تقرير – عاين
افرز الصراع الدائر في دارفور من تدني فرص التعليم خاصة في معسكرات ولاية جنوب دارفور حيث يعاني اكثر من (34) الف تلميذة وتلميذ من انعدام فرص التعليم ، الامر الذي جعل مواصلة تعليمهم مهددة بالفشل، ويري مسؤلو التعليم في المعسكرات واولياء امور تلاميذ النازحين ان جيل باكمله محروم من ادني مقومات الحياة وهو التعليم ، وان الحكومة لم تضع قضايا هؤلاء التلاميذ من ضمن اولوياتها
انعدام الكتاب المدرسي والمعلم
ويقول رئيس المجلس التربوي بمعسكرات ولاية جنوب دارفور عبدالله محمد سليمان لـ (عاين) ان هناك ما يقارب ( 34 ) الف تلميذة وتلميذ من ابناء النازحين في الولاية يعانون من انعدام فرص التعليم لعدد من الاسباب وهي انعدام الامن وعدم وجود المعلمين المؤهلين ، وانعدام الكتاب المدرسي الى جانب الفصول المنهارة والتي تم تشييدها بمواد اولية وبجهود اولياء التلاميذ ،
وقال ان عدد التلاميذ في تزايد مستمر خاصة في ظل تجدد الاشتباكات بين الحكومة والحركات المسلحة الى جانب هجمات ما يسمى بقوات (الدعم السريع ) خلال الشهرين الماضيين ، واضاف ان تلك القوات هاجمت عدد من القري في ولاية جنوب دارفور مما ادي الي فرار اعداد كبيرة من الاسر الي المعسكرات والتي تعاني من نقص في الخدمات الاساسية الامر الذي ادي الي تكدس الفصول بالتلاميذ ، وقال ان معسكر كلمه فيه اكثر من( 22 ) الف تلميذة وتلميذ في مرحلة الاساس يقوم بتعليمهم ( 30 ) معلم متطوع وان الفصل الواحد يستوعب 200 تلميذة وتلميذ ، مشيراً الى ان هناك ما يناهز ( 2500 ) طالبة وطالب في المرحلة الثانوية يتلقون تعليمهم في مدرستين فقط ، وقال ان هذا الوضع يجعل المعلميين غير قادرين علي توصيل المعلومة للطالب .
ويرى احد النازحين ان ابناءهم يواجهون اوضاع ماساوية في التعليم وان ادارة معسكر( كلمه ) فرضت رسوم علي اولياء الطلاب وان عددم من الطلاب فشلوا في الالتحاق بالتعليم واصبحوا قابعين في المعسكرات عطالة وان مصيرهم مجهول واضاف (هؤلاء فقدوا فرص التعليم واصبحوا من الشماسة داخل المعسكر وان المنظمات التي كانت تساعد في بناء الفصول تم ابعادها وادارة المعسكر قالت اذا لم يدفع الطالب الرسوم المقررة 20 الف لن يتم قبول الطالب ونحن لا نملك هذا المبلغ وبالتالي اولادنا عطالى )
غياب وزارة التعليم في المعسكرات
من جهته شن ابراهيم عبد الله المعلم في احدى المدارس هجوما علي وزراة التعليم في ولاية جنوب دارفور ، وقال لـ (عاين) ان وزارة التربية والتعليم في الولاية لا تقدم اي خدمات تعليمية لمدارس النازحين وان ادارة التعليم في المعسكرات عقدت اجتماعات كثيرة مع المسؤولين في وزارة التعليم ، واضاف ( لم يزور اي مسؤول حتي الان لمعاينة اوضاع التعليم في المعسكرات ) ، مشيراً الى ان الوزراة تتحدث عن الدعم ولكنها لا تفي بوعودها ، وقال ان ادارة التعليم في المعسكرات طلبت من وزارة التربية والتعليم زيارة المعسكرات لكنهم رفضوا بحجة انعدام الامن ، وتابع ( كيف تحرم الوزارة ابناءنا من تقديم ابسط الحقوق وهو حق التعليم ) ،وقال ( لكن هذه الحكومة لا يهمها امر التعليم وهي تري ان ابناء النازحين ليسوا من ابناء الولاية ولا يحق لهم التعليم ) واضاف ان الوزارة وعدت ببناء فصول لكن لم تفعل شئ وان ادارة تعليم النازحين فشلت في ايجاد الدعم ، وقال ان الطلاب يجلسون علي الارض وليست هناك بيئة تعليمية في المعسكرات ، محملاً الحكومة والمجتمع الدولية مسؤولية ضياع مستقبل الطلاب ، وكشف عن ان الوزارة رفضت ابتعاث او تعيين معلميين في المعسكرات وان المعلميين الموجودين هم متطوعون وليس لديهم مرتبات ، وقال (طالبنا الوزارة مرارا بتعيين او تاهيل المتطوعين لكنها رفضت بحجة انها ليست لها ميزانية للتعليم في المعسكرات)
جيل محروم من ابسط الحقوق
ويري احد المعلمين المتطوعين طلب عدم الكشف عن اسمه لـ(عاين ) ان التلاميذ في ولايات دارفور محرومون من التعليم نتيجة لسياسات الحكومة ، وكشف عن ان هناك عشرات التلاميذ الان لا يستطيعون مواصلة الدراسة ، وقال انه لديه تلاميذ في معسكرات (دمبا ،مرشنج والسلام ) يقدر عددهم بحوالي 3 الف تلميذة وتلميذ يسيرون ساعتين ذهابا وايابا على اقدامهم يوميا ليصلوا الى مدارسهم ، واضاف ان هذا الامر يؤثر على التحصيل الاكاديمي واستيعاب الدروس ، مشيراً الى ان الحكومة لم توفر الكتاب المدرسي والمعينات التعليمية الاخرى وبناء الفصول ، وقال ان قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي هاجمت عدد من قري دمبا ومرشنج ادي الي فرار اعداد كبيره وان هناك حوالي 1600 طالب وقد فقدوا فرصة مواصلة تعليمهم وبينهم طلاب في المرحلة الثانوية لم يتمكنوا من الجلوس لامتحانات الشهادة السودانية
انخفاض دعم منظمة اليونسيف
ويقول الناطق باسم هيئة النازحين حسين ابو الشراتي لـ(عاين ) ان طرد المنظمات الدولية اثر علي تقديم خدمات التعليم لابناء النازحين الى جانب هجمات الحكومة علي القري في دارفور زاد من معاناتهم وتضييق فرص التعليم ، واضاف ان حكومات الولايات لم تقدم اي دعم لتعليم ابناء النازحين ، وقال ان منظمة (اليونسيف ) المسئولة عن التعليم اصبحت تعاني لعدم قدرتها من توفير مقومات التعليم ، واضاف ان المنظمة ساهمت لكن الان اعداد التلاميذ في ازدياد الى جانب عدم استقرار الامن وهو ما حد من نشاط المنظمات الدولية بدارفور ، مشيراً الى ان الحكومة تفرض بجانب فرض قيوداً علي حركة المنظمات وان الامر يتطلب من المجتمع الدولي والامم المتحدة ضرورة تقديم دعم عاجل لان هؤلاء الاطفال الان مهددون بعدم مواصلة التعليم وان احلامهم تتبعثر ويفشلون في حياتهم وهذا تمثل كارثة تعليمية لجيل باكمله
Nadia Taha
[email protected]