بقلم :احمد ويتشي
تابعت اللقاء التلفزيوني المبثوث علي شاشة قناة سودانية 24 المملوكة لجهاز أمن النظام العنصري في الخرطوم و الذي تم فيه استضافة المجرم حميدتي قائد مليشيات الجنجويد المعروفة باسم الدلع الدعم السريع .لا استطيع فرض مساحة واسعة لكل ما نهق به المجرم حميدتي من غثاء و كلمات أقل ما يوصف بأنها مبكية و يوضح كيف أنه يعيش في توهان كبير لا يستطيع تحديد وجهته او الي اين يسير به قاطرة ارتزاقه ولم يستطيع تحديد من هو عدوه الذي يواجهه بحيث اتهم الجميع بالسعي لتشويه صورة مليشياته الجنجويدية الإجرامية . في بداية الحلقة قال بأن هنالك حملة يقودها نشطاء المعارضة ضد مليشياته . ومن ثم قفز نحو اتهام جماهير الحركات المسلحة بانها هي التي تعمل على تشويه سمعته ومن ثم قفز مرة أخرى الي اتهام كل الشعب السوداني بانهم كذابين ومن ثم ذهب إلي ابعد من ذلك وطالب بسجن بعض قادة النظام الذي وصفهم بالطابور الخامس و العملاء الذين يشنون حملات تشنيع ضد مليشيات الجنجويد ( الدعم السريع) . أما في جزء من سؤال المذيع الطاهر حسن التوم عن معلومات مؤكده لاحتلاله لمنطقة (اقو ميي) أو وادي زرق في قلب دار زغاوة .و جلب مستوطنين جدد من تشاد و النيجر لتوطينهم هناك . رد قائلا هذا كله كذب . ومن ثم أضاف الذي يريدنا عليه بالنزول إلى الميدان . وهذه دعوة صريحة لابناء الزغاوة للحرب معه .
ولكن مع ذلك يتضح بأن حميدتي لم يحدد من هو العدو الذي يفترض أن يقاتله فهو يشعر بأنه في خطر حقيقي و في اي لحظة يمكن ان يتعرض لما تعرض له المجرم الاخر موسي هلال . فالبشير ليس بالشخص الأمين الوفي الذي يمكن أن يحميه . فإذا كان حميدتي يتابع مجريات الأمور بشكل جيد قد يعرف بأن قبل شهرين تم القبض علي رجل الأعمال ( ايمن المامون) ابن الصديق الشخصي لعمر البشير في دولة الإمارات و حكم عليه بالسجن المؤبد بعد اتهامه باحتراق النظام المصرفي الاماراتي و لقد فعل ذلك بتعليمات مباشرة من البشير بعدما عرف البشير جهاز امنه ومن محمد عطا شخصيا . بأن مدير مكتبه الخائن طه عثمان الحسين يختبئ 120 مليون دولار في حسابات سرية في دولة الامارات دون علم البشير . و رغم أن ايمن المامون هذا ابن صديق عمر لعمر البشير وهو الحاج مامون لقد أنكر البشير بمعرفته به بعدما جاء مدير جهاز المخابرات الاماراتي الي الخرطوم حاملا معه نتائج التحقيقات التي ورد فيه اسم البشير شخصيا و تعليماته للمدعو ايمن المامون الذي ترك وحيدا و سجن هناك بالمؤبد . أنكر البشير اي معرفة له بايمن المامون الذي ذكرحرفيا في التحقيقات بأنه جلس مع البشير و محمد عطا و بحضور أحد أشقاء البشير و تم ورسم الخطة لاختراق حسابات طه في الامارات . وقد تم و لكن تم القبض علي ايمن المامون قبل تمكنه من الهروب .
علي رغم من أن حميدتي مبتهجا ببعض بريق الرتبة الوهمية . بعد أن خاض بعض المعارك الارتزاقية ضد قوي الثورة في دارفور و كردفان. و حقق بعض الانتصارات الطبيعية علي حساب قوي الثورة وذلك بعد منحه ميزانية مفتوحة تبلغ مليارات الدولارات من خزينة الدولة . وكان انتصاراته اللحظية تلك طبيعية لطالما الهدف كان المال وبعض الرتب المليشية الوهمية ولكن الحرب لم ولن ينهيها حميدتي لأن الحرب الأهلية في السودان مشتعل قبل أن يهاجر اجداد حميدتي الي السودان بسبب المجاعة و الفقر و سيظل الحرب مشتعلا لطالما لا يوجد مفر من خوضها فهي حروب كرامة ووجود من جانب و حروب استئصال و قتل و ابادة من جانب آخر . وقد وجد المجرم حميدتي كل ما يتوق إليه .ولكن طالما باتت تلك الميزانية يهدد النظام بالكامل و يثقل كاهله حيث لا مفر من التخلص من حميدتي . لان النظام لا يستطيع الانفاق عليه نسبة لتأثره في تسيير أموره الطبيعية من دفع الأجور لموظفي الدولة من أساتذة وغيرهم . فمن الطبيعي إحراق كرته . و الا سيواجه النظام الحريق الكامل علي يد الجماهير التي باتت تعلن بصراحة بأن النظام ورأسه . ان دعي الداعي يجب قتلهم في قلب الخرطوم حتي …و ليس بغريب بأن هنالك أحد الشباب طرح خطة لكيفية اغتيال البشير شخصيا .ولقد علق الآلاف من الذين مروا علي المقال و أكدوا بأنهم لا يمانعون من اغتياله إذا وجدوا الفرصة المناسبة .بما في ذلك فتاة سودانية كتبت قائلا ( اقسم بالله اذا لقيت البشير بقتلو) وهذا التعليق استوقفني لأنه يتضح بأن الأغلبية الساحقة أصابهم الياس و الغبن الشديد و يمكنهم فعل كل شي امامهم اذا سنحت لهم الفرص . فبالتالي النظام لا يستطيع التركيز علي حماية الدعم السريع له و قد يعرف النظام الشباب السوداني ينتظر أي لحظة للانقضاض عليه وخصوصا رأسه الذي اثبت بأنه كارثة حقيقية للسودان .ففي ظل هذه الأجواء الخطيرة . بين مواجهة النظام للشعب كله أو التضحية بحميدتي و مليشياته التي تستحوذ علي 40% من الميزانية العامة للدولة. و خطة النظام لإصلاح الاقتصاد المنهار يصطدم مع هذا الصرف علي هذه المليشيات …فبالتالي ليس بغريب بأن يأتي النظام بهم الي الخرطوم و يأمرهم بالتنكيل بالناس في الشوراع الرئيسية من حلاقة رؤوس و الجلد و نهب الأموال . ومن ثم يقول قادة النظام نحن لم ناتي بهم بل هولاء الهمجيين أتوا لوحدهم وهم خطرين علينا جميعا . وكما كان متوقعا تم استضافة حميدتي لتبرير جرائمه التي اقترفها مليشياته . ولقد أكد بأنه لا يستطيع اللعب في أجواء السودان الخطيرة التي تعج بالجرائم التاريخية و اللحظية . والتي بسببها انقسم السودان الي جزئين فاشلين. فهنا حميدتي خلص إلى أنه يتعرض لهجوم من مجهولين لم يحددهم بعد . و الأمر الثاني هو زيارة رئيس هيئة أركان الجيش النظامي الذي زار أمريكا قبل أيام و قابل عدد من قادة الجيش الأمريكي و ذلك في إطار ما يسميه رأس النظام بإعادة بناء الجيش النظامي . وفي هذا لابد من التخلص من المليشيات القبلية المتوحشة .وحميدتي علي رأس تلك المليشيات .أما تهديد حميدتي لأهالي دار زغاوة و دعوتهم للنزول إلى ساحة الحرب . في الحقيقة يجب أن يعلم حميدتي بأن للزغاوة امتداد اجتماعي خارج السودان وهنالك لديهم القوة الكافية لسحق حميدتي و ابادته من الوجود ولكن لا احد فكر في هذا المنحني لان درجت العادة لأبناء الزغاوة في السودان الي عدم اقحام اي اجنبي في مشاكل بلدهم مهما كانت الأسباب .ولكن إذا تطلب الأمر و اصر حميدتي علي احتلال أرض دار زغاوة فعليه أن يتوقع تدفق الآلاف من خارج الحدود . و ليس سهلا للحميدتي أن يقف أمامهم هناك . ولاولائك الزغاوة الغير سودانيين تجارب كبيرة في الحروب و خبروها من سنين . مجملا .. حميدتي كرته اتحرق ولكن الجولة ستبقي بين قوي المعارضة المدنية و المسلحة و الشعب .و النظام و قادته .
الأيام دو