الخرطوم – النور أحمد النور } لندن – «الحياة»
هاجم سوداني من جنوب كردفان القصر الرئاسي المطل على النيل الأزرق في وسط العاصمة الخرطوم أمس، حاملاً سيفاً وتمكّن من نزع سلاح أحد عناصر الحراسة فقتل اثنين منهم قبل أن يرديه الحرس.
وأعلنت الرئاسة السودانية أن لا دوافع سياسية أو دينية للهجوم، فيما سادت حال من الذعر والتوتر بعد سماع إطلاق نار كثيف في محيط قصر الرئاسة، وأغلق تجار محالهم وأوقفت السلطات حركة السير في الطرق المؤدية إلى القصر، الذي لم يكن الرئيس عمر البشير ومساعديه فيه بسبب عطلة يوم السبت.
وانتشرت الشرطة وعناصر الحرس الرئاسي في محيط القصر وهُرعت سيارات الإسعاف إلى المكان.
وأعلن القصر الرئاسي في بيان مصرع اثنين من حراسه عندما هاجم مسلَّح على البوابة الغربية. وأوضح أن «المهاجم لم يستجب لنداء التوقيف وتخطى الحاجز الأمني وأصاب أحد الحراس مستخدماً القوة، ما أجبر عناصر الحراسة على استخدام القوة وإطلاق الرصاص عليه وقتله». وأضاف البيان أن «تصرف المعتدي يشير إلى أن حالته غير طبيعية، والسلطات كثفت تحرياتها لكشف مزيد من المعلومات عن المعتدي».
وأكد الناطق باسم الرئاسة عماد سيد أحمد أن البشير لم يكن في القصر وقت وقوع الحادث، موضحاً أن الأوضاع عادت إلى طبيعتها في محيط القصر وأن حركة السير استؤنفت في شارع النيل، نافياً أن يكون للواقعة دوافع سياسية أو دينية. وأشار إلى أن المهاجم قد يكون مختلاً عقلياً.
كذلك، صرح الناطق باسم الجيش العقيد الصوارمي خالد سعد، بأن المعتدي «مختل عقلياً» ويحمل بطاقة رقم وطني باسم «صلاح كافي كوه» وهو من كادوقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان المضطربة.
ولفت إلى أن «الرجل كان يحمل سلاحاً أبيض (سيف) وحاول عبور بوابة القصر راجلاً من جهة شارع النيل فمنعه الحراس فانصرف لحاله وابتعد، وعاد مرة أخرى ومنعه الحارس مجدداً، فطعنه بالسيف وأرداه قتيلاً، ثم استولى على بندقية الحارس القتيل وأطلق النار على حرس التشريفة أمام بوابة القصر وقتل أحدهم، فتعاملت الخدمة العسكرية في القصر معه وأسقطته صريعاً».
يُذكر أن حزب المؤتمر الوطني (الحاكم) أعلن الشهر الماضي أن البشير (70 سنة) المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في إقليم دارفور غرب البلاد سيترشح للانتخابات المتوقّعة في نيسان (أبريل) 2015.