حكومة الانقاذ والعنصربة العرقية والجهوية الاعمى
بقلم العمدة / محمد ادم شرف
الولايات المتحدة الامريكية
[email protected]
لقد اتخذت الحكومة السودانية ذات الاتجاه الاسلامى ادارة غير رشيدة , وسياسات عنصربة وتعسفية ضد المجموعات الافريقية الاصيلة فى السودان بصفة عامة , ودارفور بصفة خاصة , وكما تنظر الحكومة لهذه المجموعات بنظرة استعلائية واستكبارية , وتعتبرهم مواطنين من الدرجة الثانية او الثالثة . وهذه ليست هى سياسة الحكومة الحالية فحسب , بل سبقتها الكثير من الحكومات التى تعاقبت على حكم السودان . لذا كان من الطبيعى ظهور حركات حقوقية وثورية ونضالية .
فولاية دارفور والتى تعتبر معقلا لثلاثة مجموعات افريقية كبرى وهى الفور والزغاوة والمساليت وغيرها من القبائل الافريقية الاخرى كالبرنو والبرتى والبرقو والداجو والبرقد وابودرك والتامة …الخ , وكل هذه المجموعات هم مواطنين من الدرجة الثالثة فى النظرة الاستعلائية للنخبة الحاكمة . كان لهذه المجموعات ابناء بارزين فى الحركة الاسلامية قبل الانقلاب العسكرى وظهور الانقاذ فى عام 1989 واذكر من بينهم : داؤد يحي بولاد , وعلى الحاج , وعبد الحميد ضوالبيت , والشفيع احمد محمد , وابراهيم يحي , الحاج ادم يوسف , والامين محمود , خليل ابراهيم وغيرهم ممن مات ومن ينتظرُ وما بدلوا تبديلا . بعد وصول النخبة فى السلطة تم اقصاء هؤلاء جميعا من السلطة ومن مواقع اتخاذ القرار , فكانت البداية بداؤد يحي بولاد والذى ينتمى الى قبيلة الفور , فلم يصبر على ذلك فحمل السلاح ضد حكومة النخبة , فاتخذت الحكومة اجراءات عسكرية وعنصرية وقبلية لاخماد ثورة بولاد مستخدمة مواطنين من الدرجة الثانية وهى القبائل العربية فى دارفور : الهبانية , الرزيقات , البنى هلبة , التعايشة , وهذه هى القبائل العربية الكبيرة التى لديها الحواكير ( الارض ) فى دارفور فقد خضعتها النخبة الحاكمة , بان لديها المشاركة الكبرى إن هى حاربت الى جانبها , ولكن هيهات كانت الجائزة فقط لقبيلة البنى الهلبة بأن تم تغيير اسم منطقتهم من عدالغنم الى عدالفرسان .
اما القبائل العربية الصغيرة التى استخدمتها النخبة الحاكمة لمحاربة حركة تحرير السودان , والعدل والمساواه فهى الرزيقات الشمالية , والهوطية , والترجم , والسلامات , ومسيرية دارفور , والبنى منصور, …الخ , واخرى تدعى انها عربية وهى ليست عربية مثل البرقو صليحاب والتى ينتمى اليها مهندس الابادة الجماععية احمد هرون , وكذلك الفلاتة , والمسيرية جبل , وغيرها , واخرى مستوردة من النيجر وتشاد فكان وعد النخبة الحاكمة لهذه القبائل إن هى حاربت الى جانبها وساهمت فى التشريد والتهجير , بإن لها الادارات الاهلية المستقلة فى حواكير ( اراضى) الفور , والمساليت , والزغاوة . فمخطط النخبة الحاكمة لتدمير قبيلة الفور قد بدأت بعد إخماد ثورة داؤد بولاد , حيث سلحت الحكومة القبائل العربية تحت غطاء الدفاع الشعبى , فبدات مسلسل نهب ثروات الفور لتدميرهم اقتصاديا , ثم تقسيم الولايات لتشتيتهم وتدمير قوتهم السياسية حتى لا تكون لهم الغلبة فى عمل سياسى , وتلتها عمليات الابادة الجماعية والتهجير القسرى مع رفقائهم من الزغاوة والمساليت , فلن تكتفى النخبة الحاكمة بل زادت عدد القبائل العربية الرحل فى جنوب دارفور بنسبة 300% . والعمل متواصل لتقسيم دارفور الى خمسة ولايات وهى : شمال دارفور , جنوب دارفور , غرب دارفور , وسط دارفور , شرق دارفور , مع اعطاء الحق لمجالس الولايات لتغير اسمائها , وبذلك تكون قد اسدل الستار على تاريخ واسم دارفور .
فحكومة كهذه لا تعرف سوى تدمير قدرات البلاد الاقتصادية وذلك بتدمير الثروة البشرية , وتقطيع اوصال الوطن وبيع الارضى للاجانب حتى فى الشمالية والجزيرة , فبحكم هذه الادارة الغير رشيدة , وسياسة العنصرية , سيخرج الجنوب عن السودان .
اما مفاوضات القطاعى التى تجريها الحكومة مع الحركات لن تجلب السلام لدارفور , لذا ندعو كل القبائل فى دارفور للتوحد , وكذلك كل ابناء الشعب السودانى , للوقوف فى خندق واحد لاقتلاع هذه الحكومة من جذورها لنحاحفظ على سوداننا وطنا وارضا وشعبا .