بسم الله الرحمن الرحيم
خواء الافكار وطخمة البطون …بقلم :أحمد رضوان
إعمال الفكر والعقل شيء يطلبه ويحثُ عليه كل الشرائع السماوية والأعراف المحلية في إدارة الأمور بدءً من إدارة الأسرة مروراً بإدارة الدولة ، مثلنا الدارفوري يقول :(حلاً باليد ولا حلاً بالسنون )وهذا المثل فيه دلالة واضحة على المشورة والرأي .لكن ما نراه اليوم من قبل نظام المؤتمر الوطني من خواء فكري واضح تجاه إدارة الدولة والمجتمع السوداني في إتجاهاتها المختلفة ،السياسية ،الاقتصادية والإجتماعية .تجدهم يتخبطون يمنة ويسرى( وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا) فتارةً تجدهم يقولون أنهم يريدون إشراك الجميع في شئوون الدولة والحكم ولكن شريطة ان تكون لهم الغلبة ،وأحياناً أخري يعتبرون انهم أصحاب رسالة مكلفين من ربّ السماء بإيصالها دون غيرهم ،وهنا يصبغون كل أعمالهم صبغة القدسية . هل يستطيع المؤتمر الوطني ان يفسح المجال واسعاً للقوي السياسية الحقيقية ومنظملت المجتمع المدني في إيصال أرائهم وأفكارهم بحرية ؟فبدلاً من إدارة الحوار الجاد والبناء مع الآخرين تراهم يشعلون الحروب في كل إتجاه ويطلقون يد الأجهزة الأمنية بتكميم أفواه أصحاب الآراء الحرة ومنابرهم العامة ومصادرة ممتلكاتهم وإغلاق دورهم والزج باصحاب الأقلام الحرة في السجون والمعتقلات وتعذيبهم ، بينما توحل صحفهم الصفراء في إشعال الفتن والمساس بالشرفاء من الوطن .كيف يمكن ان يتعايش الناس مع نظام يضيق صدره من أراء تنشر هنا وهناك عبر الصحف السيارة ؟وفي مقابل إنزواء أفكارهم وعقولهم تجد ان كروشهم تتمدد وجيوبهم تنتفخ يوما بعد يوم من قوت شعبنا المسكين ومعلوم كيف يصير الإنسان عندما يطخم ؟. أحمد رضوان