دعا الرئيس السوداني عمر البشير حملة السلاح من معارضي حكمه إلى المشاركة في دستور دائم للبلاد، وتعهد بتهيئة مناخ ملائم لصوغه، مؤكداً أن الانتخابات المقبلة لن تنعقد إلا في ظل دستور جديد. لكن القوى المعارضة قاطعت لقاء دعا إليه البشير وشككت في جديته واعتبرته محاولة لـ «تمرير طبخة».
وناشد البشير خلال لقاء مع القوى السياسية قاطعته المعارضة حاملي السلاح وضع البندقية والانضمام إلى عملية السلام والمشاركة الفاعلة في صوغ الدستور، وتابع: «مهما طال مدى الحرب لا بد من الجلوس للحوار سوياً لإنجاز دستور يحقن الدماء ويحقق قوة ومنعة البلاد». وتعهد تهيئة البيئة الملائمة لصوغ الدستور. ودعا البشير القوى الوطنية ومؤسسات المجتمع المدني إلى التفاكر للتراضي والاتفاق على دستور يحافظ على وحدة تراب الوطن وعقيدته، مؤكداً أن الحوار في شأن الدستور لن يستثني أحداً بل يمتد ليشمل المعارضة وكل السودانيين لقيادة حوار جاد لتأسيس مستقبل واعد للبلاد.
لكن رئيس تحالف قوى المعارضة فاروق أبو عيسى شكك في إجراء عملية شفافة لصناعة الدستور في ظل استمرار النظام الحاكم والحروب المستعرة في الأطراف والضائقة الاقتصادية بجانب التضييق السياسي والإعلامي وعدم حياد الأجهزة الرسمية. ووصف أبو عيسى دعوة البشير في شأن صوغ الدستور بأنها «محاولة لتمرير طبخة أعدها النظام في السر»، مشيراً إلى أن «الشعب لم يكن طرفاً فيها» وإلى أن التحالف على علم بأن حزب المؤتمر الوطني الحاكم أعد دستوراً في «دهاليزه» لتمريره على المفوضية التي ستشكل لإعداد دستور دائم.
إلى ذلك، قال الجيش السوداني إنه استعاد منطقة سركم في الجزء الجنوبي الغربي من ولاية النيل الأزرق من متمردي «الحركة الشعبية – الشمال». وقال الناطق باسم الجيش العقيد الصوارمي خالد سعد في تصريح إن القوات الحكومية كبدت المتمردين عدداً كبيراً من القتلى والجرحى واستولت على مدفع «هاوزر» وكمية كبيرة من ذخائر المدفعية والدبابات، مشيراً إلى إصابة عنصرين من الجيش بجروح.
من جهة أخرى، أعلنت الخرطوم أمس أنها تلقت إخطاراً من الحكومة الألمانية بإرجاء مؤتمر اقتصادي لمساعدة السودان كان مقرراً أن تستضيفه ألمانيا في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، وذلك بسبب إحراق متظاهرين إسلاميين جزءاً من السفارة الألمانية في الخرطوم وتلف الوثائق المتعلقة بالتحضيرات للمؤتمر