الحكام العرب ورمضــأن
القـدس العـربي
حسنين كروم — القاهرة
اختار صديقنا متعدد المواهب تدميس الحكام العرب في أحد رمضانياته بالقول يوم الأحد في ‘المصري اليوم’: ‘هل يمكن أن نفترض أن الحاكم العربي قرأ في لحظة رمضانية قوله تعالى ‘ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها’ الإجابة: ربما فعل وظن أن الآية ليست موجهة له لأن الواقع ينبئنا ان الحاكم العربي لا يصلح في الأرض بل يكتفي بإفسادها فقط، سؤال آخر: هل وقعت عينا حاكم عربي ذات مرة على التحذير الإلهي المهيب ‘وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا’ الإجابة: ربما قرأها وظن أنها لا تخصه لأنه لا يحكم قرية بل جمهورية أو مملكة.
وإذا كانت جلود الحكام العرب من النوع الذي يخشى الله فقل لي لماذا لا تقشعر في أوطانهم أي جلود سوى جلود الذين يتعرضون للتعذيب في أقبية السجون والمعتقلات، وإذا كان الحاكم العربي يحتفي بشهر رمضان لأنه الشهر الذي يتجمع فيه الناس سويا على موائد الإفطار فيتزاورون ويتراحمون ويتوادون فلماذا لا يقرر أن ينزل إلى الشارع ولو ذات ليلة مفترجة بدون حراس ومواكب وسرينات وتشريفات وأمن دولة ودولة أمن ليترك للناس فرصة التعبير عن حبهم له وفدائهم له بالروح والدم لماذا لا يستغل فرصة أن أحدا لن يكون راغبا في الفتك به في نهار رمضان لكي لا يخسر صيامه ولا الفتك به بعد الإفطار لأنه لن يكون قادرا على الحركة من تخمة الإفطار، لماذا لا ينزل إلى الناس فيسمع رأيهم الحقيقي فيه، رأيهم الذي لا يذوقه وزير إعلام ولا ينتحله رئيس تحرير صحيفة ولا يبتذله عضو حزب حاكم عاكم.
بالمناسبة لماذا حتى الراقصات يقفن على موائد الرحمن التي يقمنها للفقراء في رمضان ولا يقوم أي حاكم عربي على أي مائدة رحمن كما يقوم على موائد الشيطان التي يعقدها لحكام أمريكا وأوروبا وإسرائيل.
خلاصة الكلام يعني، إذا كان رمضان لم يغير شيئا في الحكام العرب فلماذا يضحكون على ذقوننا ويقولون انهم فرحون به مهللون لحضوره مهنئون لقدومه.
ولذلك كله أعلم يا هداك الله انه لو كان حكامنا موجودين على ظهر البسيطة يوم ان فرض الله عز وجل تقييد إبليس اللعين في شهر رمضان لربما اشتكي قاتله الله الى رب العزة كيف يقيده هو وذريته في رمضان بينما يترك الحكام العرب وأنجالهم وذريتهم أحرارا مطلوقين علينا’.