أين منبر أبناء دارفور

بسم الله الرحمن الرحيم
أين منبر أبناء دارفور ؟؟
علي أبو زيد علي

أخيراً أقتنع الوسطاء بأهمية مشاركة المجتمع المدني الدارفوري في عملية السلام ونقلت الأنباء عزم الوسيط القطري لعقد ملتقى جامع لمنظمات المجتمع المدني في أكتوبر القادم وأكد المسئول الحكومي الدكتور غازي صلاح الدين رؤيته المبكرة عند تسلمه لملف دارفور من المسئول السابق في أن تلعب فعاليات دارفور دوراً محورياً وأن تشارك في مباحثات السلام القادمة بين الحكومة والحركات المسلحة بدارفور.
إن هذا السعي الجاد يسير في اتجاه الإحاطة بالأزمة من خلال العناصر المكونة للسلام والضامنة لاستدامته. لقد لعبت منظمات المجتمع المدني لأبناء دارفور دوراً كبيراً في مجريات الأحداث منذ تفجر الأزمة فقد تمكنت المنظمات المدنية السياسية والثقافية والأهلية من توصيف المشكلة وإعادتها إلى مكوناتها الأولية التاريخية واستطاعت هذه التجمعات في الداخل والخارج من إنتاج الغطاء السياسي للحركات المسلحة وإخراجها من دائرة الخروج على القانون والجريمة الجنائية كما لعبت هذه الفعاليات دوراُ في الأزمة الإنسانية التي أنتجتها الحرب من خلال المبادرات العديدة التي ابتدرتها منظمة الهيئة الشعبية لتنمية دارفور في عام 2000م وتأسيس أول ملتقى جامع تحت عنوان ملتقى السلام والتنمية بدارفور في مطلع 2002م وتواترت المشاركات في صنع السلام من التنظيمات والهيئات المدنية وتنظيمات النوع والمنظمات الخيرية ومنظمات الحماية والعون القانوني برز إلى السطح منبر أبناء دارفور للحوار والتعايش السلمي وهو نتاج حراك سابق من منظمات أبناء دارفور ومثل المنبر رؤية مشتركة لجميع المبادرات التي تم طرحها نم خلال وثيقة معسكر سوبا ولعب المنبر قبل اتفاق ابوجا في مايو 2005م دوراً كبيراً في إبراز صوت أبناء دارفور بالداخل على المستوى الوطني ولايات دارفور وعلى المستوى الإقليمي والدولي ومثل المنبر وحدة أبناء دارفور وعلى المستوى الإقليمي والدولي ومثل المنبر وحدة أبناء دارفور بالداخل من خلال تواصله مع الحركات المسلحة وإبداء الرأي في القضايا المطروحة .
إن دعوة الوسيط القطري ورؤية المسئول الحكومي في مشاركة أبناء دارفور بقوة في المرحلة القادمة تصطدم بالواقع المؤلم لأكثر مؤسسات المجتمع المدني الدارفوري الذي يمثل إرادة الفعاليات الناشطة في قضية دارفور هذا الواقع المؤلم بتمثل لأكثر مؤسسات المجتمع المدني الدارفوري الذي يمثل إرادة الفعاليات الناشطة في قضية دارفور هذا الواقع المؤلم يتمثل في تحلل المنبر عقب اتفاقية أبوجا التي أشرنا إليها سابقاً والاحتلافات التي ضربت جسد هذه المؤسسة في غياب رئيسها غياباً طويلاً لأسباب قاهرة وسريان جرثومة التشرذم والانشقاقات في أمانتها التنفيذية بعد أن أطاحت مجموعة نائب الرئيس بمجموعة الأمين العام السابق والتي أتخذت لنفسها مساراً تحت مسمى آخر هو توحيد رؤى أهل دارفور، وواصلت نشاطاتها من خلال العلاقات السابقة التي اكتسبتها من قيادة المنبر وبقيت الأمانة العامة للمنبر مشلولة عاجزة عن مواصلة التكليف ضائعة العنوان والمقر بينما رئيس المنبر يمارس نشاطاته بعيداً عن المؤسسة ويستعين ببعض قيادات دارفور من خارج مؤسسة الرئاسة والأمانة العامة للمنبر فقد ابتعدت قيادة المنبر عن القاعدة المتمثلة في جمعيتها العمومية وعن قاعدة أهل دارفور الذين حملوها الأمانة خاصة من حيث الوضع المتحلل لأجهزتها وإلى انقضاء فترة تكليفه وفق النظام الأساسي ومن المفترض أن تقوم رئاسة وأمانة المنبر بالدعوة لجمعيتها لتجديد التكليف أو اختيار قيادة أكثر ارتباطاً بقواعدها ومن الظروف الحالية التي تمثل أهم المراحل في قضية سلام دارفور، إن التحدي الأكبر لإبقاء دارفور يكمن في تحديد مواقف موحدة في المحورين الأساسيين وهما محور الحركات المسلحة والتي اجتهد المنبر فيما قبل أبوجا 2005م في توحيد رؤيتها ويومها كانت ثلاثة فصائل وعقب أبوجا وانفجار أزمة الانشقاقات وتشظي الحركات فإن أكبر العوائق أمام الوسطاء والمسهلين الإقليميين والدوليين هي وحدة هذه الحركات التي تؤثر في تعددها إلى إضعاف فرص السلام .
بينما أزمة مؤسسات المجتمع المدني الدارفورية في ضمورها وخروجها من الساحة الوطنية وخير مثال لذلك ما يجري لمنبر دارفور للحوار والتعايش السلمي بعد أن وجدت قياداتها مساندة كبيرة وثقة واسعة من جميع الفعاليات ومن القواعد وبعد أن حازت ثقة الوسطاء في فترة وجيزة كما أن هذه القيادة استطاعت أن تحظى ببعض من تقدير قيادات الحركات الدارفورية المسلحة واحترام القاعدة من أبناء ولايات دارفور المهتمين بالقضية .
إن الدعوة نقدمها لقيادات المنبر الحالي للقيام بعمل استباقي لمؤتمر الدوحة الذي أشار إليه الوسيط القطري وإلى تحقيق دعوة المسئول الحكومي دكتور غازي في ضرورة مشاركة أبناء دارفور بالداخل في المفاوضات القادمة .
إن العمل الاستباقي الذي ينبغي أن تبادر به قيادة المنبر هو تحقيق التواصل مع الجمعية العمومية وتفعيل شرعيتها وأن تكون بالفعل صوت منظمات المجتمع المدني في هذه الظروف الحساسة التي تمر بها مشكلة دارفور .
ونواصل بمشيئة الله ..
ولله الحمد ..
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *