تحصلت (حريات) على معلومات موثوقة بان خبراء أجانب في اسلحة الدمار الشامل يتواجدون حاليا بالخرطوم للعمل في مصنع أسلحة الدمار الشامل الملحق بـ (جياد) في اطار التعاون الحكومي السوداني الايراني ، وقد اعطوا اوامر مشددة للعمل ليل نهار لينتهوا سريعا من المهمة الموكلة اليهم ، كما حظرت عليهم الزيارات والاتصالات .
ويعد التعاون العسكري الايراني السوداني في مجال التسلح الكيميائي والنووي ادخالا للسودان في عين العاصفة ، فخلاف الاضرار البيئية المتوقعة بسبب تدني المواصفات العلمية والتقنية لصناعات التسلح الايرانية ، وبالتالي تدني معايير واجراءات السلامة ، مما يمكن ان يؤدي الى كارثة كبرى على مواطني العاصمة الخرطوم ، كذلك فان اسلحة الدمار الشامل يمكن ان تستجلب عدوانا على السودان يتضرر منه المواطنون العاديون .
وسبق وقصفت الولايات المتحدة الامريكية مصنع الشفاء بالخرطوم بحري في اغسطس 1998م بتهمة تصنيع اسلحة دمار شامل .
كما وسبق وغارت طائرات اسرائيلية على قافلة في شرق السودان في يناير 2009 بتهمة تهريب اسلحة لحماس في غزة ، وقتل على اثرها 79 سودانيا .
هذا وكانت حكومتا السودان وإيران قد وقعتا في الخرطوم 7 مارس 2010 على اتفاق تعاون عسكري (بيني)، شمل الجوانب الفنية والصناعية والعلمية والتدريب، في ختام زيارة قام بها وزير الدفاع الإيراني مصطفى محمد نجار للسودان، واستغرقت 4 أيام.
وبحسب صحيفة (الشرق الاوسط) 8 مارس 2010 قال الوزير الإيراني في مؤتمر صحافي، إن مثل هذه الاتفاقات تساعد على استتباب الأمن والسلم، وتؤدي إلى إثارة وإزعاج الأعداء ومن اسماهم بـ(لاستكبار العالمي)، وركز هجوما عنيفا على الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية، لم يسمها.
وحسب الوزير الإيراني فان اقتدار وقوة السودان هو اقتدر وقوة إيران، وقال: لقد اتفقنا على أشياء تمت مناقشتها خلال زيارة وزير الدفاع السوداني لإيران في الفترة الماضية، وأضاف حددنا الموضوعات التي لم تحدد في السابق، واثنى الوزير الإيراني على العلاقات بين السودان وبلاده، وقال ( وجهات النظر بين البلدين متشابهة في الكثير من القضايا، لذلك يواجهان ضغوطا متشابهة)
وسبق ونشرت وكالة شيما برس في مايو 2010 ان قوات القدس – الحرس الثوري الإيراني قد اقامت فى السودان مصنعا للصناعات العسكرية، وجاء إنشاء المصنع تنفيذًا للملحق غير المعلن، من الاتفاقية الدفاعية التى وقعها وزير الدفاع الإيراني مصطفى محمد نجار، أثناء زيارته للخرطوم بمارس ،2008 والتى وصف خلالها السودان (حجر الزاوية فى الاستراتيجية الإيرانية بالقارة الإفريقية).
وفى أعقاب هذا الاتفاق وصلت إلى السودان فرق عمل متخصصة من قوات القدس – الحرس الثوري لإجراء مسح تفصيلى لعدد من المواقع المقترحة لاختيار أرض ملائمة للمشروع استقر الرأى ، فى آخر المطاف، على إقامة المصنع ضمن حدود ولاية الخرطوم .
وكان الطرفان، السوداني والإيراني ، شكلا فريق عمل مشتركًا ضم من الجانب السوداني، خبراء ومهندسين بوزارة الصناعة والاستثمار، وزارة الدفاع، وزارة الشؤون الهندسية وعناصر من المخابرات السودانية ومن الجانب الإيراني عناصر من وحدة الهندسة التكنولوجية بالحرس الثوري الإيراني، يشرفون إشرافًا كاملاً على المشروع. ومن بنود الاتفاق التزام الجانب الإيراني دفع كامل مستحقات الفريق السودانى من رواتب ومصاريف أخرى .
هدف إيران الأساسي من وراء إقامة مصنع التسلح فى السودان هو الرؤية الاستباقية الإيرانية للعقوبات الدولية، التى تراها قيادة طهران ، لائحة لا محال فى الأفق وبهذا تكون إيران قد أمنت لحلفائها استمرار إمدادهم بأسلحة نوعية مصنعة بخبرة إيرانية خارج إيران، والمهم أن هذه الأسلحة لا تحمل علامات إنتاج إيرانية ومن السهل تخزينها، كأسلحة احتياطية، فى مستودعات إيرانية فى السودان تكون تحت إمرة الحرس الثوري ساعة ما أحتاج لها أو أراد إمداد حلفائه فى منطقة البحر الأحمر كالحوثيين والصوماليين وغيرهم بها ناهيك عن الاستمرار بدعم حركة حماس بقطاع غزة بالأسلحة والصواريخ فى كل الأوقات وأحلك الظروف .
والهدف الإيراني الثاني ، من وراء إقامة المصنع هو محاولات طهران تجنب، قدر الإمكان، نقل أسلحة ومعدات عسكرية عن طريق المرافئ والموانئ الإيرانية إلى حلفائها توفيرًا للتكاليف وتفاديًا لاحتمال كشف مسارات التهريب البحرية التى تنقل الأسلحة الإيرانية، ومن ثم توفير الأدلة المادية للغرب ضد النظام الإيراني خصوصًا بعد انكشاف أمر حمولة الطائرة الأوكرانية فى تايلاند، نهاية العام الماضى، والتى كان على متنها 35 طنًا من الأسلحة والصواريخ الكورية الشمالية الصنع لحساب (حماس) بتمويل وبإشراف مباشر من قبل الحرس الثورى وبهذا يكون مشروع المصنع السوداني الممول إيرانيًا قد اكتسب مغزى آخر فى محاولات طهران الحثيثة لتضليل الغرب .
يذكر أن الدكتور غازى صلاح الدين، مستشار الرئيس السوداني قد أشار فى تعليقه، بسبتمبر ،2009 على التقارير التى تطرقت لوجود مصانع عسكرية إيرانية على أرض السودان بقوله: (ما العيب فى أن تكون لدينا مصانع سلاح إيرانية فى السودان؟) ونفى الدكتور صلاح الدين، فى التصريح نفسه، تقديم السودان أى دعم عسكري لحركة حماس على الرغم من اعترافه ضمنًا بأن هناك سلاحًا (مهربًا) يصل إلى حماس من السودان .
ويقوم مصنع الصناعات العسكرية، ومنذ عامين، بمد حماس – قطاع غزة بمختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة وبإشراف مباشر من قبل مهندسي الوحدة التكنولوجية لقوات القدس – بالحرس الثورى والذين اختيروا من بين طواقم لها باع وخبرة طويلة فى مجال الإنتاج والتطوير بمعامل الحرس الثوري فى إيران ويشرف محمد على جعفرى، قائد الحرس الثورى، شخصيًا على سير أمور هذا المصنع، الذى تعتبره إيران مشروعًا استراتيجيًا .
حريات