لمضجعه،وقال عدد من قياداته الحزبية ان راديو دبنقا وصحيفتي حريات والراكوبة مهددة للامن القومي،وانها تابعة للحركات الثورية واليسار السوداني،وهي ليست ذات مصداقية وشفافية بما حديث حكومي مكرر ،وكأن الصحف اليومية التي تحتكرها في المركزية الخرطوم،هي مثالا للحياد والنزاهة والموضوعية،ان المؤتمر الوطني يمنح الصحف التابعة له مساحات الاستثمار التجاري يعطيها الاعلانات كي يسكتها ،واغلب رؤساء مجلس ادارة الصحف موالون تجاريا للمؤتمر الوطني،ويتكسبون من ظهر الحقيقة،ولا هم لهم الا جني ارباح الاعلانات،لكن الحقيقة لا للحكومة واصحابها المستثمرين اعلاميا تربطهم صلة نقل الحقيقة بالواقع،هم يؤمنون بمبدأ ما ينشر في الصحف اليومية، ونذيعه في التلفاز،هو ما يراه ويريده الجانب الحكومي فقط…
.
.
بعد الحدث الاخير في تابت جعل المؤتمر الوطني يصاب الصدمة،بعد ان ضمن وثيقة انكار من القوات الدولية في دارفور اليوناميد من جريمة الاغتصاب الحكومي في قرية تابت الدارفورية،انكرت القوات الدولية حدوث الجريمة جملة وتفصيلا،وتبعتها الحكومة باتهام اليوناميد بارتكاب تحرشات جنسية لفتيات دارفور في معسكرات اللاجئين التي تقع تحت سيطرة اليوناميد،ولكن الدبلوماسية السودانية رأت ان التستر هو الافضل،من نشر انتهاكات اليوناميد في دارفور علي حد قول الحكومة.ان الزهج الحكومي من الاعلام الاسفيري جعله يخطط في تشويش راديو دبنقا،لانها مهددة للامن القومي الحكومي،فهي تنفي الاحداث،وقبل ان يرتاح بالها تجد الرسالة الاخري في نشرت وعرفها العالم اجمع صوتا وصورة وقراءة ايضا.وتري الحكومة ان متابعة الاعلام الحكومي التابع للمؤتمر الوطني بات لا يحطي بالاهتمام والمتابعة من جانب السودانيين،لانه صارمملا وطاردا،ولا يعكس الواقع الحقيقي السوداني،فكل قضاياه تمجيد للحكومة،وعكس سياستها الاقتصادية،وافتتح الوزير مؤسسة ما،وزار نائب رئيس المؤتمر الوطني احدي الولاية واجتمع باهل المنطقة،وقام بكذا وكذا،والدولة تعمل علي راحة المواطن وامنه واستقراره،اما الجانب الاخر من الاعلام الرافض للاكاذيب اليومية التي تنشر حتي بات يصدقها الكثيرون،وعندما تقول لهم ان الحكومة شنت حربا علي منطقة ما،وقتلت القرويين الابرياء،وحرقت القري واغتصبت الفتيات،يرد عليك اخر،اني شاهدت التلفاز وقرأت الصحيفة،ولم اجد مثل هذا الاخبار اطلاقا،مثل هذه النوعية من المتابعين،هم ضحايا الاعلام الحكومي اليومي،فهم مغيبين تماما عن ما يدور في جبال النوبة والنيل الازرق ودارفور…..
.
ان الحكومة الحالية الان تجتهد بكل الطرق المتاحة لها ان تهكر هذه المواقع،والقلق هو الميزة التي تحاصرها،وفكرة ايجاد قوانين للاعلام الالكتروني،واحتمال ان تسن قوانين تعاقب من يكتبون علي هذه المواقع الالكترونية،وتكون هناك عقوبات رادعة،تصل الي عقوبة السجن لفترات طويلة،ويتعرض للمضايقات الامنية من جهاز الامن، فالفكرة الامنية المضادة للاعلام قد تأخذ مجراها الطبيعي في ظل الاحداث الجارية،وفشل الحكومة للتصدي للاعلام التي تراه مضادا لها،فالمؤتمر الوطني يريد ان يغتصب النساء والفتيات بعقليته العنصرية،وفي ذات الوقت لايريد من الاخرين كشفه جرائمه،وهذا ما قاد قبل سنوات اعتقال الكثيرين من ابناء دارفور بتهمة التعاون مع ردايو دبنقا الاخباري،وعندما يتحول الي تلفاز مرئي ومسموع،سينقل الحقائق بالصوت والصورة لجميع المتابعين والمهتمين بقضايا المتضررين من سياسة الحكومة اليومية من قتل واعتقال واغتصاب واستهداف علي اساس العرق والجهة…
.
.
استطاعت هذه المواقع الصمود امام الآلة الامنية الكبيرة والمتوفرة لها لخدمة سياستها، الوصول الي جميع السودانيين في مناطق السودان،وسعيها المتكرر لاغلاقها بالتهكير والتشويش اليومي،وهي الاستراتيجية المتبعة منذ فترة طويلة جدا،وفشلت الي الان في ايقاف هذه المواقع،كما قلت يريد النظام من الجميع صحفيين وناشطين وكتاب ان يتواروا خلف الخوف من القبضة الامنية الموجهة للاعلام الذي يفضح نظام المؤتمر الوطني في الولايات السودانية،والاغتصاب هو الجريمة الكبري والابادة الجماعية التي وجدت حظها من راديو دبنقا ،والبحث عن التشويش لها، ماهو الا الخوف من نشر المزيد من الحقائق،واتهام موقع او راديو اخباري ونسبه للحركات الثورية،لا يخفي الصورة عن من يتألمون لجرائم المؤتمر الوطني المتكررة من اعتقالات موت يومي في السودان،ما هذا الحديث الحكومي الا شهادة تقدير واشادة ومصداقية للدور التي تقوم به الصحف الالكترونية وراديو دبنقا ..
[email protected]