20—25 مايو أياماً يشهد لها تاريخ الشجاعة و الإستبسال
محمد حسن هارون
اليوم تمُرَ علينا الذِكري السنوية لمعارِك الشرف والكرامة، التي دارت في العام الماضي، من يوم 20 الي 25مايو 2017م ، إنطلاق شرارتها كان نتيجة لخرق النظام لوقف العدائيات، و محاولة منه كعادته إستخدام سياسة الغدر و الطعن من الخلف، و بالرغم من ذلك لم يستطع النظام ومليشياته في تحقيق ما كان يتمناه، بسبب الإرادة القوية التي يتميز بها المناضلون الأشاوس، هذه الملحمة البطولية خاضتها حركة / جيش تحرير السودان، و المجلس الإنتقالي لحركة / جيش تحرير السودان ، شملت ساحاتها كل من ( جنوب سكة، عسلاية، ياسين، عين سيرو، جبل عدولا، و وأدي هور ) هذه الأراضي هي التي قدم فيها الرفاق للعدو درساً في ما معني ماهية القضية الحية التي لأ تموت، إستبسل فيها الرفاق الأشاوس بشجاعة خارقة وإرادة حقيقية وبرغم كثرة الأدوات التي إستخدمها النظام من طيران حربي و الإستعانة بكل مليشياته وجنجويده وكثرة آلياته وتوظيف ميزانية الدولة لمليشياته إلا أنه قد خسرالمعركة، لأن النظام يُقاتل رجالاً آمنوا بقضيةٍ عادلة لا يعرفون غير شعار النصر أو الموت بشرف في سبيل القضية التي آمنوا بها ، لذلك رفضوا الإستسلام و قاتلوا الطُغيان بكل قوة وعزة حتي آخر طلقة. إستشهد في هذا الأراضي رجالاً بكل ما تحمله الكلمة من معاني الصدق والإخاء و الشجاعة قلوبهم طيبة ونواياهم صادقة، حنونون للضعيف، كُرماء للضيف شرسين في القتال كالإسود الضارية منهم ( الجنرال محمدعبدالسلام (طرادة)، الجنرال جمعة مندي عيسي، خاطر شطة، عبدالله ديار، أستاذ صالح، رجب (جو)، نور الدين(جوك)، عبدالله (شكل فين)، ماجد وادي، عباس ماينيس تندل، عدنان) وغيرهم من الشهداء الأبرار الذين سقوا تراب هذا الوطن بدمائهم الطاهرة لهم المجد والخلود وهم أحياءاً، أصواتهم، صورهم وبصماتهم القوية التي وضعوها في طريق النضال لا زالت معنا بشكلٍ يومي، وهي بمثابة دافع قوى للمضي قُدماً في طريق الحق الذي ذهبوا فِيه، هؤلاء نجحوا في قراءة التاريخ، و قاموا بواجبهم بشكلٍ كامل، ما سقطت يد أحدهم إلا و تحولت إليّ جسر عبور يأخذك من ضِفة الضيق وجور الزمان إلي ضِفة الحريّة التي يكسوها شُعاع الأمل.
أيضاً الحرية للآسرى الأشاوس، وهم ثبتوا ثبات الجبال حتي تم آسرهم بعد تلقين النظام درساً في فنون القتال، وأثبتوا للجميع مقولة ( ما ضاع حقاً لم ينم عنه أهله )، هؤلاء الآسرى الأشاوس لم تسمح لهم ضمائرهم أن يناموا وهناك ظلم مبين، لذلك إتحدوا بقلب رجل وأحد تكاتفوا و تعاونوا و قاتلوا خمسة ليالي متتالية دون تناول ماء وغذاء، حتي العدو بات في حالة من الدهشة و الغرابة وكأن وجوههم تقول هؤلاء ليسوا من البشر، حتي بعد آسرهم
ظلت مواقفهم ثابتة كما هي وإيمانهم بالقضية لم ينقص بل تفاقم أكثر من ذي قبل، والشاهد علي ذلك مقولة الرفيق البطل يوسف عبدالله يعقوب “أبو كيلو” ( القضية لا تنتهي بالآسر أو الإستشهاد لأنها فكرة ومشروع لا ينتهي إلا بتحقيق أهدافه ) وهذه المقولة هي مماثلة لمقولة الشهيد الجنرال “عبدالله أبكر بشر” ( الثورة كاللِحية لأ يُمكن القضاء عليها بالحلاقة المتكرّرة ) و هاتين المقولتين دليل قاطع علي أن الثوار المناضلين هم أبطال و الآسر والإستشهاد لا يقضيان على مشروع الكفاح العادل، قد إستشهد في طريقه قوافلٌ من الشهداء، قافلةً تلو الأخري، يدركون المعاني السامية التي جُلب الشهداء عليها، فهي أكبر من الكلِمات وأكثر دلالةً من كل العبارات، وهي رمزاً للنقاء والإرتقاء لعوالم الصفاء الروحي.
موكب التاريخ ماضي لا يهاب الردى
صوب غدٍ مشرق بالغيه وإن غدى
سوداننا مهد الجدود أرواحنا مهر الفدا
نزود عن حماك و نرد عن العدا
الظلم مهما طغى ندكه وما مضى
لنحفظ السودان وطناً موحداً شامخاً أبدا
و نبني مجد أجيالٍ تعيش عزاً مدى
السلام لا يأتي إلا ممهوراً بالدم لأن السلاح مصوب علي أبواب البيوت، القلوب، و الكلمات، و كلما سقط باباً إستشهد ضوءاً.