الشرطة تاريخياً لم تكن خصماً للشعب السوداني!
مناشدة من بعض متقاعدي الشرطة لزملائهم بالخدمة
الخرطوم: الميدان
استبقت مجموعة من متقاعدي قوات الشرطة مظاهرات الأحد 30 يناير “يوم الشرارة” بإصدار بيان موجه إلى زملائهم بالخدمة، أوضحوا فيه أنّ الحال في السودان في ظل النظام القائم بات لا يخفى على أحد، حيث عمَّ الفساد والغلاء بشكل غير مسبوق، والاعتداء على المال العام تتحدث عنه تقارير المراجع العام وتشهد عليه بنايات أهل النظام، فيما أطلَّت القبلية والعنصرية بوجهها الكالح، ومضى البيان بالقول إنّ دارفور صارت تشتعل بشكل أكثر ضراوة من ذي قبل، وأصيب الشعب السوداني في قيمه وأخلاقه بعد أن عجز عن مقارعة الغلاء الطاحن، ومن جانبه فقد المواطن السوداني كل قيمة كريمة تميزه على الآخرين وكل هذا بفعل النظام الشيطاني الجاثم على صدر الوطن، وأشار البيان إلى أن هنالك ارهاصات ثورة تعتمل فى الصدور ربما أدت فى القريب العاجل الى خروج الشعب السوداني للشارع لانتزاع حقوقه المشروعة بالقوة بعد ان يئس من أي إصلاح يرجى للنظام القائم.
وتناول بيان متقاعدي الشرطة التهديدات التي رشحت من بعض قيادات الشرطة ووزير الداخلية لإخافة المواطنين من الخروج وانتزاع حقهم الطبيعي في العيش الكريم والحياة الحرة التي تليق بهذا الشعب، وأشار البيان إلى أنّ الشعب السوداني الذي خبره الجميع في أكتوبر وأبريل من الشعوب التي إن خرجت للشارع لن ترجع إلا بعد تحقيق مراميها، فيما يسعى النظام يسعى لجعل الشرطة إحدى أدواته في ردع المواطنين وتقتيلهم أن خرجوا للشارع.
وطفق البيان يذكِّر العاملين بالخدمة “وحتى الكيزان منهم” بأنّ الشرطة في كل تاريخها لم تكن خصماً للشعب السوداني ولم تقف فى طريق نهضته وتطوره ولم تسع لتكبيل حركته نحو الحرية والانعتاق من ربقة الظلم والهوان والذل الذي يمارسه النظام القائم باسم الدين، واعتبر البيان أنّ إهانة الشعب السوداني إهانة للشرطة التي هي من رحم هذا الشعب، مضيفاً بأنّ الذين يودون الخروج سوف يخرجون من أجل السودان وحقوق أهله التي تلتهمها عجلة الفساد والظلم المستشري، وأهاب المتقاعدون بزملائهم العاملين بأن يكونوا بقدر المسؤولية والأمل المرتجي، وأن لا يلغوا في دماء هذا الشعب الأبي، وأن يعلموا أنّ التاريخ لا يرحم، مؤكدين بأنهم من داخل السودان وخارجه سيكونون عين على كل من تسوِّل له نفسه أذية أبناء هذا الوطن، مشيرين إلى أن ما حاق بهم كـ(مفصولين تعسفياً) مستعدون لتجاوزه، لكن قطرة دم واحدة تسيل من أبناء هذا الشعب بإسم الشرطة ستعني لهم كل مظالم الدنيا، وأعربوا عن أمنياتهم في ألا يقفوا خصوماً لزملاء جمعتهم بهم مهنة الشرطة.