الجبهة الثورية – الحاضر الغائب – فى مفاوضات البترول
بين الحكومة السودانية وحكومة جنوب السودان فى اديس
الحكومة تفاوض كل دول الجواربجبهة داخلية مفككة
فتعطيها (صاغرة) ما تمنعه عن معارضيها بالداخل
ستنبرش حكومة الخرطوم فى اديس فى جولة مارس القادمة
لان فتح جبهة رابعة مع الجنوب سيكون مبررا لاسقاطها دوليا ومحليا
باختصار فان رسالة الجبهة الثورية من هذه الاجراءات العملية هى انها تقول للشعب السودانى ان المعارضة السودانية موحدة – وقادرة ان تكون البديل الامن لنظام الانقاذ – وان السودان لن يتحول الى دولة فاشلة فى حال اسقاط نظام البشير—وانها لا تريد قوات نيتو ولا قوات عربية او اسلامية – وانما تريد من المجتمع الدولى فقط الدعم المعنوى – واضعف الايمان غض الطرف عن الجبهة الثورية وعدم المجاهرة بمعارضة اسقاط النظام كما درجت امريكا على القول هذه الايام
الجبهة الثورية – الحاضر الغائب – فى مفاوضات البترول
ولدت الجهة الثوية عملاقة من لحظة ميلادها – لانها حصيلة تجارب الهامش مضد المركز طوال فترة الاستقلال – وحصيلة تجارب مع الانقاذ بصورة خاصة – لذلك فان اثارها لن تكون قاصرة فقط على المستوى المحلى السودانى – وانما ستغلق الجبهة الثورية الطريقة (الحوصاء) التى تعالج بها الحكومة (الصراع بين المركز والهامش) — واعنى بها طريقة الهروب من دفع استحقاقت السلام – الى معالجة اثار المشكلة – واضرب لذلك الامثال التالية
· فى ملف الشرق مثلا سعت الحكومة لحل المشكلة مع دولة ارتريا – وفى تقديرها انها اذا اتفقت مع ارتريا فقد انتهت المشكلة – مع ان الحقيقة هى ان ارتريا ليست المشكلة – وانما على ابعد الاحتمالات هى من اثار المشكلة
· فى ملف دارفور سعت الحكومة لحلحة امورها مع ادريس دبى – وحاولت ان توهم الشعب السودانى ان تشاد هى المشكلة – وان حركة العدل والمساواة عميلة لتشاد – وتسعى لخلق دولة الزغاوة الكبرى فى تشاد والسودان – وقد برهنت الايام ان هذه اكاذيب مضللة – فقد دفعت الحكومة السودانية مئات الملايين من الدولارات للحكومة التشادية — بالفعل قطعت علاقاتها مع العدل والمساواة – ولكن لم تنته المشكلة
· فى اتفاق الدوحة مع التحرير والعدالة ركزت الحكومة على النازحين واللاجئين هروبا من مواجهة التفاوض مع الحركات الحاملة للسلاح – والتى تناضل من اجل قضايا لا تريد الحكومة مناقشتها وهى تتعلق بجوهر النزاع بين المركز والهامش ككل فى دارفور وكردفان (الغرب الاجتماعى) وفى الشرق وفى الوسط وفى اقصى الشمال – اننا فى الجبهة الثورية نعطى قضايا النازحين واللاجئين اهمية كبيرة – ولكننا ندرك انها من اثار القضية – وناتجة عنها – ولكنها ليست القضية التى من اجلها حملنا السلاح – واكتفى بهذه الامثلة
اقفز من هذه المقدمة الى النتائج التالية:
اولا: الجبهة الثورية سوف تكون – الحاضر الغائب – فى مفاوضات البترول بين الحكومة السودانية وحكومة جنوب السودان – وذلك ليس لان الجبهة الثورية عميلة او مسخرة من قبل حكومة الجنوب – وانما لان حكومة الخرطوم تتفاوض مع( الغير) من دول الجوار فى الاتجاهات الاربعة بجبهة داخلية مفككة
ثانيا : ان الحكومة التى تفاوض الغير بجبهة داخلية مفككة مهزومة سلفا فبل بداية المباراة — وسوف تضطر حكومة الخرطوم – مكرهة – ورغم انفها لتقديم تنازلت مؤلمة للغير فى اى مفاوضات تخوضها معه — لانها مثلا فى جبهة الجنوب ليس من مصلحتها فتح جبهة رابعة للحرب لانها تدرك النتائج الوخيمة لفتح مثل هذه الجبهة الرابعة نجملها فى الاتى:
1- حكومة الخرطوم منهكة افتصاديا بعد ان اغلقت حكومة الجنوب ابار بترولها – وبالتالى لا مجال للسرقات او القرصنة من قبل حكومة الخرطوم على بترول الجنوب – ياتى هذا الوضع فى الوقت الذى فقدت فيه حكومة الخرطوم مشروع الجزيرة والقطن والمحاصيل النقدية الااخرى غير البترولية – بل البلد فى حالة مجاعة بسبب انشغال اهالى جنوب كردفان والنيل الازرق بالحرب بعد العودة الى مربع واحد
3- الاهم من ذلك هو ان حكومة الخرطوم عندما تدخل فى حرب مع دولة الجنوب فانها تفقد ميزتها التفضيلية لدى الحكومة الامريكية والتى تبرر لها القول بمعارضة اسقاط حكومة البشير بواسطة حركة العدل والمساواة منفردة او بواسطة الجبهة الثورية – ان حكومة الخرطوم بذلك ستهدد دولة الجنوب الوليدة – وبالتالى ستنسف فضيلتها فى الموافقة على استقلال دولة الجنوب
4- لقد دابت جكومة الخرطوم هذه الايام على اتهام اطراف الجبهة الثورية بالعمالة لدولة الجنوب – وهذا ادعاء ساذج – فاطراف الجبهة الثورية المتحلفة فى جبهة كاودا هى حركات ناضجة تتعامل مع كل دول الجوار بالندية من منظور المصالح وليس من منظور التبعية والذيلية والارتزاق
5- ان الحكومة تتهرب من مواجهة نتائج سياساتها الخاطئة القائمة على (المعالجة الحوصاء) لمشاكل السودان – والقائمة على معاجة اثار المشاكل والهروب من المشكلة الاصلية—وذلك بمنح التنازلات لدول الجوار (صاغرة) والامتناع عن دفع استحقاقات السلام للحركات
ابوبكر القاضى
الدوحة
[email protected]