السودان بين تحقيق التنمية المتوازنة والانفصال
بقلم عبد الله ادريس حنظل
باحث بمركز السودان المعاصر للدراسات والانماء
ان التنمية بمفهومها العلمي الشامل انما تعني التغير الحضاري الكلي الذي يتنال مختلف بنيةهذ المجتمع المادية والمعنوية , وهي علمية واعية ومخططة للتغير والتحول الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والثقافي في الشكل والجوهر, لنقل المجتمع من حالة التخلف الي حالة التقدم. التنمية بذلك علمية ذات طبيعية شمولية , وان كان الجانب الاقتصادي منها يحتل الصدارة اوالمركزية, ذلك ان التنمية تعني الارتقاء بحياة الانسان السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها فهي قضية تغير حضاري يتناول كافة ابنية المجتمع وادواره ويشمل الجوانب المادية والانسانية منه.
من هنا فهي تمثل عملية مقصود وموجه , لتحقيق اهداف معينة ومن ثم لا يمكن فصلها عن مثلها تسعي الي توجية التغير والتحكم في عناصره واتجاهاته وسرعته
تهدف الي احداث تغير شامل لجميع عناصر المجتمع ماديا وثقافيا وهذا يعني انها, تهدف الي نقل المجتمع من حالة من حالة التخلف الي حالة جديدة من التقدم الاجتماعي والاقتصادي, وتحقيق الرفاهية العامة , وبما يؤدي الي اشباع حاجات الجماهير وارضاع قناعاتها بعباره اخري , فان التنمية تسيهدف تطوير الانسان, ودفعه من حالة متخلفة اوقاصرة الي حالة يمكن فيها ان يشارك في علميات البناء الشامل للمجتمع وذلك لانها تسعي الي استبدال القيم التقليدية بقيم حديثة ومن هنا فان الانسان هوهدف التنمية السياسية ,بقدر وهووسيلتها في الوقت ذاته . وبناء عليه وكما تحقق التنمية واهدفها السياسية , المذكورة بشكل عام , وهدفها المتعلق بتعزيز فرص التلاحم الوطني, بين اعضاء الجماعة الوطنية بشكل خاص ولا سيما في الجماعات المتشرذمة , او التي تتكون من الجماعات اثنية عدة فان الضرورة تقتضي ان تكون هذه التنمية متوازنة في مضامينها واهدفها وابعادها وعلي النحو التالي
انلا تكون احادية المنطلق , بمعني ان لا تركز علي بعد واحد دون الاخر , اي ان تكون شاملة في توجهاته فلا تقتصر علي الجانب الاقتصادي او الاجتماعي فقط , وانما ينبغي ان تشمل الجوانب السياسية والثقافية والانسانية ايضا انة تكون متوازنة في توجهاتها, بين المركز والمحيط والهامش والوسط وسكان الكنابو الذين وضعهم لاتختلف عن و ضع افروامريكا في الستينيات الذين يسكون في مساكن القيتو وهي مساكن اشبة بمساكن الكلاب وذلك لان التنمية الشاملة , ينبغي ان لاتقتئصر علي العاصمة او المدن الكبري فقط, وانما ينبغي ان تتوزع وبشكل متواز علي الاقاليم والمناطق المختلفة من الدولة , وان تتماثل في عملياتها بين المدينة والريف والقرية , بمعني ان لا تهمل احدهما علي حساب الاخر . ذلك اي خلل في مثل هذا التماثل . لابد وان ينسحب علي بناء الوحدة الوطنية, فالتفاعل المديني و الريفي فاي تنمية لاتراعي الشمولية فالنهاية تفجر ثورية اثنو اقليمية
ضروري جدا لتسهيل عملية الاندماج بين الجماعات الاثنية المختلفة في الدولة , ذلك لان اشراك الجماعات الريفية بهذه العملية , يساعد وبشكل كبير علي كسر عزلنتها الاجتماعية المدينية والتي يقوي من اندماجها بالمجتمع القومي اذ تنشط التفاعلات الاجتماعية بين الريف و المدينة , وتزدهر التجارة بين ه باعتبارها نشاطا حيث تؤديي مجمل عملياتها بين الريف و المدينة الي تعزير فرص التكامل الوطني او القومي اذ يتضمن الاقتصاد المتبادل حجما معينا من السكان وتقوية اواصر الاتصال بين القرية والمدينة ويتضمن ايضا تبادلا لمختلف السلع والخدمات ,مما يؤدي الي ايقاذ الوعي ا الجماعي او القومي والثقافي واللغوي ومن ثم تتركزالسلطة في يدالدولة.
وفي ضوء ذلك, فان الضرورة تقتضي اعتماد اسلوب التخطيط الاقليمي و التخطيط القطاعي المتوازن , بما يكفل تنمية وثائر الانتاج والخدما ت في ظل موازنة مرسومة ضمن ارجاء الاقليم السياسي كافة , وبما يهيئ الفرصة لتحقيق وحدة سياسية واقتصادية
ومن هنا , فان اعتماد التوازن الاقليمي , في رصد النفقات واعباء التنمية , تعد مسالة غاية الاهمية , وذلك لان السياسية التنموية غير المتوازنة علي الصعيد الاقليمي للدولة تؤدي الي ايجاد ثنائية او اذدواجية علي صعيد المؤسسات العامة, بين واحدة عصرية واخري تقليدية في اطار الدولة نفسها مما يؤدي الي تعميق الشرخ بين الاقاليم الدولة وظهور حركات مناهضة للنظام الساسي اوداعية الي الانفصال عن الدولة , ولاسيما في الاقاليم التي تعاني اوضاعا اقتصادية متدنية جدا وتتعمق الخطورة , عندما تقطن في هذه الاقاليم مجموعات او اقليات اثنية تختلف عن تلك التي تقطن في المركز وعندما يظهر حركات تسمي بالحركات الاثنو _ اقليمية, وذلك نسبة تمركز مجموعة اثنية معينة ما في اقليم معين , ومثل هذه الحالة موجودة في السودان التي ادت الي ظهور حركات مناهضة لنظام السيلسي وتغير صغية الدولة السودادانية التي جعلهم يشعرون بحرمان نسبي اوحركات ثورية مطالبة بانفصال عن الدولة وتغير صيغة الدولة التي جعل الفقير يزداد فقرا والغني يزداد غنا وجعل الاخوة الجنوبين ناقصي الحقوق و الوجبات و سكان من الدرجة الثالثة باحثين ان الدولة تضمن لهم الكرامة والانسانية.