بسم الله الرحمن الرحيم
أبناء النوبة في جنوب السودان أبطال وليسوا “مرتزقة ” يا عفاف تاور كافي !!
عبدالغني بريش فيوف/الولايات المتحدة الأمريكية
وردت في إحدى الصحف الصفراء التابعة للمؤسسة البدوية العنصرية التي تحكم السودان بالخرافات والأساطير والدجل والكذب والنفاق – الخبر التالي :
(( طالبت القيادية في المؤتمر الوطني بولاية جنوب كردفان عفاف تاور بتلافي الاخطاء التي وقعت فيها المشورة الشعبية بولاية النيل الأزرق بتحويل المشورة لمطالبات بالحكم الذاتي ، وحذرت من استخدام حكومة الجنوب لـ 55 ألفا من ابناء جبال النوبة في الجيش الشعبي ضد الشمال
وقالت تاور في تصريحات بالبرلمان امس ان هناك 55 ألفا من ابناء جبال النوبة في الجيش الشعبي ويمثلون مخزونا استراتيجيا لحكومة الجنوب التي يمكن ان تستخدمهم وتستغلهم ضد الشمال في حال عدم وجود جيرة سلسة وحذرت من ان يصبحوا مرتزقة لا سيما وأنهم سيعتبرون اجانب بالجنوب، وشددت على ضرورة بحث اوضاعهم واعادتهم للشمال، قبل ان تصفهم بالغبش 0
وطالبت تاور بحملات تعبئة بولاية جنوب كردفان لتلافي الخطأ الذي وقعت فيه المشورة بولاية النيل الازرق وقالت ان المشورة في الاخيرة وقعت في خطأ كبير وزادت «يفترض اي شخص صوت لحكم ذاتي او تقرير مصير يسقط صوته»، وقطعت بأن المشورة واضحة لا تعني استفتاءً ولا تقرير مصير ولا حكما ذاتيا 0
واكدت ان هناك استفهاما كبيرا حول المشورة الشعبية بالولاية لاسيما وان القانون لم يحدد مصير ابناء الولاية في الولايات الاخرى، مشيرة الى 29 ألفا من ابناء الولاية في نهر النيل وعدد مماثل في القضارف وبورتسودان وعدد اكبر في النيل الابيض، وتساءلت عن الكيفية التي سيصوتون بها وشددت على ضرورة ان تجاوب مفوضية المشورة على الاسئلة حول ان كانوا سيفقدون حقهم في التصويت أم سيسجلون في مناطقهم أم تتم لهم عمليات عودة للولاية ؟ )) 0
أولاً – ليس لدينا أي حساسية في ان تكون نوباوياً أو نوباوية وعضواً في حزب المؤتمر الوطني أو حزب المؤتمر الشعبي أو حزب الأمة أو عضواً في أي حزب أو تنظيم سياسي سوداني ، طالما الانتماء ينبع من قناعة وإيمان 0 لكننا طبعاً لدينا مشكلة كبيرة إذا كان هذا النوباوي أو هذه النوباوية يمارس أو تمارس الكذب والنفاق وتروج للفتن بين أبناء شعبنا النوبي لشق صفوفه ووحدته 0
ثانياً – كما جاء في مقدمة الخبر ” فإن القيادية في المؤتمر الوطني بولاية جنوب كردفان عفاف تاور طالبت بتلافي الاخطاء التي وقعت فيها المشورة الشعبية بولاية النيل الأزرق بتحويل المشورة لمطالبات بالحكم الذاتي ” 0 في هذا الخبر – السيدة عفاف تاور كافي ترى في مطالبة بعض القيادات السياسية بولاية النيل الأزرق بتحويل المشورة الشعبية إلى حكم ذاتي كامل ” بالخطأ ” 0 ولطالما السيدة عفاف ترى في مطالبات الشعب الأنقسني بتحويل المشورة الشعبية الى حكم ذاتي موسع خطأً كبيرا ، فحتماً هذا هو رأيها بالنسبة لولاية جبال النوبة ، لأن كلاهما تخضعان لبرتوكول واحد 00 فهنا لم يبق للسيدة عفاف تاور سوى تحذير أهلها النوبة من عواقب خطيرة إذا طالبوا بتحويل المشورة الشعبية إلى حق تقرير المصير أو حكم ذاتي كامل ! 0
نعم المشورة الشعبية لا تعني شيئا بالنسبة لسيدة عفاف تاور كافي ، وهذا هو موقف كل أهل الإنقاذ وأبواقهم من عبدة الشيطان والأصنام البشرية ، حيث أنهم لا يرون في المشورة الشعبية سوى مصطلح مبهم تم حشره بواسطة المتفاوضين السودانيين وسط كم من النصوص والبنود الواردة في اتفاقية نيفاشا !! 00 غير ان الحقيقة هي أن المشورة الشعبية مصطلح أو مفهوم قابل لكل الاحتمالات والتفسيرات 00 ومن بين هذه الاحتمالات ان تتحول المشورة الشعبية كليةً إلى حكم ذاتي كامل ، أو ان تتحول إلى حق لتقرير المصير كما حدث في ( النرويج والتيمور الشرقية 00 الخ ) 0 والسؤال هنا هو – لماذا تقف السيدة عفاف تاور كافي ضد مطالبة أهلها النوبة بتحويل المشورة الشعبية إلى حق لممارسة تقرير مصيرهم السياسي والاقتصادي والاجتماعي 00 الخ ؟ 0
ثالثاً – قالت تاور في الخبر ذاته ( ان هناك 55 ألفا من ابناء جبال النوبة في الجيش الشعبي ويمثلون مخزونا استراتيجيا لحكومة الجنوب التي يمكن ان تستخدمهم وتستغلهم ضد الشمال في حال عدم وجود جيرة سلسة وحذرت من ان يصبحوا مرتزقة لا سيما وأنهم سيعتبرون اجانب بالجنوب ، وشددت على ضرورة بحث اوضاعهم واعادتهم للشمال ، قبل ان تصفهم بالغبش ) 0
وهنا نتساءل ونسأل السيدة عفاف من أين لها معلومة الــ55 الف من أبناء جبال النوبة في الجيش الشعبي اليوم في جنوب السودان ؟ وأليس هذا هو ذات الرقم الوهمي الذي تستخدمه حكومة الأقلية العنصرية الحاكمة في الخرطوم منذ حين لدغدغة مشاعر وعواطف السذج من أبناء النوبة لتحريضهم على الإنقلاب ضد الحركة الشعبية خاصة وعلى الجنوبيين بصفة عامة ؟ 0 ألآ تعتقد السيدة النوباوية بأن حزب المؤتمر المؤتمر الوطني الذي تنتمي إليه يستخدمها كوقود لإشعال النيران والفتن بين أبناء النوبة بنقلها لمعلومات كاذبة غير دقيقة ! لأننا نعلم علم اليقين ولدينا أدلة تثبت كم عدد أبناء النوبة في قوات الجيش الشعبي الآن في جنوب السودان ، تناولت أحوالهم قيادة الحركة الشعبية بجبال النوبة في أكثر من مرة مع قيادة الحركة الشعبية بجنوب السودان ، وأن أحوال هؤلاء ستتم تسويتها بطرق تنظيمية حركية في حال نال جنوب السودان استقلاله ؟ فلماذا تبث هذه السيدة الفتن بين أبناء النوبة ؟ 0
إن السيدة عفاف تاور كافي تنطلق من رؤية تقول إن على أبناء النوبة بالحركة الشعبية أن يفكوا ارتباطهم بالحركة الشعبية الأم بجنوب السودان ، بإعتبار ان الترابط بين الإثنين في نظرها خطأً تاريخياً كبيراً 0 لكننا نعتقد أن هذا الإنطلاق السيئ مرده الاستلاب السياسي الذي تمظهر في تصريحات عفاف تاور كافي في صور متعددة منها :
* الدونية التغلبية – حيث تشعر السيدة عفاف تاور كافي بصفرية القوة في التغالب السياسي لنوبيي الحركة الشعبية على المركز وحتمية هزيمتهم 00 وبهذا تكون قد تجردت من إمكانية التعبير عن ذاتها الحقيقية , فترسخت في يقينها بأن التنظيمات النوبية السياسية محكوم عليها بالزوال ، وأن الجمال هو صفة لحزب المؤتمر الوطني ( وأن كل ما هو جلابي جميل ومقبول وما سواه قبيح ومنبوذ ) 0
رابعاً – قالت تاور ان ( 55 ألفا من ابناء جبال النوبة في الجيش الشعبي في حال عدم وجود جيرة سلسة بين الشمال والجنوب قد يصبحوا مرتزقة لا سيما وأنهم سيعتبرون اجانب بالجنوب ، وشددت على ضرورة بحث اوضاعهم واعادتهم للشمال ) 0 ونحن ليس لدينا ما نزيده على هذا التصريح الوقح سوى القول ” سبحان الله والخزئ والعار للمستلبة !! ؟ كنا نتوقع من السيدة عفاف تاور كافي ، سيما وهي محامية وإمرأة متقدمة في العمر أن تختار كلماتها بعناية شديدة ، لأن استخدام كلمة ” كالمرتزقة ” لوصف أبناء النوبة الذين حاربوا في صفوف الحركة الشعبية لأكثر من عشرين عاما من أجل الحصول على حقوقهم الطبيعية لوقاحة لا مثيل لها !! خاصة إذا عرفنا حسب ما جاء في الموسوعة الحرة ( أن المرتزقة : اسم يطلق على شخص يخدم في القوات المسلحة لبلد أجنبي من أجل المال 0 ومعظم الرجال والنساء المرتزقة يفعلون ذلك من أجل المال ، أو لأنهم يحبون الحرب والمغامرة 0 استخدمت بلاد فارس واليونان وروما ، في الأزمنة القديمة ، المرتزقة 0 وشاع استخدامهم خلال الفترة من القرن الثاني عشر حتى القرن السادس عشر الميلاديين ، فقد استأجر كثير من الحكام آنذاك جنوداً محترفين مدربين لحماية دولهم 0 كما أن بعض الحكام ربحوا أموالاً بتأجير جيوشهم لدول أخرى للعمل كمرتزقة 0 استأجرت بريطانيا أثناء الثورة الأمريكية (1775 – 1783م) جنوداً ألمانيين لمحاربة السكان الأمريكيين 0 ومن جهة أخرى، كان الأبطال العسكريون مثل كاسيمير بُولاسْكي البولندي وبارون فون شتُوبن البروسي ـ الذيْن ساعدا السكان الأمريكيين مرتزقة أيضًا 0 قلّل ظهور الجيوش الوطنية إلى درجة كبيرة من الحاجة إلى المرتزقة وفي بعض الأحيان ينقلبون المرتزقة على اسيادهم طمعا في الدولة ويسيطرون عليها ) 0
إذن من التعريف اعلاه – ولكي تكون مرتزقاً لا بد من توافر الشروط أدناه :
* أن تكون جندياً محترفا 0
* أن تكون متمتعاً بجنسية دولة أخرى 0
* أن تكون خدمتك من أجل المال 0
* أن تكون مغامراً ومجازفا بحياتك 0
* 00 الخ 0
والسؤال الذي نطرحه على السيدة عفاف تاور كافي ” عضو المؤتمر الوطني ” هو – هل توافرت الشروط اعلاها في أبناء النوبة المتواجدين الآن في جنوب السودان ضمن قوات الجيش الشعبي حتى نعتبرهم مرتزقة ؟ 0 الإجابة على هذا السؤال في غاية السهولة وهي أن هذه الشروط غير متوافرة في أبناء النوبة بالجيش الشعبي بجنوب السودان ، لأنهم لم يكونوا جنوداً محترفين عندما انضموا إلى صفوف الجيش الشعبي ، ولم يكونوا يتمتعون بجنسية دولة أخرى ، كما لم يكن هدف هؤلاء الشباب الحصول على المال 00 بل كان هدف هؤلاء النوبة هو الحصول على الحرية والعدل والمساواة والعيش الكريم 0
إن استخدام كلمة كالمرتزقة مثلا لوصف حالة لشباب ناضلوا طويلا من أجل الديمقراطية والحرية احتقار واستفزاز وشيئ مؤسف جدا ، خاصة إذا عرفنا أن الأسباب والظروف التي أدت إلى وجود هؤلاء الناس حتى الآن في جنوب السودان سياسية لا يد لهم بها 0
السيدة عفاف تاور يجب أن تعلم أن قوات الجيش الشعبي والحركة الشعبية تخضع لقيادتها المركزية في جنوب السودان ، وقراراتها وأوامرها وتنقلاتها أيضاً مركزية ، وستظل كذلك حتى إعلان جنوب السودان دولة مستقلة ذات سيادة ، وحينها تكون المسائل المتعلقة بحالة هؤلاء الشباب المتواجدين في الجنوب قد حُسمت بعودتهم إلى جبال النوبة أو بالبقاء في دولة الجنوب ضمن شروط واضحة 0
ما لا تعرفها السيدة عفاف تاور كافي بحكم ( سلبنتها وجلبنتها واستلابها ) هو أن القضية النوبية لم تحسمها اتفاقية نيفاشا ، وما المشورة الشعبية التي وردت في البرتوكول الخاص بجبال النوبة والنيل الأزرق سوى بداية البداية لعملية سياسية طويلة بين النوبة وحكومة المركز من أجل حق تقرير المصير السياسي والاقتصادي والاجتماعي ، وهو حق كفلته له المواثيق والعهود والقوانين الدولية لكافة الشعوب دون استثناء 00 وفي تقديرنا هو أن وجود عدد لا بأس به من أبناء جبال النوبة في جنوب السودان حتما سيشكل دفعة قوية للقضية النوبية من الناحية القتالية والميدانية ، وهذا ليس شيئا جديدا ، ففي التاريخ السوداني القريب كان لحزب الأمة ولحزب الشريف الهندي والتجمع الوطني الديمقراطي السوداني قوات في دول أجنبية لإستخدامها للإستيلاء على السلطة في الخرطوم ، كما ان دولاً – كقطر والبحرين ودولة الامارات المتحدة وسلطنة عمان تضم أعدادا كبيرا من الأجانب كالسودانيين مثلاً في جيشها الوطني – وهم ليسوا بمرتزقة ! 00 وما العيب إذا بقي هؤلاء النوبة في الجنوب في اطار اتفاق واضح بين قيادة الحركة في الجنوب وقادة الحركة بجبال النوبة حتى ايجاد حل دائم وشامل للشعب النوبي ؟ 0
سؤال آخر نطرحه على عفاف تاور التي تتباكى اليوم على أبناء النوبة وعلى القضية النوبية هو – أين كُنتِ عندما أعلن حزب المؤتمر الوطني الحاكم حربا جهاديةً شعواء في التسعينيات من القرن الماضي على النوبة ، الأمر الذي اضطرهم وأجبرهم على الفرار من مدنهم وقرارهم والإنضمام إلى الجيش الشعبي والحركة الشعبية ؟ أين كُنتِ يا سيدتي من الحرب الكيميائية التي أعلنها الحزب الذي تنتمي إليه على ” قرى تلشي – كيجا – تيما – كادول” بجبال النوبة ؟ أين كُنت يا سيدتي من احراق حزب المؤتمر الوطني لمعلمين ومحامين من جبال النوبة أحياءاً في مدينة كادقلي والدلينج في سني 94 – 96 ؟ هل كُنتِ صغيرة السن ولم تكن تعي ما يحدث لأهلك النوبة في ذاك الوقت 00 أم ماذا ؟ 0
خامساً – ( طالبت تاور بحملات تعبئة بولاية جنوب كردفان لتلافي الخطأ الذي وقعت فيه المشورة بولاية النيل الازرق وقالت ان المشورة في الاخيرة وقعت في خطأ كبير وزادت «يفترض اي شخص صوت لحكم ذاتي او تقرير مصير يسقط صوته»، وقطعت بأن المشورة واضحة لا تعني استفتاءً ولا تقرير مصير ولا حكما ذاتيا ) 0 وهنا كشفت السيدة عفاف عن عورتها السياسية ، ونيتها المبيتة لضرب القضية النوبية ، وانكشفت الحقيقة التي كانت مغيبة عن الكثيرين من أبناء النوبة في الداخل والخارج 0 اليوم بانت العورة السياسية لمن خانت شعبها ورضت بأن تبيع شعبها بأبخس الاثمان 0 اليوم انكشفت الحقيقة لطالما حذر منها النوبة الشرفاء كل من أحسن الظن بهؤلاء العملاء الأذلاء الحقراء الجبناء 0
نعم اليوم انكشفت هذه المهزلة ، بمطالبة السيدة عفاف تاور باسقاط أصوات الذين صوتوا لصالح حق تقرير المصير أو الحكم الذاتي 00 فلماذا تريد هذه المرأة الإساءة للنوبة وقضيتهم ؟ 0 وبفضل جهود الوطنيين الشرفاء من أبناء النوبة سيكون أمر فضحها وبيان عمالتها من أولويات عملهم في المرحلة القادمة انشاءالله 0
لا أحد يستطيع مهما كانت قوته اسقاط أصوات المنادين بالحرية والديمقراطية وتقرير المصير السياسي والاجتماعي والاقتصادي لأي شعب من الشعوب أو جماعة من الجماعات البشرية 0 ونحسب ان السيدة عفاف تاور بحكم أنها محامية تعرف جيداً أن حق تقرير المصير للشعوب يعتبر من المبادئ الأساسية في القانون الدولي باعتباره حقا مضمونا لكل الشعوب على أساس المساواة الكاملة بين الناس جميعا 0
( وقد جاء تأكيد ميثاق الأمم المتحدة على هذا الحق في المادة 55 بإعلانها ” رغبة في تهيئة دواعي الاستقرار والرفاهية الضروريتين لقيام علاقات سليمة ودية بين الأمم مؤسسة على احترام المبدأ الذي يقضي بالتسوية في الحقوق بين الشعوب بان يكون لكل منها تقرير مصيرها 0
كما أكد العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية على حق تقرير المصير حيث ورد في المادة 1 للفقرة 1: “لكافة الشعوب الحق في تقرير المصير ولها إستادا إلى هذا الحق أن تقرر بحرية كيانها السياسي وان تواصل بحرية نموها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي 0
وفي ميثاق الأمم المتحدة تضمنت الفقرة 2 من المادة الأولى أهداف الأمم المتحدة ومنها” إنماء العلاقات الودية بين الأمم على أساس احترام المبدأ الذي يقضي بالتسوية في الحقوق بين الشعوب وبان يكون لكل منها تقرير مصيرها وكذلك اتخاذ التدابير الأخرى الملائمة لتعزيز السلم العام 0 وبذلك يمكن المجازفة بالقول أن حق تقرير )
كما أصدرت الأمم المتحدة عام 1952 القرار رقم 637 الذي جعلت بمقتضاه حق الشعوب في تقرير مصيرها شرطا ضروريا للتمتع بالحقوق الأساسية جميعها ، وانه يتوجب على كل عضو في الأمم المتحدة الحفاظ على حق تقرير المصير للأمم الأخرى واحترامه
إذن – ممارسة حق تقرير المصير لأي شعب من الشعوب سيدتي عفاف تاور كافي لا يمكن اعتبارها بلطجة وخروج على سلطة المركز ، بل ممارسة هذا الحق ثابت نصا ومضمونا وينطوي على تحرير الشعب وكامل أرضه دون قيد أو شرط أو تزييف ، وإزالة كافة القيود والضغوط التي تؤثر سلبا في تعبير الشعوب عن إرادتها الحرة 0
لكن لماذا تقف السيدة عفاف تاور كافي ضد تطلعات الشعب النوبي من خلال ترويجها للأكاذيب التي تفرق بين أبناء النوبة ؟ هل لأنها انسلخت عن ثقافتها وهويتها وقوميتها النوبية نتيجة تعلقها وانبهارها بثقافة عروبية دخيلة على السودان ؟ نعم يبدو الأمر كذلك ، وليس هناك تفسير آخر لموقفها العدائي من حق النوبة في تقرير مصيرهم سوى :
التبعية للجلابة في سلوكها وأخلاقها وعاداتها 0 *
ضعف انتماءها النوبي 0 *
* حبها الشديد للأيدولوجية العروبية 0
* الشعور بالتبعية الشديدة للجلابة وكأنها تخشى عقابهم 0
* الانهزام النفسى تجاه الطغيان والقهر الذى يمثله حزب المؤتمر الوطني 0
إذن السيدة عفاف تاور كافي المؤتمرجية المستلبة والمنسلبة الإرادة ، لا ترى بديلاً مطروحاً لحزب المؤتمر الوطني الحاكم اليوم في الساحة السياسية السودانية 00 وكأنها تتساءل بدهشة لماذا يحارب النوبة وأهل دارفور وغيرهم من أهل الهامش حكومة المؤتمر الوطني ؟ لماذا يخرج هؤلاء على شرعية النظام الحاكم ؟ هل جن هؤلاء ؟ 0
أؤكد لكم أننا بصدد ايضاح العلاقة الوطيدة بين السيدة عفاف تاور وممارسات ( حزب المؤتمر الوطني الحاكم ) في ولاية جبال النوبة 00 بمعنى أن أمثال عفاف تاور هم أهم عوامل تكريس هيمنة الجلابة على جبال النوبة ، وانفراد حزب المؤتمر الوطني بتسيير دفة الأمور ، وتعميق مبررات وجوده في المنطقة ، وتغييب الرأي العام النوبي عن مقاومة هذا الحزب النازي الإقصائي 0 والواقع المر هو أن المستلبين استطاعوا أن يخلقوا هذا المناخ بكل جدارة 0 فلا يخفى على منصف صادق أن أمثالهم في كل مكان يشيعون الفوضى ويروجون الأكاذيب ويضخمون القضايا الرمزية ويقزمون القضايا الكبرى 0 وكم هو مؤلم أن يكون المناخ الاستلابي اليوم هو المناخ المفضل في جبال النوبة ! 0
إننا لا نلوم الجلابة كثيراً على مختلف المآسي التي مرت وتمر بها النوبة ، بل نلوم المستلبين النوبة ، لأنهم الذين مكّنوا الجلابة من أن يصبحوا طاغية ، بقبولهم تنفيذ سياساتهم وما تبعها من أساليب قذرة لإدامة سلطتهم الاستبدادية 0 فالعبودية الاختيارية أصبحت سمة هؤلاء النوبة جراء رضوخوهم لإرادة الطاغية الجلابية وقبولهم تنفيذ أوامره وقوانينه الجائرة ، وإعتبارهم العبودية والظلم قدراً لا مفر منه 00 وأنهم أول من يدافعون عن أسيادهم الجلابة ليبقوا هم متنعمين بفتاتهم وفضلاتهم ، ويتمنون دوامها ، بل يعادون كل من يطالبونهم بالتحرر 0
السيدة عفاف تاور في جلبنتها وعدم حساسيتها بتاتاً تجاه قيامها بخدمة مصالح الجلابة ومشروعهم التعريبي التخريبي التدميري التطميسي في الجبال ، وعدم قدرتها أصلاً على التقاط موجات الغضب النوبي تجاهها 00 تدفعنا لنطالبها بالتوقف عن التصريحات الاستفزازية وترك النوبة وقضيتهم ، وهم عازمون منذ زمن بعيد على المضي نحو الأمام لتقرير مصيرهم السياسي والاجتماعي والاقتصادي 00 الخ ، قبِل به المركز أم لم يقبل به 0