إطلاق سراح رئيس حزب المؤتمر السوداني بعد مئة يوم من إعتقاله

صلاح الدين مصطفى
الخرطوم ـ «القدس العربي»: وسط هتافات دواية «حرية سلام وعدالة ،الثورة خيار الشعب» خرجت جماهير مدينة النهود «غربي السودان» وهي تستقبل إبراهيم الشيخ عبدالرحمن رئيس حزب المؤتمر السوداني في أول لقاء جماهيري له بعد الإفراج عنه أمس الأول وهي المدينة التي اعتقل فيها قبل مئة يوم .
وكان محمد بشارة دوسة وزير العدل السوداني أصدر قراراً بإطلاق سراح إبراهيم الشيخ ، ووصف القرار بأنه يجيء اتساقا مع روح الوفاق التي تنتظم البلاد وحرصاً من الدولة على إرساء دعائم السلام.
ونقلت وكالة السودان للأنباء عن كبير المستشارين ياسر أحمد محمد رئيس نيابة أمن الدولة والمشرف على التحريات في البلاغ قوله بإن وزير العدل طلب أوراق البلاغ رقم 1624 بتاريخ 7/6/2014 بقسم شرطة النهود تحت المواد 50 ، 51 ، 62، 69 ، 159 والمتهم فيه إبراهيم الشيخ عبد الرحمن رئيس حزب المؤتمر السوداني ،بعد اطلاعه على الدعوى الجنائية والذي دارت وقائعها في مدينة النهود في يوم 6/6/2014 بميدان الحرية ، والذي عقد فيه الحزب الذي يرأسه المتهم ندوة سياسية تناول فيها المذكور قوات الدعم السريع تعدياً واصفاً إياها بعبارات وألفاظ غير لائقة، الأمر الذي حدا بالسلطات لتحريك دعوى جنائية في مواجهته.
وأضاف رئيس نيابة أمن الدولة أنه وبعد اطلاع الوزير على تلك الإجراءات والتي اكتملت فيها التحريات الجنائية وتوافرت فيها البينات المبدئية المعقولة التي ترقى لتأسيس الاتهام حسب الظاهر ، قرر الوزير وتغليباً للمصلحة العامة استخدام سلطته تحت المادة 58-1 من قانون الإجراءات الجنائية لسنة 1991 بوقف الدعوى الجنائية في مواجهة المتهم وإخلاء سبيله فوراً ، ووجه جهات الاختصاص بوضع القرار موضع التنفيذ ومن ثم إخلاء سبيله من سجن الأبيض وحفظ الإجراءات في مواجهته.
ويذكر أن الشاكي في البلاغ هو جهاز الأمن والمخابرات الوطني وحدة النهود.
وقضى الشيخ فترة سجنه متنقلا ﺑﯿﻦ السجون في مدينة ﺍﻟﻨﻬﻮﺩ وﺍﻟﻔﻮلة بغربي البلاد ، ﺛﻢ سجن ﮐﻮﺑﺮ الشهير قبل أن يعاد إلى سجن ﺍﻻﺑﯿﺾ في شمال كردفان ورفض أن يقدم إعتذارا عن حديثه الذي اتهم فيه قوات الدعم السريع التابعة لجهاز الأمن بارتكاب انتهاكات وهو الأمر نفسه الذي اعتقل بسببه رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي لمدة شهر قبل ان يطلق سراحه بعد إن إعتذر .
وخاطب رئيس حزب المؤتمر السوداني مهنئيه عقب اطلاق سراحه قائلا:» الذي يريد أن يحتفل باطلاق سراحي عليه أن يرفع علم السودان
يرفعه فوق بيته ، في عربته ، في سطح مكتبه وهذا هو كل الذي أريده منكم «. كما خاطب أمس ندوة جماهيرية بمدينة النهود أكد فيها على موقفه السابق في المضي قدما لإقتلاع حق الشعب في الحرية والديمقراطية.
وقال مستور أحمد محمد الأمين السياسي لحزب المؤتمر السوداني»للقدس العربي»،إن الإفراج عن رئيس الحزب لا يعني نهاية الأمر، مؤكدا أن هدفهم الأساسي هو مراجعة القوانين المقيدة للحريات و جعلها متسقة مع الدستور، وأضاف أن الحزب لديه ثمانية أشخاص آخرين معتقلين على رأسهم البروفيسور صديق نورين الموقوف بقانون الطواريء وتم تجديد حبسه لسته أشهر أخرى بعد قضائه نصف عام في المعتقل ،إضافة للصحافي حسن اسحق الذي اعتقل أثناء تغطيته ندوة بالنهود.
وجدد موقف حزبه في الحصول على كل الحقوق التي يكفلها الدستور للمواطن السوداني وعلى رأسها حق التعبير وتلقي وتداول المعلومات ، وطالب بضرورة تغيير قانون جهاز الأمن الوطني الذي يتعارض مع الدستور «على حد تعبيره».وقال إن الشيخ سوف يصل اليوم للخرطوم وتم إعداد برنامج استقبال ويخاطب احتفالية يشرفها زعماء أحزاب وناشطون.
رئيس هيئة الدفاع عن ابراهيم الشيخ المحامي ساطع الحاج قال إنهم تلقوا إخطاراً من السلطات بولاية شمال كردفان يوم الإثنين باستلام قرارسحب اوراق قضية رئيس حزب المؤتمر السوداني واحالتها الى النائب العام، تمهيداً لاطلاق سراحه بقرار من وزير العدل الذي استخدم سلطاته وفقاً للمادة 58 من القانون.
وقال في مؤتمر صحافي إنه اجرى اتصالات مع وزارة العدل والقصر الرئاسي، وإن الجهات ذات الصلة نقلت إليه الافراج عن موكله عقب اكتمال الاجراءات.
وكان الرئيس السوداني عمر البشير وجه باطلاق سراح الشيخ عقب لقائه ثابو مبيكي -كبير وسطاء أفريقيا للسلام في السودان- في الإسبوع الماضي في سبيل تهيئة المناخ للحوار الوطني بين الحكومة ومعارضيها.
صلاح الدين مصطفى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *