الجبهة الثورية السودانية
البيان الختامي لمؤتمر الجبهة المنعقد في باريس في الفترة من 12 إلى 14 أكتوبر 2017
عقدت الجبهة الثورية السودانية مؤتمرها الدوري في الفترة من الثاني عشر و حتى الرابع عشر من شهر أكتوبر 2017 بالعاصمة الفرنسية باريس. و قد شهد جلستها الافتتاحية جمع غفير من ممثلي القوي السياسية السودانية، ولفيف من منظمات المجتمع المدني السوداني، وممثلوا بعض الطرق الصوفية ، وممثلون عن الجاليات السودانية في المهجر، و خاطبها عبر الأثير قادة الأحزاب السياسية بعد
أن حال نظام الخرطوم دون حضور بعضهم، و أعاقت إجراءات التأشيرة مشاركة البعض الأخر. أجرى المجتمعون خلال أيام المؤتمر حواراً ودياً ديمقراطيا مستفيضاً حول الموضوعات التي إلتأم الجمع من أجلها، و المتمثلة في تقييم التطورات السياسية في البلاد، و دور المعارضة في إخراج البلاد مما أدخلتها الانقاذ فيه، و تقييم أداء الجبهة الثورية و ما أنجزته و المعوقات التي تسببت في تأخير مشروعها للتغيير و السبيل الأمثل إلى تذليلها، و نقل قيادة الجبهة الثورية السودانية إلى رئيس ينتخبه المجلس القيادي للجبهة في المواقيت المضروبة وفقاً للنظام الأساسي. و قد خلصت الاجتماعات إلى الآتي:
سجّل المؤتمرون صوت شكر و تقدير لكل الذين لبّوا دعوة الجبهة الثورية السودانية و شاركوا في مؤتمرها بالحضور أو بمخاطبته من على البعد.
أدان المؤتمرون بأغلظ الألفاظ المجزرة التي إرتكبها نظام الخرطوم في معسكر كلمة و كل العمليات الدموية التي ترتكبها مليشياته الهمجية و أجهزته القمعية في أرجاء البلاد، و أشادوا بموقف نازحي معسكر كلمة البطولي الشجاع في منع زيارة رأس نظام الإبادة الجماعية للمعسكر. كما أدان المؤتمرون نظام الخرطوم على منعه بعض القيادات السياسية من السفر للمشاركة في مؤتمر الجبهة، وعلى إصراره بمصادرة الحريات التي كفلها دستور البلاد الانتقالي، و على رأسها حرية التنقل و حرية التعبير و حرية التظاهر السلمي و حرية الاجتماع و التنظيم ، مما يفضح زيف وكذب ما يسمي بوثيقة الحريات التي صدرت عن مسرحية الوثبة .
أكد المجتمعون على أن لا مستقبل لسودان ديمقراطي موحّد في ظل هذا النظام. كما أكدوا أن مهمة التغيير مهمة سودانية خالصة، و أن المعارضة السودانية مطالبة بالتصدي لمسؤلياتها في قيادة التغيير الجذري المنشود بكل الوسائل المشروعة، و في مقدمتها تعبئة الشارع السوداني للإنتفاض على الواقع الأليم الذي تسبب فيه نظام الخرطوم بقمعه و جوره و فساده و سياساته الفاشلة التي أفقرت الشعب السوداني. كما أقر المجتمعون على ضرورة فاعلية وحدة المعارضة على برنامج حد أدنى واجب وطني لا يتم التغيير إلا به.
أمّن المؤتمرون على أن الحل السلمي العادل الشامل المتفاوض عليه خيار إستراتيجي لا يتحقق السلام المستدام و الاستقرار في كل البلاد إلا به. و أجمعوا على أهمية رعاية خصوصية الأقاليم المتأثرة بالحرب في السعي لتحقيق الحل القومي الشامل علي أساس خارطة الطريق الأفريقية مع
شدّد المؤتمرون على أهمية تطوير الجبهة الثورية السودانية من حيث الطرح و البرنامج و المكونات، و تفعيلها بمراجعة هياكلها و آليات اتخاذ القرار فيها. و دعوا إلى إعادة توحيدها، و فتح المجال لانضمام التنظيمات الراغبة إليها، توطئة لقيامها بدور محوري في إدراة عمل المعارضة من خلال تحالف قوى نداء السودان. وللتعجيل بذلك شكّل المؤتمر لجنة للمراجعة الشاملة لنظام الجبهة الأساسي و أخرى لتطوير الرؤى المستقبلية و البرامج.
أكد المؤتمرون على ضرورة تفعيل عمل تحالف قوى نداء السودان في الداخل و الخارج، و العمل من أجل إزالة الخلافات بين قوى المعارضة و توحيدها تحت مظلة واسعة قائمة على القواسم المشتركة.
تسعي الجبهة الثورية مع قوى المعارضة الأخرى في بناء توازن قوى وطني فاعل لإنجاز مهام وطنية في بنية سياسية جديدة تلعب فيها الجبهة الثورية دورا محورياً كتنظيم إستراتيجي فاعل .
أكد المؤتمرون على أنهم مع جمع السلاح من حيث المبدأ. و لكنهم رفضوا رفضاً باتاً محاولات جمعه دون تهيئة البيئة المواتية لذلك بتحقيق السلام أولاً، و إيجاد التوافق المجتمعي الذي تتواضع فيه المكونات الاجتماعية على حل نزاعاتهم بالطرق السلمية. و أكدوا على أن محاولة جمع السلاح بالطريقة الهوجاء الفطيرة التي يسعى لها نظام الخرطوم لن تحقق الهدف، و إنّما تؤدي إلى المزيد من الفتن وسفك الدماء.
دعا المؤتمر إلى تنشيط العمل الدبلوماسي و التواصل مع المجتمع الدولي و المنظمات الحقوقية و الإنسانية لتوصيل صوت الشعب، و عرض قضيته العادلة بالصورة التي تُجبر المجتمع الدولي للتفاعل و التعاطف معها، و المساهمة بإيجابية في حلها.
يري المؤتمرون أن تقليص وجود البعثة الأممية المشتركة ( اليوناميد ) وحصرها في المدن الرئيسية يضر بعملية السلام و أمن المدنيين, ويطالب المؤتمر بضرورة تعزيز وجود البعثة الاممية وتقوية تفويضها وإعادة تشكيل قواتها لتشمل تمثيل دول من امريكا واوربا.
أكد المؤتمرون أن قرار رفع العقوبات لا يعود بالنفع علي المواطن السوداني في ظل إستمرار الحرب وغياب الحريات و إستشراء الفساد.
أقر المؤتمرون عدد من القرارات والتي تتوافق مع طبيعة المرحلة اهمها :-
تعديل النظام الاساسي للجبهة ( تعديل ألية إتخاذ القرار ) وتكيلف لجنة بمراجعته وتطويره
تشكيل لجنة تشرف علي تطويرالرؤيا المستقبلية والبرامج والسياسات العامة
انتخب المؤتمر بالاجماع القائد مني أركو مناوي رئيس حركة/جيش تحرير السودان رئيساً للجبهة الثورية للدورة القادمة خلفاً للدكتور جبريل إبراهيم محمد وفق النظام الأساسي للجبهة في انتقال ديموقراطي سلس شهده حشد كبير من السودانيين و بعض المراقبين من المجتمع الدولي.
يهنئ المؤتمرون الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال بإنعقاد مؤتمرهم العام وكلّف المؤتمر رئيس الجبهة الثورية بالسعي لإزالة الخلاف بين قيادات الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال لضمان وحدتها و مساهمتها الفاعلة في إحداث التغيير المنشود.
ثمن المؤتمرون الحراك الشبابي المقاوم الذي انتظم البلاد خصوصا في الجامعات و المعاهد العليا , و تدين سلوك نظام الخرطوم الهمجي في التعاطي مع هذا الحراك .
كم تدين بشدة الاستهداف الممنهج لطلاب دارفور والنازحين و اللاجئين .,
اكد المؤتمرون علي الحقوق الاساسية في الثروة و السلطة لجماهير الهامش و قضايا التهميش في الشرق و اقاصي الشمال و المنطقتين و كافة المناطق المهملة الاخري .
يدين المؤتمرسياسات النظام في الاتجار بالبشر و يطالب المجتمع الدولي في اعادة النظر في تعامله مع نظام الخرطوم في هذا الشأن
اكد المؤتمرون أن الازمة السودانية أفرزت وستستمر في إفراز تحولات سياسية واجتماعية نتيجة سياسة فرق تسد والقبضة الامنية التي يمارسها نظام الخرطوم وقد نتج عن ذلك قوي سياسية مقاومة تعمل لمصلحة المشروع الوطني للتغيير والاجندة القومية التي قامت من أجلها الجبهة الثورية كما تمظهرت في حالة مجلس الصحوة الثوري السوداني ولذا تري الجبهة أهمية تطوير التعاون مع هذه القوي وتدعوها أن تتحول الي قوي مقاومة وطنية حقيقية