بسم الله الرحمن الرحيم
خطاب مفتوح لجميع أبناء قبيلة الميما الابطال الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وتعالي وبركاته
الموضوع : دعم الثورة التحررية بإنخراطكم في حركة العدل والمساواة السودانية
قال تعالي : (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى * وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَي) . صدق الله العظيم .
أبناء قبيلتي الكرام أنني أتوجه اليكم بخطابي هذا لان وطننا السودان يمر بمنعطف خطير هذه الايام نتيجة السياسات الهوجاء والعنصرية البغيضة من قبل النظام القائم ضد شعبنا الابي بكل طوائفه واتجاهاته وقبائله علي العموم وبصفة خاصة اهلنا في الغرب الكبير ( دارفور وكردفان ) ولذلك ينبغي علينا جميعا ان نفعل شيئا لكي نحافظ علي وجودنا ووحدتنا في المقام الاول ثم البحث عن مكتسباتنا المطلبية المشروعة من تقاسم السلطة والثروة والخدمة المدنية مع مراعاة خصوصية المنطقة بالتمييز الايجابي لانها عاشت في عقود ظلامية دامسة مقصودة بغرض الجهل والفقر والمرض وهذه العوامل الثلاثة طاردة وقاتلة بصورة تلقائية .
نبذة عن قبيلة الميما : قبيلة الميما من القبائل الاصيلة والرائدة في إقليم دارفور من منذ القدم ودورها في دارفور بعد القرن العاشر الميلادي كان واضحاً وخاصة في عهد سلطنة التنجر في نهاية القرن الثاني عشر الذي تجلي بأبهي صوره في تعليم القرأن والفقه والشعر والفلسفة ولزعيم القبيلة وضع خاص لدي السلطان إما وزيراً او مستشاراً له ، ولقبيلة الميما صفات نادرة في فنون التعامل مع الاخر قلما تجدها في بقية القبائل الاخري وهي الحكمة والاسلوب المرن في إدارة الحوار وفض النزاعات وكذلك في الشئون الادارية المتعلقة بجمع العشور واحتضان وتوطين القبائل النازحة الي ارضها ، هذه السمات الخلاقة التي تتمتع بها قبيلة الميما دفعت القبائل الاخري ان تحترمها وتقدمها في الصدارة لإدارة شئونهم ، مما ساهمت في التعايش السلمي ورتق النسيج الاجتماعي حيث ان نجد قبيلة الميما لم تدخل في نزاعات او حروب مع القبائل الاخري إلاُ في مرة واحدة فقط عام 1991م وتلك الحرب فرضت عليها فدخلتها وهي مكرهة والحمد لله إنتصرت لذلك تاريخها مسطر بأحرف من نور وناصع كالبياض ، ومما سبق من حديث فلقبيلة الميما مساهمات كبيرة وعظيمة قبل السودان الحديث .
إخوتي وأخواتي الاعزاء : احب ان اعرفكم بان قبيلة الميما هي الاكثر ضررا طيلة السنوات التي اعقبت استقلال السودان من قبل حكام يدعون انهم وطنيون في حين ان اعمالهم وافعالهم اثبتت بأنهم غير ذلك لان الوطني هو الذي يقدم ما هو افضل لشعبه ولوطنه وهذا ما لم يحدث ، وقبيلة الميما تضررت من هذه الانظمة ضرراً بليغاً .
في عهد الجنرال نميري :
في عهد الجنرال نميري تم إعدام الشهيد / البطل / محمد نور سعد وهو من ابناء قبيلة الميما من مواليد الجزيرة أبا وهو كان قائداً لجيش الجبهة الوطنية بزعامة الصادق المهدي رئيس حزب الامة قادمين من الحدود السودانية الليبية بغرض تغيير نظام نميري البغيض وعندما فشلت المحاولة قتلته ألاجهزة الامنية لنظام نميري وبتلك الطريقة الاستفزازية بدافع العنصرية وللاسف الصادق المهدي ومن معه انحازوا الي أهلهم وتركوا البطل محمد نور سعد وجنوده علي حالهم من دون دعم ولا رعاية واضطروا بالانسحاب من امدرمان ووصفوهم بالمرتزقة .
كذلك في عهد نميري عندما ادعي بتطبيق الشريعة تم بتر أيادي ثلاثة رجال من ابناء القبيلة وكان احدهم يسكن الجزيرة أبا والثاني سنار والثالث امدرمان وعادة الحدود تطبق عندما يكون الحاكم قد اوفي بمسؤلياته تجاه شعبه من توفير لقمة العيش الكريم لهم والامن وكل الخدمات الضرورية وهذه الاشياء كلها لم يقم بها الحاكم في تلك الفترة ، وحتي الجرائم التي حُكموا بها جزافاً كانت عبارة عن سرقات عادية ولكن الغرض الاساسي هو التمييز العنصري وليس تطبيق الشريعة كما يدعون .
في عهد الانقاذ ( نظام البشير النازي ) :
في عهد الانقاذ : قُتلنا بالجملة في دُورنا (( حواكيرنا ) في ودعة وشنقل طوباية وام دريساية وكركري ودقلة جراب الراي ووادي مرة وطيار ) هذه المناطق ملك لقبيلة الميما بالوراثة كابر عن كابر ) اضف اليها هو قتل الشهيد / البطل / الاستاذ / جمالي حسن جلال الدين بعد اسره في غرب ام درمان من قبل قوات أمن نظام البشير في الحادي عشر من مايو لعام 2008م في عملية الذراع الطويل واحداث اخري لم نتمكن من التعرف علي عدد ضحاياها ، هذه الافعال المقصودة ما كان لها ان يحدث لو انا للقبيلة تمثيل في مؤسسة اتخاذ القرار في هرم الدولة وبالمثل في بقية المؤسسات ذات التأثير في صنع القرار ، والجدير بالذكر هنا لم يشغل شخص من القبيلة وزارة سواء كانت إتحادية او ولائية وكذلك علي مستوي الوُلاة طيلة السنوات الفائتة والي الان في اي بقعة من بقاع السودان أليس هذا وحده كافياً لقيام ثورة ضد الحُكام ؟ أي نحن مقطورين دائماً فيجب ان تتوقف هذه الاستهبالات السياسية ، وبوحدتنا وتعاوننا سنغير هذه المعادلة الغير متزنة .
دور قبيلة الميما لحاضر السودان ومستقبله :
من خلال دورها الرائد والطليعي المتميز وإرثها الحافل الزاخر بالانجازات في القرون الماضية يجب علينا ان نوظفها كمنصة صلبة للإنطلاقة الي الامام وليس الي الخلف كما نشاهده اليوم ، لاننا نعيش في عصر تتداخل فيه المصالح ويجب ان نأخذ حقنا بالوسائل المتاحة وليس بالانكسار والانتظار ولذا نريد للقبيلة شأناً جديداً في قيادة الامة السودانية من خلال ماضيها التليد بالاتي :
1- دعم القبيلة للثورة التحررية بصورة اكثر ايجابية بإنخراط ابنائها في حركة العدل والمساواة السودانية التي رفعت السلاح في وجه النظام الظالم القاتل من اجل الحقوق المتساوية لجميع السودانيين
2- ان تساهم القبيلة مساهمة كبيرة في عملية إسقاط النظام ولكي تكون جزاءاً في صنع التغيير المنشود وإرساء السلام والامن والديمقراطية والتداول السلمي للسلطة
3- براءة القبيلة من كل الجرائم التي إرتكبها نظام البشير عبر ممثله الافاك عثمان كبر في ولاية شمال دارفور الذي وظف فيها افراد من القبائل لارتكاب تلك الفظائع
4- الوقوف مع الحقوق المطلبية المشروعة للشعب السوداني كله مستصحباً ماضيها الريادي والبطولي بشرف في كل ميدان من ميادين العزة والكرامة .
5- تكثيف الاتصالات مع كافة قبائل دارفور بغرض رتق النسيج الاجتماعي وإبداء روح التعاون والتعايش السلمي لما للقبيلة من إرث في هذا المجال
دور قبيلة الميما تجاه أبنائها :
1- يجب عليها ان ترتب نفسها ترتيباً مُحكماً بإجراء اتصالات واسعة مع كل فئات ابناء القبيلة في الريف والحضر من اجل المفاكرة المبدئية لمستقبل القبيلة
2- قيام مؤتمرات قطاعية للتعرف علي مشاكل وحاجيات ابناء القبيلة ومن ثم تنتخب القطاعات ممثلين لها في المؤتمر العام الذي يُعني بمناقشة الاوراق التي تقدم من قبل ممثلي القطاعات بالاضافة الي اوراق جديدة اخري حسب اختصاصاتها واهميتها .
3- ما يتمخض من المؤتمر العام من توصيات وقرارات تكون ملزمة لكل ابناء القبيلة بتنفيذها
4- ضرورة الاتصال والتواصل مع ابناء قبيلة الميما الذين هم في تشاد بغرض تعضيد الترابط الاجتماعي عبر الزيارات وأي وسلية اخري مناسبة .
هذا ما لزم توضيحه
المرضي ابوالقاسم مختار
احد قيادات الادارة الاهلية لقبيلة الميما – والباحث في شأنها
ونائب امين الاعلام بحركة العدل والمساواة السودانية
القاهرة
23-3-2012
[email protected]