جوبا تعتزم تقديم شكوى ضد الخرطوم إلى مجلس الأمن.. لقصف أراضيها
لندن: مصطفى سري
أعلنت جمهورية جنوب السودان الوليدة أنها ستتقدم بشكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأفريقي، متهمة السودان بخرق حدودها الدولية وقصف أراضيها في ولاية شمال بحر الغزال على مدى أربعة أيام، مما أدى إلى مقتل أكثر من 8 أشخاص وجرح 7 آخرين، في وقت تظاهر فيه الآلاف من أبناء الولاية أول من أمس منددين بالقصف الجوي، وطالبوا الحكومة باتخاذ رد فعل قوي على ما وصفوه بالاعتداءات السافرة على أراضي بلادهم.
وقال الدكتور برنابا مريال بنجامين، وزير الإعلام والبث الإذاعي في جنوب السودان المتحدث الرسمي باسم الحكومة، لـ«الشرق الأوسط»، إن الحكومة السودانية قصفت على مدى أربعة أيام مناطق في شمال بحر الغزال، مما أدى إلى أكثر من 8 مواطنين وجرح 7 آخرين الأسبوع الماضي، واصفا القصف الجوي بالهجوم الوحشي على سيادة بلاده. وقال إن هذا الهجوم غير مقبول، وإن حكومته لديها الأدلة، مشيرا إلى أن حكومته وجهت ممثليها في مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأفريقي وعددا من الجيران الأعضاء في مجلس السلم والأمن لتقديم شكوى رسمية إلى تلك الجهات. وقال إن حكومته تعتبر أن ذلك الهجوم الجوي خرق لاتفاق التعاون الذي وقعته الدولتان في العاصمة الإثيوبية في سبتمبر (أيلول) الماضي. وأضاف «هذا القصف غير مبرر على الإطلاق في وقت كنا نمضي فيه معا لتنفيذ الاتفاقية». وقال بنجامين إن حكومته في جلسة مجلس الوزراء بحضور رئيس الدولة سلفا كير ميارديت أدانت بأقوى العبارات هذا العدوان الغاشم من قبل القوات السودانية بقصفها أراضي داخل جنوب السودان في شمال بحر الغزال.
ونفى الجيش السوداني أي هجوم على جنوب السودان، وقال المتحدث باسمه الصورامي خالد سعد إن قواته هاجمت قوات الجبهة الثورية في شرق دارفور داخل الأراضي السودانية على بعد 10 كم شمالا، وما يبعد 14 ميلا عن المناطق الحدودية المتنازع عليها بين البلدين، متهما جوبا بالاستمرار في دعم مجموعات التمرد ضد حكومته.
وتظاهر الآلاف من مواطني شمال بحر الغزال ينددون بالقصف الجوي على أراضيهم، ودعا المتظاهرون حكومة بلادهم إلى ضرورة الرد السريع والقوي على من سموهم بالمعتدين، وطالبوا البرلمان بالموافقة على إعطاء الجيش حق الرد على مثل هذه الاعتداءات بدلا من استخدام الطرق الدبلوماسية. وشدد مواطنو شمال بحر الغزال على أنهم سيقومون بلعب دور في الرد على السودان بأي من الطرق المتاحة، لكنهم لم يوضحوا الطريقة التي سيتخذونها.
من جهة أخرى، قال المتحدث باسم جيش جنوب السودان فيليب أقوير، لـ«الشرق الأوسط»، إن رئاسة الجيش الشعبي لم تتسلم تقارير جديدة منذ يوم الجمعة الماضي عن أي قصف جوي جديد. وأضاف أن عمليات القصف قد توقفت في اليومين الماضيين ولم تصل أي تقارير إليه عن أي هجوم جديد وقع على أي من حدود بلاده.
إلى ذلك، توعدت الجبهة الثورية المعارضة بنقل معركتها المفصلية مع الحكومة السودانية إلى داخل الخرطوم. وشددت على أن هدفها الاستراتيجي إسقاط نظام الرئيس عمر البشير. في وقت أعلنت فيه حركة تحرير السودان، فصيل عبد الواحد محمد نور، عن سيطرتها على معسكر تابع للقوات الحكومية في ولاية شمال دارفور. ويتحالف هذا الفصيل مع حركات مسلحة أخرى ضمن الجبهة الثورية التي تقود معارك ضارية في مناطق جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور ضد القوات الحكومية. وقد تصاعدت العمليات الحربية خلال الأشهر الثلاثة الأخير بصورة غير مسبوقة.
وقال جبريل بلال، المتحدث الرسمي لحركة العدل والمساواة، أحد فصائل الجبهة الثورية، لـ«الشرق الأوسط»، إن موقف تحالف الجبهة هو نقل المعركة الفاصلة مع النظام السوداني في الخرطوم وليس الفاشر في شمال دارفور أو كادوقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان التي تشهد حربا من أكثر من عام مع الحركة الشعبية الشمالية، مقللا من المحاولة الانقلابية الفاشلة التي أعلنتها الخرطوم الخميس الماضي واعتقلت على أثرها 13 من الضباط العسكريين والأمنيين أبرزهم رئيس جهاز الأمن والمخابرات الوطني صلاح عبد الله قوش. وقال «ليس هناك فرق بين صلاح قوش والبشير، كلاهما ارتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في مناطق كثيرة من السودان». وأضاف «قوش هو مخترع بيوت الأشباح التي تم تعذيب كثير من السودانيين فيها، فكيف يتم قبوله بديلا للبشير ونظامه؟!»، وقال «نحن لا ننتظر أن يقوم قوش بالتغيير في الخرطوم، وحتى إن نجح في قلب نظام الحكم فإنه من مجرمي الحرب».