حركة العدل والوحدة الاندماجية وتغيير الأسماء

حركة العدل  والوحدة الاندماجية وتغيير الأسماء
بقلم هارون اسرم – السعودية
بعد النكبة  التي سببها حركة العدل والمساواة  والنتائج المخزية على مدى سبع سنوات الماضية  باتت واضحة  وبحاجة  إلى مواجهة الذات بمصداقية وعقلانية،‏ من أجل تجاوز السلبيات التي تنتشر في بنيانها العسكرية و السياسية والتنظيمية  والقيادية  ،‏ والعمل بكل جهد مخلص لإصلاحها بما يحقق مصالح  شعب دارفور
‏،‏ ‏وحتى يمكن التعاطي المجدي مع المخاطر التي تتعرض لها شعبنا اليوم‏‏ وما قد ينتج عنها من تداعيات. فطوال السنوات  الماضية هنالك  التناقض بين الحاجة إلى إستراتيجية الوحدة  والعجز عن وضعها موضع التنفيذ إلى العجز عن بلورة أية استراتيجية، فمنذ ثلاثة سنوات  يستعيد  قادة حركة العدل والمساواة الخطابات نفسها وأنواع السلوك نفسها، وتعجز عن بلورة وعي حقيقي، أو عن القيام بنقد ذاتي يساعد على تطوير بذور وعي نقدي للواقع ومتطلبات تقدمه.
فثمة ثقافة بكاملها تحتاج إلى المساءلة، بمرجعياتها ومؤسساتها ونماذجها ورموزها وإعلامها وخبرائها وعلمائها ومفكريها ، هي ثقافة المكابرة وتبجيل الذات والثبات على الخطأ والتستر على الآفات والهروب من المحاسبة، فضلاً عن القفز فوق الوقائع والخوف من المتغيّرات والتعاطي مع المستجدات القديمة المستهلكة  بل بالأقدم الي  الأسوأ .
واليوم قادة العدل والمساواة يطلقون الكلام المعسول عن الوحدة الاندماجية وأنهم مستعدون حتى تغيير اسم الحركة ولكن ما يجهله قادة الحركة وهي الإشكالية ليس في تغيير الأسماء بل التغيير ما في الضمائر وبل طلب الصفح وتقديم الاعتذار عن كل مخالفات بحق الآخرين و اريد تذكر الاخوة في الحركة عند ما كان الخلاف محتدم  طلبنا منهم التريث في اتخاذ قرار فصل القيادات ونعتهم بصفات ما انزل الله بها من سلطان وقلنا لهم نحن احوج ما نكون لبعضنا البعض ولكن  كان الرد من بعض القيادات هذه قرارات لا رجعة فيها وحركة العدل يحتاج فقط الي  ثلاثة الي ستة شهور لحسم هولاء  نهائياً ربما من الوجود  ونحن اليوم ندخل العام الثلاث  بعد الخلاف . وهنا  قبل الوحدة الاندماجية نقول للذين يريدون الوحدة الاندماجية هنالك عدة تساؤلات يجب الوقوف عندها وما هو موقف العدل والمساواة منها و  نجملها  في الاتي :-
إنتم  تتهربون  من تحمّل المسؤولية وإلقائها على الغير، وتحاولوا إيذاء الآخرين  لتغطية عجزكم عن التدبير في الداخل، ولا تقرون  بالهزيمة لكي تتعلموا من الأخطاء وتستفيدوا  من التجارب والشواهد الماثلة أمامكم  . هذا دأبكم  في مساعيكم   تتسترون  على المشاكل  التي هي أصل المشكلة، تؤجلون  فتح الملفات التي تحتاج إلى الدرس والنقد . و اليوم تأتون وتتحدثون عن وحدة اندماجية  أين تصريحاتكم  النارية والصبيانية  بأنكم  الحركة الوحيدة في دارفور  واذا تم الاتفاق مع  العدل والمساواة  لم ولن  تكون هنالك مشكلة في دارفور بعدها ؟؟؟؟ ويومها تعجب كل المراقبين من ذلك التصريحات وبل ذهب البعض الي إلي تقديم استشارات مجانية إلي الإنقاذ  بعدم الإقدام إلي تلك الخطوة  حتي لا يتكرر اجوجا ثانية
هل تناسيتم  انكم الحركة الوحيدة التي تجرعت  برفع  السلاح أمام   جميع  حركات الاخري دون استثناء  في دارفور؟؟   وهل تناسيتم   بأنكم الحركة الوحيدة التي اغتالت  قيادات مناضلة في دارفور بمجرد اختلاف في الرأي ؟؟ وهل تتذكرون انكم الحركة الوحيدة التي لديها مساجين  من أبناء دارفور في سجون ام جرس  ؟؟؟  وهل تعلموا انكم اكثر حركة تم فصل قياداتها العليا سواء كانت سياسية او عسكرية  بمجرد اصدار بيان في النت من دون مجالس تحقيق وتقصي الحقائق  ؟؟ هل تعلمون ان حركتم سجل الرقم القياسي في استقالات قيادات مرموقة من مناصبهم ؟؟؟ هل تعلمون ان اكثر حركة يتكون  فيها هيئة  قيادة الحركة  من أسرة واحدة هي حركتكم ( اخ الشقيق … غير الشقيق … ابن العم .. ابن العمة .. بن الخال .. بن الخالة  و ابن الأخ وابن الأخت وان دنا ) ؟؟ هل تعلمون ان اكثر حركة خسرت معارك في الميدان ابتداء من  حسكنيتة ومروراً  بشرق جبل مرة وامبرو  وكارنوي وأخيرا وليس آخرا معركة  جبل مون خلال الأسبوع الماضي  والذي أصيب فيها  القائد العام للجيش الحركة   ؟؟؟  هل تعلمون انكم  الوحيدون  التي هرولوا  إلي الإنقاذ بمفردهم  للمكاسب شخصية  ولم يحصلوا  عليها حتي الان واخير قبلتم تقديمكم  ككبش فداء  ؟؟ هل تعلمون ان قيادة الحركة  هي التي قدمت المعلومات والأكاذيب  المضللة الي محكمة الجنايات الدولية للخلص من منافسيها والتي لم يسبقها احد في تاريخ دارفور والسودان   ؟؟  علي كل حال حركة تتصف بكل هذه الصفات غير جدير بالجلوس معها في طاولة مفاوضات واحدة لو لا لبعض الاعتبارات  ناهيك عن  تقديم مشروع وحدة اندماجية   و عليها ان تراجع نفسها اولاً وتغيير سلوكها  ومن ثم أن يتقدم إلي الآخرين وتقديم الاعتذار و يطلب العفو  والسماح بدلاً من تقديم مبادرات  علي الآخرين .
والبحث عن  المجد الضائع و للأسف عند انعدام الوزن يصبح التعلق بأشباه الحلول وأنصافها هدفاً في حد ذاته دون التقدم  ولو بخطوات قليلة و في مثل هذه الحالات تبدو الأوهام وكأنها حقائق أو حلولاً دائمة  والتناول العشوائي من قبل وسائل الإعلام دفعاً وتثبيتاً. وطالما أنّ الوضع في حركة العدل والمساواة   يراوح مكانها و بالصورة التي نرى فإنّ هذه الأوهام ستظل في دائرة  الحركة  وستعيد إنتاج نفسها المرة تلو الأخرى .
وبناءاً علي ما ذكر يجب علي  قادة العدل والمساواة التخلي عن الوحدة الاندماجية لأنها هدف بعيد المنال مقابل تصرفاتهم خلال  سنوات الماضية  مما جعل هجرة معظم قيادات الحركة البارزين  الي الحركات الاخري  او تكوين حركات جديدة وهنا يجب ان نذكر حقيقة لابد ان يتداركها الجميع ان الإمكانيات وقدرات  ا لحركة العدل والمساواة نحن اكثر الناس معرفة بها من  غيرنا حتي الحكومة التي تتفاوض معها وهولاء فشلوا في ادارة الحركة و جعلوا  الحركة يتراجع كثيراً والعدل والمساواة اليوم ليس  كالأمس   ويبدو ان الشهادات العلمية وحدها  غير كافية لإدارة حركة وقضية مثل قضية دارفور  يحتاج الي مزيد من الحكمة والدارية لأمور كثيرة وهذا ما ينقصه قيادات العدل والمساواة  والسنيين  القادمة سوف تكون سنين عجاف للعدل والمساواة نسبة لتغيير محيط الإقليمي والواقع في الميدان والتغيير الكبير الذي حصل في ولاء  أبناء القبيلة الواحدة ونفور قبائل اخري من العدل والمساواة والدليل علي ذلك اليوم العدل والمساواة ينادي للوحدة ولا مجيب  لذلك الوحدة  ليس  كرهاً  في الوحدة ولكن من سلوك قادة  الحركة  و هذه دعوة لانتظار ومشاهدة علي ما تسفره  لنا الايام  القادمة او ربما شهور اذا لم يتم التسوية في دارفور .
وعلي الاخرين  ينبغي أن تكون محور تفكيرهم  اليوم كثيرة جداً وتكاد تحتل جميعها مرتبة الأولوية، وهنا مصدر الصعوبة التي لا غنى لنا عن نواجهها بشجاعة. واكتفي هنا من هذه القضايا بالعناوين الآتية، التي أقدمها في صيغة تساؤلات: ماذا أعددنا لكي نواجه مع شعب دارفور  حقبة ما بعد خارطة الطريق ، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وخططاً للحاضر والمستقبل ؟ ما هي الدروس التي ينبغي استخلاصها من مآلآت قضية  دارفور ، بدءاً من مراجعة نقدية للماضي، وصولاً إلى رسم خطة للحاضر والمستقبل ؟ هل تتوافر شروط حقيقية لصياغة خارطة ثورية  للتغيير، تحول دون احتمال قيام مشاريع ظلامية أو حروب بينيه  تغرق إقليمنا   في المزيد من التأخر والمزيد من الأزمات ؟ مَا هي القوى المؤهلة لصياغة تلك المشروع المنشود ، وما هي أدواتها وما هي قدراتها على جعل تلك المشاريع قادرة على جذب الجماهير إليها، بعد كل الخيبات التي أُصيبت بها مشاريع التغيير في السنيين  الماضية ؟ ما فائدة الشعارات المضخمة إذا كنا لا نستطيع حمايتها ؟ وهل تستطيع الحركات  التي لا تمارس الإصلاح والديمقراطية بأن تبقى على حالها دون إصلاحات وتغييرات وتجديد ؟ وهل تقبل المجتمع الدار فوري  بأن تحكمه  شعارات بينما هي  الاخري هاربة من شعارات الإنقاذ ؟
وللحديث بقية

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *