مركز جبال النوبه للحوار والتخطيط الاستراتيجي
بيان بمناسبة مرور عام على إعلان الحرب ضد منطقة جبال النوبه
تمر اليوم 5/6/2012م الذكرى الأولى للحرب التي تشنها الحكومة السودانية على مواطنيها في منطقة جبال النوبة وتصر على استمرارها بعد رفضها لاتفاق أديس الإطاري الذي تم توقيعه في يوليو من العام الماضي، والذي كان من شأنه أن يضع حداً للاقتتال ويحقق السلام والاستقرار في المنطقة. ويجب إبتداءً في ذكرى هذا اليوم المشؤم أن نترحم على أرواح الشهداء من المدنيين الذين سقطوا جراء التصفيات الجسدية بمدينة كادوقلي في الأيام الاُول للحرب، كما نترحم على أرواح الشهداء من المدنيين الذين لا زالوا يسقطون بسبب عمليات القصف الجوي والمدفعي المنظم لقراهم الأمنة منذ إندلاع الحرب في يونيو من العام الماضي. ويجب أيضاً أن نحي في ذكرى هذا اليوم جلد وصمود أهلنا في جبال النوبة وبقائهم في أرضهم برغم الخطر المحدق بهم من كل ناحية. كما يجب أن نشيد بصمود المعتقلين ظلماً في السجون بسبب هذه الحرب، ونعلن هنا عن تضامننا الكامل معهم ونذكر منهم: الدكتور بشرى قمر، جليلة خميس كوكو، إزدهار جمعة، علوية كبيدة وغيرهم كثير، ونطالب المنظمات الحقوقية الدولية بالضغط لاطلاق سراحهم جميعاً. ويجدر بنا في الذكرى الأولى لهذا اليوم، أن نعلن إدانتنا الكاملة للحرب ونأمل أن تكون هذه الذكري مناسبة للإعتبار واتخاذ التدابير اللازمة لإيقافها على نحو يصون الحقوق ويحقق العدل والأمن والاستقرار في المنطقة.
لقد صاحبت هذه الحرب انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، فبصرف النظر عن عمليات القصف الجوي والمدفعي للسكان المدنيين في قراهم، توجد أدلة موثوق بها تشير إلى تعرض الكثير من المواطنيين للاعتقال وسوء المعاملة والتعذيب وفقاً للإنتماء العرقي والسياسي. والأمر الذي يعزز موثوقية هذه الأدلة هو سلوك الحكومة المريب والمتمثل في إصرارها على منع وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية الدولية من الوجود في المنطقة للمساعدة في حماية المدنيين ومراقبة أوضاع حقوق الإنسان. إن هذه الحرب قد أفرزت وضعاً إنسانياً مأساوياً بالنسبة للسكان المدنيين الذين يعانون أوضاعاً أمنية ومعيشية قاسية وغير مؤاتية حيث الترويع المستمر للنساء والأطفال والجوع والعطش وانعدام العناية الصحية والمأوى. في هذا الظرف الصعب تستخدم الحكومة الغذاء كسلاح ضد المدنيين فتقوم بتجويعهم بمنع الأمم المتحدة ومنظمات العون الإنساني الدولية من الدخول إلى المنطقة عبر مسارات آمنة. ولقد أجبر هذا الوضع أعداداً مقدرة من الأهالي على مغادرة مناطقهم نزوحاً إلى بيئات جديدة داخل السودان أو اللجؤ إلى دولة جنوب السودان. إننا من هنا، نناشد الأمم المتحدة بالضغط على الحكومة لتستجيب لمطلب فتح مسارات أمنة لادخال المساعدات الإنسانية إلى المنطقة.
ختاماً، نحذر الحكومة السودانية من مغبة توظيفها للدين بإعلانها للجهاد على سكان جبال النوبة، واستهدافها للمدنيين العزل في المنطقة على أساس عنصري. من جانب آخر، فإننا ندين بشدة صمت الشعب السوداني المريب إزاء هذه الحرب وكافة حروب مناطق السودان الطرفية في النيل الأزرق ودارفور، وهو صمت يرقى إلى حد التواطؤ. كما أننا نحذر الشعب والحكومة معاً من التداعيات الكارثية المحتملة لهذه الحروب على اللحمة والوحدة الوطنية.
Email: [email protected]
إعلام المركز