الخرطوم 12 ابريل 2012 — قررت الحكومة السودانية والهيئة التشريعية ، إعلان التعبئة العامة لمجابهة الوضع الأمني الراهن، ووقف التفاوض مع دولة الجنوب وسحب الوفد المفاوض في أديس أبابا فوراً واطلقت الحكومة يد الجيش لاستعادة كل الأراضي التي استولى عليها الجيش الشعبي لجنوب السودان.
وفي ذات الوقت اخبر وزير الدفاع السوداني نواب البرلمان السوداني ان الهجوم على الهجليج هو جزء من مخطط تسعى حكومة الجنوب والحركات المتمردة بموجبه للاستيلاء على السلطة بعد الاطاحة بالنظاام الحاكم في الخرطوم.
وقررت الحكومة خلال اجتماع طارئ لمجلس الوزراء، ترأسه الرئيس عمر البشير، الليلة الماضية تعليق جميع مستويات التفاوض مع حكومة جنوب السودان ، وحسب المتحدث باسم مجلس الوزراء ا.لسوداني؛ عمر محمد صالح، فإن المجلس قرر رد العدوان على السودان.
وقال صالح للصحافيين، عقب الجلسة الطارئة ، إن الحكومة السودانية تعتبر الاعتداء على هجليج محاولة لضرب البنيات التحتية للدولة. وأعلن المتحدث أن اللجنة العليا للتعبئة برئاسة النائب الأول للرئيس؛ علي عثمان محمد طه، ستعقد أولى اجتماعاتها اليوم الخميس.
واستمع مجلس الوزراء لثلاثة تقارير؛ الأول حول الموقف الأمني والعسكري من وزير الدفاع؛ عبدالرحيم محمد حسين، كما قدم وزير المالية؛ علي محمود، تقريراً حول الوضع الاقتصادي، مؤكداً سلامة الوضع الاقتصادي وتوفر جميع السلع ، فيما أكد وزير النفط؛ عوض الجاز، عدم اتخاذ أي إجراءات استثنائية تتعلق بالوقود ومحطات الخدمة، وقطع بأن الوضع مطمئن في ظل تأثر إنتاج النفط في منطقة هجليج فقط
وأكد وزير الدفاع السوداني في رده على طلب إحاطة عاجل، قدمه رئيس البرلمان أحمد إبراهيم الطاهر، قدرة القوات المسلحة على السيطرة على الأوضاع والمحافظة على استقرار البلاد ومكتسبات الأمة السودانية.وقالت الإذاعة السودانية يوم الأربعاء إن السودان أوقف كل المحادثات مع جنوب السودان.
وأضافت الإذاعة أن الخرطوم ستسحب على الفور فريقها للتفاوض من المحادثات التي يرعاها الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا وستأمر أيضاً بالتعبئة العامة في الجيش.
وتحدث عبد الرحيم محمد حسين فى البرلمان عن مخطط للتمرد يرتكز علي ثلاثة مراحل ترمى فى خواتيمها لاسقاط النظام بالخرطوم، واكد ان العدو يعمل علي اسقاط الحكومة من خلال تواصل العمل العسكري للجبهة الثورية في جنوب كردفان بدعم مباشر من دولة جنوب السودان ونوه الى ان المرحلة الاولي تتمثل فى الاستفادة من اسلوب قتال متمردي دارفور للسيطرة علي منطقة البترول “بهجليج” ومن ثم تطوير عمليات القتال للسيطرة علي مدينة الابيض بشمال كردفان، والمرحلة الثانية، السيطرة علي اهم المدن الرئيسية بولاية جنوب كردفان “الدلنج، كادقلي، تلودي” والانطلاق منها لتطوير عملياتها للسيطرة علي كامل الولاية و الثالثة، تطوير العمليات عقب اكتمال المرحلة الاولي والثانية تجاه العاصمة الخرطوم لدعم الخلايا النائمة والاحزاب المعارضة لتحريك الشارع لتسهيل عملية الاستيلاء علي السلطة.
وكشف حسين في بيان امام البرلمان عن حجم القوات المعتدية في جنوب كردفان وقال انها في حدود (22) كتيبة بما يعادل (500) فرد لكل كتيبة، تنفتح حول “كادقلي” “الدلنج” “تلودي” بجانب مجموعات في مناطق “كاودا” و”هيبان”، علاوة على ما يقدر بـ (64) سيارة لاندكروزر تابعة الي حركة العدل والمساواة ينفتحون في منطقة “منقة” و”فارينق” و”اللالوبة” و”التشوين” و”التور” داخل حدود جنوب السودان، بينما قدر مجموعة اركوي مناوي بعدد (61) عربة يتمركزون شمال بحر الغزال.
وافاد الوزير انتشار قوات الجيش الشعبي بعدد (9) كتائب علي الحدود بين الدولتين، واكد ان منطقة “كاودا” تستخدم كقاعدة متقدمة لاخلاء الجرحي الي دولة الجنوب بجانب استخدامها كنقطة امداد للمواد الغذائية والادوية من المنظمات الدولية التي توزع كميات كبيرة من المواد الغذائية.
واكد حسين ان القوات المسلحة تسيطر علي الاوضاع في ولايتي النيل الازرق درافور وتعمل علي بسط سيطرتها علي ولاية جنوب كردفان بالعمل علي محاصرة وتدمير العدو الموجود حول كادقلي وتلودي وكاودا، ودعا النواب لقيادة كتائب الاستنفار، وتابع “ان القوات المسلحة قادرة علي السيطرة علي الوضع وقادرة علي ان ترد العدوان، رغم كبر الكيد والمكر وتكالب الاعداء، نحن قادرون على قهر الاعداء” وقال ان البلاد تواجه مخططات دولية لاضعافها ونهب ثوراتها، لكنه اكد صرار القوات المسلحة لمواجهة تلك المخططات.
وصوت البرلمان السودانى باغلبية ساحقة فى جلسته الاربعاء علي تعليق المفاوضات مع جنوب السودان، بجانب اعلان الاستنفار والتعبئة العامة، و رفض مقترحان لقطع العلاقات مع الجنوب تقدمت به النائبة سامية هباني، ومقترح تقدم به النائب محمد مصطفي الضو لرفع جلسات المجلس والتفرغ الي الجهاد
واكد نواب فى البرلمان ان الضرورة تقتضي الان ان يرتدي النواب “الكاكي” وليس الاستمرار في عقد الجلسات، وعارض بعضهم اقتراح قدمه رئيس الجلسة الفريق ادم حامد موسي بالاستمرار في التداول حول خطاب الرئيس السودانى الذى القاه الاثنين بعد الاستماع لبيان وزير الدفاع . إلا أن اعضاء المجلس أصروا على تخصيص الجلسة للتداول حول الأوضاع في جنوب كردفان وعدلوا اجندة الجلسات التي كانت مقررة لمناقشة خطاب رئيس الجمهورية.
وساد المجلس حماس شديد اقترح خلاله النائب محمد مصطفى الضوء رفع جلسات البرلمان، والمشاركة في الحرب ضد الجنوب واستغرب من مناقشة خطاب الرئيس الوقت الذي تتعرض فيه البلاد للعدوان وقال “لا بد من رفع جلسات البرلمان وألا يعلو صوت على صوت المعركة”.
وبعد هتافات التهليل والتصفيق تقدم النائب الفاضل حاج سليمان باقتراح ايقاف التفاوض مع جمهورية جنوب السودان وسحب الوفد الحكومي من المفاوضات الجارية في اديس ابابا.
وافلح النائب البرلماني رئيس جهاز الامن السابق الفريق صلاح قوش في امتصاص الحماس الزائد حين قال “اري ان المجلس متحمس لاتخاذ قرار مساند للقوات المسلحة، وانا اؤيد ان المعركة تحتاج الي التعبئة العامة لكن المعركة ليست فقط عسكرية، هنالك معركة سياسية ربما احتاجت تدخل المجلس، وليس من المعقول ان نرفع جلسات المجلس” وشدد علي ضرورة انعقاد جلسات المجلس بجانب توجه النواب الي استنفار قواعدهم .
الى ذلك اتهم رئيس البرلمان احمد ابراهيم الطاهر من اسماها بالقوي الشريرة بانها لاتريد للسودان سلاماً ولا استقراراً، واكد ان السودان قدم الانفصال مهراً للسلام والاستقرار، واردف “الان انفصل الجنوب ولازالت القوي الشريرة تحاربنا حتي بعد ان حققنا لهم مرادهم في انفصال الجنوب”
واكد انه لا مجال إلا للقتال والوقوف مع القوات المسلحة والدفاع الشعبي لرد العدوان. واردف “خسرنا هجليج البارحة وكسبنا تلودي قبلها، ونستطيع بهذه القوي ان نستعيد هجليج بالقوة بعد ان عجز اؤلئك علي ان يحصلوا عليها بالتفاوض، ثقتنا في الله انه لن يتخلي عنا”.
واهاب الطاهر أمس فى جلسة البرلمان الشعب السوداني للاستعداد الي المعركة القادمة حتي قال انها تكون حاسمة خيرها للسودان وشرها علي الاعداء، وتابع “نرجو المزيد من الثبات والصمود للقوات المسلحة”.