تعهد الرئيس السوداني عمر البشير باجراء انتخابات حرة ونزيهة يختار عبرها الشعب قيادته بكامل حريته، مجدداً المضي في بناء وطن عملاق، في حين قال مسؤولون في بعثة الأمم المتحدة في السودان إن الانتخابات التي تعد لها البلاد هذه الأيام محفوفة بجملة من التحديات، وطالبوا بالنزاهة والشفافية وإشراك منظمات المجتمع المدني والتأكيد على دور المرأة الانتخابي والاستفادة من تجارب دول عربية، من دون تحديد هذه الدول.
وأضاف البشير في الولاية الشمالية، “أن السودان بعزيمته وإصراره حقق إنجازات كبيرة على الرغم الحصار والمؤامرات التي تحاك ضده”، مشيرا الى “أن عهدهم مع الشهداء العمل على رفع المعاناة عن المواطنين السودانيين الذين ضرب أروع مثال بالتفافهم حول قيادتهم وتمسكهم بمبادئهم عند إصدار قرار المحكمة الجنائية وكانوا سبباً أساسياً في الإطاحة بالقرار.
في غضون ذلك، أعلن مسؤولون في الأمم المتحدة في السودان أمس ان “الانتخابات المقبلة في السودان محفوفة بجملة من التحديات”، في إشارة إلى الانتخابات العامة والرئاسية التي تشهد جدلاً كثيفاً حولها قبل إجرائها في العاشر من نيسان (أبريل) العام 2010 تمهيداً لاستفتاء تقرير مصير جنوب البلاد في العام التالي له.
وطالب هؤلاء المسؤولون بـ”النزاهة والشفافية وإشراك منظمات المجتمع المدنى والتأكيد على دور المرأة الانتخابي والاستفادة من تجارب دول عربية”، في إشارة لبعض الدول مثل لبنان.
وقال كبير مسؤول حقوق الانسان في بعثة الامم المتحدة بالسودان خوسيه ماريا اراناز “ان الاطار القانونى الذى وضع للانتخابات فى السودان مشجع، ولكن المفتاح للمصداقية يأتى فى الممارسة والتنفيذ”، مشيراً إلى “أن هناك جملة من التحديات بينها الشمولية والمجموعات السكانية مثل النازحين والمهاجرين والرحل”.
وأكد على “أهمية الشفافية فى الممارسة الانتخابية ودور المراقبين الوطنيين ومنظمات المجتمع المدنى والإعلام فى رفع الوعى والتشجيع على المشاركة والمراقبة والاهتمام بفض النزاعات والمعالجة التى تتم من قبل المحاكم والمفوضية القومية للانتخابات والمدى الزمنى”، مشيراً في حديثه أمس أمام ورشة الانتخابات في السودان “إلى دور المفوضية وضرورة اتخاذها لموقف محايد لإرساء العدالة والذى ياتى بالتنافس والنزاهة”، داعياً المرأة إلى المشاركة والدخول فى الانتخابات بقوة كناخبة ومنتخبة.
ووفق رأى بعثة الأمم المتحدة في السودان، فإن التحديات التي تواجه الانتخابات تتمثل فى حجم وتضاريس السودان الممتدة مع ضعف البنية التحتية مثل الطرق في أجزاء كثيرة من البلاد.
وتستعد بعثة الأمم المتحدة لنشر موظفيها في جميع الولايات السودانية نهاية الشهر المقبل لتقديم المساعدات والدعم في الانتخابات استجابة لطلب من مفوضية الانتخابات.
وأجرت المفوضية القومية للانتخابات في مقرها أمس برئاسة أبيل ألير لقاء مع ممثلي تحالف القوي الوطنية للأحزاب ضم 25 حزبا. واكد ابيل الير، وهو أحد الشخصيات الجنوبية التي تحظي باحترام السودانيين، أن المفوضية تدير حوارا شفافا مع كل الأحزاب والقوى السياسية من أجل قيام انتخابات حرة ونزيهة، مؤكدا الحرص علي توفير مستلزمات ذلك.
وكانت المفوضية ناقشت مذكرة تحالف القوى الوطنية التي تقدمت بها وطالبت فيها بتهيئة المناخ للممارسة الحزبية عبر إقامة الليالي السياسية وندواتها في جو ديموقراطي ومن دون أي تدخلات أو اعاقة.
وقد جددت الأحزاب والقوى السياسية ثقتها في المفوضية القومية للانتخابات، مؤكدة وقوفها وتعاونها التام معها في العملية الانتخابية لما أبدته المفوضية من تفهم للقضايا المطروحة ولما اتسمت به من شفافية وحياد ونزاهة، فيما أكدت المفوضية استعدادها للتشاور باستمرار مع القوي السياسية في البلاد من أجل انجاح الانتخابات المقبلة، والعمل علي تذليل العقبات والصعوبات التي تعترض ذلك، متعهدة إيصال رسالة تحالف القوي الوطنية للأحزاب لرئاسة الجمهورية ومناقشة مذكرتها مع الأجهزة المعنية.
عرض المبعوث الخاص للرئيس الأميركي باراك أوباما الى السودان سكوت غرايشن على جناحي السلطة في الخرطوم وجوبا ممثلين في حزب “المؤتمر الوطني” برئاسة الرئيس عمر البشير و”الحركة الشعبية” برئاسة النائب الأول سلفا كير ميارديت رئيس حكومة الجنوب “خارطة طريق” لضمان اتفاق السلام الشامل الموقع بين الشمال والجنوب في العام 2005.
وتتزامن زيارة غرايشن الى السودان والمنطقة مع ذكرى إدراج السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب في الثامن عشر من آب (أغسطس) العام 1993.
وكان غرايشن وصل الى الخرطوم اول من أمس وأجرى فيها محادثات، كما أجري محادثات مماثلة في عاصمة الجنوب جوبا، قبل أن يتوجه إلى إثيوبيا اليوم لبحث توحيد فصائل دارفور، ضمن جولته في المنطقة التي ستحمله إلى مصر أيضاً وتمتد حتى الرابع والعشرين من هذا الشهر.
وبحث غرايشن في الخرطوم وجوبا سبل إكمال التوصل إلى اتفاق حول خطة العمل الثنائي بين “المؤتمر الوطني” و”الحركة الشعبية” لضمان التنفيذ الكامل لاتفاقية السلام الشامل قبل إجراء الانتخابات والاستفتاء في عامي 2010 و2011 على التوالي.
الى ذلك، أعلن في الخرطوم أن الرئيس الفسلطيني محمود عبا أبو مازن سيصل السودان عصر اليوم ويجري محادثات مع الرئيس السوداني.
وقال مدير الادارة العربية في وزارة الخارجية السودانية السفير عبد الله الازرق في تصريح لوكالة السودان للأنباء إن المحادثات ستتناول العلاقات الثنائية بين البلدين وتطورات الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط، مضيفا ان أبو مازن سيطلع الرئيس على نتائج اجتماع حركة “فتح” والاوضاع فى الساحة كما سيلتقي بعدد من المسؤولين بالدولة.
الخرطوم ـ صديق نورين
المستقبل