جيش الاحتلال الإنقاذي: أطماع فى ثروات الجنوب
بقلم: دهب الخزين مأمون
نشر قوات دولية على الحدود بين الشمال والجنوب
أعلنت الأمم المتحدة ،(حسب ما أوردت البي بي سى فى 16/10/2010م)، عزمها نشر قوات دولية في “المناطق الساخنة” على الحدود بين شمال وجنوب السودان خلال الأسابيع المقبلة للحيلولة دون وقوع أعمال عنف مع اقتراب استفتاء حق تقرير مصير الجنوب. وقال آلان لو روي مسؤول عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة عقب اجتماع لمجلس الأمن: “إن هناك تغييرات قد تحدث فى تمركز القوات الدولية خلال بضع أسابيع ولكنه لم يوضح عدد الجنود المعنيين بهذا التغيير”. وأضاف لو روي “سوف نزيد وجودنا لكن فقط في بعض الأماكن الحساسة”. القوات الدولية تقوم حاليا بمراقبة التزام الشمال والجنوب باتفاقية السلام الموقعة في عام 2005. وتتكون قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في السودان من 10 آلاف جندي وتقوم بمراقبة التزام الطرفين باتفاقية السلام الشامل الموقعة بين الشمال والجنوب عام 2005 والتي أنهت عقودا من الحرب الأهلية.
وكان الفريق سالفا كير – رئيس جنوب السودان – قد طلب من مجلس الأمن الدولي إقامة منطقة عازلة بعرض 32 كلم على طول الحدود بين الشمال والجنوب ولكن لو روي اعتبر الأمر مستحيلا. وأكدت سفيرة واشنطن لدي الأمم المتحدة سوزان رايس أن كير طلب إقامة منطقة عازلة بعمق 16 كيلومتر تديرها الأمم المتحدة علي طول الحدود بين الشمال والجنوب.
جيش الإنقاذ الانكشاري ينتقد الأمم المتحدة بشان خطته لإقامة منطقة حدودية عازلة
انتقد الجيش السوداني الأمم المتحدة بشأن خطط لإقامة منطقة عازلة على طول الحدود بين الشمال والجنوب قبيل استفتاء يتسم بالحساسية السياسية قائلا ان ذلك التحرك علامة على إما الجهل وإما “التحرش”. وقال المقدم الصوارمي خالد سعد المتحدث باسم الجيش السوداني لوكالة السودان للأنباء في وقت متأخر من مساء يوم الجمعة 15/10/2010م “حديث مسؤول عمليات حفظ السلام فى الأمم المتحدة آلان لوروا حول نشر قوات أممية عازلة على الحدود بين الشمال والجنوب لا يعبر إلا عن جهل بمجريات الأحداث الحقيقة في السودان أو تحرشا يستهدف استقراره وسلامته.” وقد صرح الفريق صلاح قوش مستشار الرئيس قبل ذلك برفض النظام لخطة نشر قوات أممية علي حدود المشال والجنوب.
جيش الإنقاذ جيش الحزب الحاكم وليس جيش السودان
معروف أن القوات النظامية من جيش وشرطة وجهاز أمن إنما هي اذرع عسكرية وأمنية باطشة لحزب المؤتمر الوطني وعقيدتها قائمة علي المشروع الحضاري الاستئصالي ولا تمثل بذلك قوميات السودان المختلفة لأن ضباطها وصف ضباطها طوال السنوات العشرين الماضية كانوا ينتقون ويختارون من المنتمين للحركة الإسلامية والموالين لهم ويتم استبعاد اى وطني شريف إذا أن الكلية الحربية وجهاز الأمن وكلية الشرطة لم تقم طوال هذه المدة بالإعلان فى وسائل الإعلام عن رغبتها فى تعيين ضباط بل يتم الاختيار بانتقائية وسرية عجيبة.
جيش السودان انتهي عندما تم إحالة الضباط وضباط الصف الوطنيين إلى الصالح العام فى بداية عهد الإنقاذ وبتعيين أهل الولاء والتمكين. لا يحق للمقدم الصوارمي (الناطق الرسمي باسم جيش الإنقاذ) أو وزير الدفاع أو حتى الفريق البشير القائد العام الادعاء بان الجيش القائم حاليا يمثل السودان وإنما هو جيش للدفاع عن نظام الإنقاذ وعن البشير فى المقام الأول.
الفطامة صعبة بعد ضياع كعكة البترول
الجيش السوداني وهو يستشعر ضياع خيرات الجنوب وموارده التي كانت تغذى الطغمة الحاكمة فى الإنقاذ يطمع فى احتلال حقول النفط وبالطبع ستقف القوات الأممية حائلا دون اغتصاب بترول الجنوب. لا يحق للجيش السوداني رفض نشر القوات الأممية فى الحدود الفاضلة بين الشمال والجنوب إن كان فعلا يريد السلام والأمن فى المنطقة حيث ان هذه القوات ستحقق الأمن والسلام المنشودين وسيكون نشرها علي نفقة الأمم المتحدة ولن يتكبد الشمال جنيه واحد فى تموضعها وعملياتها.
فرفرة مذبوح
نظام الإنقاذ وهو قد أضاع الجنوب وفي سبيله إلى تضييع دارفور يسعى للمحافظة علي السلطة باي وسيلة مستخدما بذلك جيشه الحزبي الهزيل الذي لم يستطع صد ثوار دارفور فى عملية الزراع الطويلة لحركة العدل والمساواة وغزوة البقعة فكيف سيقاتل الجنوب الدولة بمواردها الهائلة وبالدعم الأممي الكبير.
يجب علي جيش الإنقاذ الاعتذار للأخوة الجنوبيين للمآسي والفظائع التي ارتكبها فى حقهم حيث لم يقدم لهم طوال العشرين سنة الماضية غير الدماء والدموع والتشريد والنزوح.
ونقول للمقدم الصواري ورفاقه فى جيش الإنقاذ لقد انتهى عهد المتاجرة فى خيرات الجنوب من بترول وسن فيل وأخشاب تيك ومهوقنى وجلود حيوانات وحشية وبن استغليتموها لمنافعكم الشخصية يا ضباط الانقاذ.