الكثيرون لا يعرفون عنه الكثير..
أهل السودان لم يروا صورته الا عبر اعلام النظام ..
تماماً كصورة جون قرنق التي طاف بها اعلام جميع الانظمة التي حاربته زماناً..
كنا نشاهد عبر شاشة التلفزيون السوداني صورة لذئب مفترس تسيل من انيابه الدماء..
روجوا لهذا التشويه الذي لا يستحقه رجل ملهم مثل الدكتور جون..
ذات الاغتيال المعنوي و الجسدي مارسه النظام بحق الدكتور خليل ابراهيم..
وشاركنا فيه نحن كسودانيين بطريقة ما..
بالصمت ربما او بالمساهمة في نشر الدعاية المغرضة..
ايضاً هنالك قلة قليلة من اهله وذويه و من اهل الاقليم كان لهم دورهم السالب و الظالم بحق هذا الرجل..
الكثيرون انساقوا وراء هذه البروباقاندا المضللة..
ودبجوا المقالات القادحة في حق الدكتور الشهيد..
لم نتنسم خبايا نفس هذا الرجل الهمام الا بعد ان جائنا في جغرافيا الخليج ..
التقارب المكاني له اثر فاعل في التعرف الى الشخص..
بالرغم من فشل المنبر الذي اتى اليه الرجل لحلحلة القضية ..
الا انها كانت سانحة لنا نحن المغتربون القاطنون في هذه الجغرافيا ان نتعرف عليه من قرب..
اولى الحقائق المذهلة عن هذا الرجل ..
انه لا يعبأ بالمال..
لم تهز مليارات الدنانير والريالات شعرة في رأسه .
قالوا لنا هكذا حاله منذ ان كان مديراً لمستشفى امدرمان..
لا تلامس يداه المرتب اطلاقاً ..
كان ابن اخيه او ابن اخته القائم بادارة شئون البيت هو من يتسلم الراتب الشهري ..
ابان تواجده في الدوحة جائته الوفود من جميع القطاعات والفئات السودانية ..
وجميعهم خرجوا من لديه (مبسوطين)..
لم يتعامل مع المكونات المجتمعية باي نوع من انواع التصنيف ولا التنميط ..
كان اجتماعياً عالماً بتفاصيل المكونات السودانية ..
حقق العدالة و المساوة داخل مؤسسات تنظيمه العسكري و السياسي..
شهد بذلك الاسير الذي قدم الى الخرطوم و التحم شمله مع اسرته عبر منظمة الهلال الاحمر قبل اسبوعين او يزيد..
قال هذا العقيد الذي كان اسيراً لدى حركة العدل و الساواة منذ العام 2008:
(طيلة فترتي في الاسر لم انم على الارض بل كان احد ضباط الحركة يجود لي بسريره كما شهدتُ محاكمة اعدم فيها احد جنود الحركة رمياً بالرصاص لارتكابه جريمة القتل بحق احد اسرى الحركة).. او كما قال الاسير العائد ..
من الحكاوي المؤثرة جداً و الدالة على (غلاوة) معدن الرجل انه كان (صايم ديمة) طوال وقت تواجده مع قواته في الفيافي و الاحراش ..
و سبب ذلك كما أسرّ لبعض المقربين منه انه اضافة الى ان الصوم فيه تقرب للواحد الاحد الا انه لا يريد ان يأكل ويشرب ليشاهده جنده وهو ذاهب لقضاء الحاجة نهاراً الامر الذي كان يعتبره ضعفاً في القائد الذي يجب ان يكون قوياً في نظر جنده ..
هكذا كان الخليل..
كان عادلاً , قام احد الجنود المقربين منه اثنياً بقتل جندي آخر من اثنية اخرى فما كان من الخليل الا ان عقد محكمته الثورية و في الحال تم القصاص و نفذ حكم الاعدام على الجاني امام اعين الجميع ..
هذه شذرات من سفر ابي ايثار ..
فالوحش يقتل ثائراً و الارض تنبت الف ثائر ..
مسيرة الثورة من اجل الانعتاق ماضية ولابد لظلام الظلم ان ينجلي ..
اليوم 23 ديسمبر ذكرى استشهاد الخليل , نم بسلام لقد وضعت لبنة خرسانية قوية لمن اراد ان يفعل شيئاً من اجل وطنه ..
لقد علّمتنا معنى التفاني ..
اسماعيل عبد الله
[email protected]