حسن اسحق
بعد غياب دام اشهر من الاعلام الرسمي،وتواترت الاشاعات حول رحيله،بعد اجراء عملية جراحية علي الركبة،والحق باخري ناجحة،وفي ظل واقع تضارب الاراء والاقاويل،وحراك الحوار المدعو بالوطني يقطع شوطا في اشهر من دون نتائج ملموسة.واكدت الايام ان الوثبة والحوار الوطني،وملحقه المجتمعي كانت مائدة دعا لها المؤتمر الوطني للتسلية وتضييع الزمن ،ليظهر بمظهر
الساعي الي وحدة الوطن ،بدلا من الحادب علي الكرسي الذي ثبت ب25 مسمارا من الحرب،مايزيد الازمة الاصرار علي الحسم بمسميات المواسم من صيف حاسم ،الي
شتاء باسم،وخريف نائم.
وبعد جولات الوثبة والحوار الوطني وانعاش فكرة الحوار المجتمعي مع الاحزاب المعارضة وقادة المجتمع،والاحزاب( المندغمة) والعائدة الي حضن المشروع الحضاري،
والحلم الذي ينزف دما،من تحت المصحف والسيف،والاستخفاف بالاخرين لقلة عددهم،وعندما تضييق يلوح بعصا الاعتقال وسوط التهديد تنديدا بتجاهل ملف سبتمبر،ورفع تقارير
لمنظمات دولية،وان الخرطوم تسعي في تقديم المتورطين للعدالة،وهي نفسها متورطة في قتل العشرات حسب تصريحات اعلامها،والمئات كما تردده المنظمات الدولية.
خرج الرئيس البشير،رئيس حزب المؤتمر الوطني في الخرطوم بقاعة الصداقة،ونسف عملية الحوار الوطني التي قادها بنفسه منذ الوثبة مهددا ومتوعدا،ان الحوار الذي يقوده
حزبه،لم يأتي من ضعف،وبضغوطات خارجية املت عليهم ذلك،والصادق المهدي الموقع علي اعلان باريس مهددا له بالاعتقال،اذا عاد للبلاد بسبب توقيعه اعلان باريس مع مالك
عقار المحكوم عليه بالاعدام من قضاء المؤتمر الوطني،واذا رغب في ذلك سيرحب به في احضان حزب الرئيس عمر البشير،وقال البشير ان الحرية لا تعني الفوضي في خطابه
الاخيرفي قاعة الصداقة ،ساهم في زيادة عملية النسف،فترات الراحة التي قضاها بعد اجراء العمليتين (الركبية) لم تكسبه قدرة علي قراءة الواقع السياسي الجديد الذي دعا له الاحزاب
المشاركة في الحوار،هو تأكيد بشيري ان خط الحزب الحاكم سائر كما يريد هو،بالرغم من وجود اطراف مقتنعة ان الحوار هو الطريق الاشمل لحل ازمات البلاد،وخطاب الشهر الماضي اغلق باب
الامل لرؤية حل قريب..
الدعوة الرئاسية للحوار مستهلكة،والحريات علي الواقع تجرها عربة الاعتقالات،والمصادرة والتهديد بتجاوز الخطوط الحمراء. لم يكتسب الرئيس في فترة النقاهة اي استراتيجية ودبلوماسية
جديدة في التعامل مع الواقع السياسي المتغير،ولقاءه مع ثابو امبيكي بانجاح الحوار مع الجميع،بعد مغادرة امبيكي البلاد تعتقل الاجهزة الامنية السياسيين والناشطين والصحافيين في سبتمبر.
التبروء من اعلان باريس هو داء الصادق المهدي للعودة الي السودان،هذا ما يرغبه حزب البشير،والاغتسال من نجاسة باريس ،يحلو لكائنات الحكومة قوله،هي فرصة الزعيم المهدي،حسب
سياسة فقه التقية (الكيزانية).
المؤتمر الوطني يريد ان يغتسل الصادق المهدي ويتبرأ من الاعلان الباريسي،وهل الجلوس مع الجبهة الثورية الفصيل المكون لحركات مسلحة تسعي ان تطيح بالحزب الحاكم صار جريمة،الا
ينطبق ذلك علي ابراهيم غندور رئيس الوفد المفاوض في اديس ابابا ان يغتسل من لقاءاته مع قادة الجبهة الثورية والحركات الاخري.ان النظام الحالي يريد ان يجلس وحده مع الحركات المسلحة،
والاطراف الاخري عليها ان تصفق،واما اذا وقع فصيل معارض اي وثيقة،سيكون مصيره الاغتسال من النجاسة كما يقولون دائما،والمطاردة الملاحقة.نسف الرئيس فكرة الوثبة والحوار الوطني
،وغادر مع وفده الي الاراضي المقدسة،وعاد الي البلاد،رمي الجمرات،وطاف وصال ثم جال،وحاول اعادة وضع العلاقات الطبيعية مع الرياض،وواقع الحال الاستقبالي اثبت العكس،ان الفلك الايراني
يدور حوله الخرطوم سرا،وعلنا تحاول ان تستجدي الريال الخليجي واستثماراته،ولو قبلت الرياض به ،وعفت عن التورط الايراني في المنطقة،وهل يعفو ويغفر له شعوب مناطق الحروب الدائرة الان،وهل طاف
علي خياله صورة الرئيس الكيني اهورو كينياتا (الرمح الملتهب)،هو يقف امام لاهاي في المحكمة الجنائية الدولية،وكان عدد القتلي الذي اعقب انتخابات 2007 الكينية 1300 ضحية كيني،واعتراف جماهيري بشيري
يقول 10 الف فقط قتلوا في دارفور . ان فكرة العدالة ستنتصرحتما مهما طال زمن الطغاة،وهربوا من مسؤوليتهم الاخلاقية والدستورية.
[email protected]