وجه رئيس حزب الأمة القومي الإمام الصادق المهدي نداءات تدعو لضرورة تطوير اتفاقية السلام لجعلها وثيقة قومية تلزم الجميع وتتناول خطة قومية لما بعد الاستفتاء، وضرورة كفالة الحريات العامة وحقوق الإنسان وإلغاء ما يتعارض معها مما أسماه بـ “قوانين الشمولية”، وحل أزمة دارفور وإزالة عثرات سلام الشرق لتحقيق السلام العادل الشامل، وضرورة عقد مؤتمر اقتصادي قومي للاتفاق على تشخيص قومي للقضية الاقتصادية، ووضع خطة متفق عليها للإصلاح الاقتصادي الاجتماعي، والدعوة لمؤتمر أمن إقليمي يضم السودان وجيرانه لإبرام اتفاقية أمن إقليمي، وضرورة الالتزام باستحقاقات الانتخابات الحرة النزيهة، وإبرام ميثاق شرف انتخابي ملزم لكافة القوى السياسية، والاستعداد للاستفتاء بحسم القضايا الخلافية قبل إجرائه، وإعتبر أن إجراء انتخابات قبل توافر استحقاقاتها يقود للسيناريو الكيني، وأن إجراء الاستفتاء قبل حسم النقاط الخلافية يقود للسيناريو الإثيوبي الإريتري.
ودعا المهدي لضرورة عقد ملتقى قمة سياسي لدراسة الأجندة التي طرحها في خطبة الجمعة أمس بمسجد الشيخ يوسف إبراهيم النور بالملازمين واتخاذ قرارات بشأن بنودها والاتفاق على الآلية المناسبة والتوقيتات المطلوبة لتنفيذها، وشدد على ان السودان شهد تعايشاً سلمياً بين الأديان طوال تاريخه السابق، بجانب إسهام الطرق الصوفية في نشر الإسلام والتربية عبر الطرق الصوفية ومؤسسة المسيد التي استصحبت بعض الممارسات والمعتقدات الشعبية كالككر، والطاقية أم قرن، والنوبات، وقال ان تلك الممارسات لم يقبلها العلماء الوافدون الذين ساهموا في تعليم القرآن وبيان أحكام الشريعة والقضاء، مشيراً إلى وجود فريق ثالث من العلماء الذين أسسوا معاهد وعمروا مساجد دون أن يرتبطوا بطريقة صوفية معينة.
وشن المهدي هجوماً عنيفاً على العالم الإسلامي الذي وصفه بالمأزوم لأنه يعيش في ظل نظم سياسية مجافية للشورى، ونظم اقتصادية مجافية للتكافل، وتحيط به ثقافات أجنبية في مجالات الحياة الاجتماعية والترفيه، بجانب إستمرار الحروب التي قطع بأنها ضحاياها كلهم من المسلمين، وعزا أسباب الحروب والأزمات في العالم الإسلامي إلى خمسة أسباب إثنان داخليان “الاستبداد والظلم الاجتماعي”، وثلاثة خارجية “الاستيطان، الاحتلال، الاستعلاء الثقافي”، وإعتبر أن كل الأيديولوجيات الوضعية التي طرقت لها البلدان الإسلامية باءت بالفشل، مما أدى الى وجود تيارات غلاة دمغوا الحكام بالتحالف مع الغزاة وكونوا حركات احتجاج قوية تمددت في مناطق كثيرة.
ودعا المهدي لضرورة الوصول لموقف يشبع الحاجة للتأصيل بالالتزام بمرجعية إسلامية، ويلبي نداء التطور باستصحاب العصر الحديث، ليحقق توفيقاً يقيم نظام الحكم على المشاركة والمساءلة والشفافية وسيادة حكم القانون، ويقيم نظام الاقتصاد على التنمية ذات الأهداف الاجتماعية العدالية، والمعرفة على أساس قطعيات الوحي في الغيبيات والأخلاق وحرية البحث العلمي في مفردات عالم الشهادة، ويقيم توازن المجتمع على كفالة حقوق الإنسان، ونفي كافة أنواع التمييز العرقي والنوعي والعمري، ويقيم العلاقات بين الأديان على أساس عدم الإكراه، ويقيم العلاقات الدولية على أساس التعايش.
يذكر أن الخطبة حضرها عدد من رموز وقيادات الأحزاب السياسية يتقدمهم إبن الشيخ يوسف إبراهيم النور ومسئول ملف الإنتخابات بالحزب الشيوعي صديق يوسف والقيادي بالحزب الشيوعي سليمان حامد، ورئيس حزب الأمة الاصلاح والتجديد مبارك الفاضل، وحسن عبدالقادر هلال من الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل.
الخرطوم: أحمد دقش
السوداني