واشنطن تجري مراجعةً لسياستها تجاه السودان
كلينتون: لم نتخذ قراراً برفع السودان عن قائمة الإرهاب”.
كراولي : مهتمون بتطبيق اتفاقية السلام بين الشمال والجنوب وإنهاء أزمة دارفور
خلافات حادة في إدارة اوباما حول السودان
واشنطن: عبد الفتاح عرمان
طفت الى السطح بوادر خلاف حادة ما بين أطراف الإدارة الامريكية في ما يتعلق بملف السودان.
في غضون ذلك استطلعت (اجراس الحرية) مسؤولاً في الخارجية الامريكية – فضل حجب هويته- كاشفاً عن خلافات عميقة بين وزيرة الخارجية و مبعوث أوباما و رئيس لجنة إفريقيا فى الكونغرس دونالد بين، حول كيفية التعامل مع الحكومة السودانية، لكنّه وصف هذه الخلافات بـ”الطبيعية” خصوصاً وأنّ الإدارة الجديدة في البيت الأبيض ما زالت تبحث كافة الخيارات في التعامل مع الملف السوداني ولا تعدو هذه الخلافات سوى كونها “تبايناً في وجهات النظر”-على حد تعبيره-
و نفي المصدر علمه عن نية الجنرال غرايشون بتقديم شكوى للرئيس أوباما ضد وزيرة الخارجية التي تعتبر من أقوى المعارضين لسياسة غرايشون تجاه السودان.
إلى ذلك قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية بي جي كراولي إن الولايات المتحدة تجري مراجعة لسياستها حيال السودان في ظل وجود العديد من الملفات التي تهم البلدين.
وكان كراولي يجيب عن سؤال حول الموقف الرسمي مما قاله الموفد الرئاسي الأميركي إلى السودان سكوت غرايشن في الكونغرس بشأن عدم توافر أدلة تدعم إبقاء السودان على قائمة الدول الراعية للإرهاب وتثبت ضلوع الحكومة السودانية في جرائم حرب.
وقال كراولي إن ملف مكافحة الإرهاب مهم بالنسبة للدولتين. وأضاف” لقد تلقينا تعاوناً من الحكومة السودانية في مجال مكافحة الإرهاب في السنوات الأخيرة أفضل بكثير من السابق.”
واشار كراولي إلى أنّ الولايات المتحدة مهتمة بالتطبيق الكامل لاتفاق السلام الشامل بين الشمال والجنوب وبإحلال السلام وإنهاء الأزمة في إقليم دارفور .
وقال.كرولي عن تصريحات غرايشن إن السودان الذي وضع ضمن قائمة الارهاب أبدى تعاوناً مع الولايات المتحدة لمكافحة الارهاب في السنوات الأخيرة. وأضاف أن هذا التعاون وقضايا أخرى جزء من مراجعة سياستها تجاه السودان التي يقول مسؤولون أنه من المرجح أن تستكمل في غضون أسابيع.
وكشف عن مناقشات كثيرة في إدارة أوباما بشأن كيفية التعامل مع الحكومة السودانية وبشأن ما يحدث في إقليم دارفور بغرب السودان والذي وصفته إدارة الرئيس السابق جورج بوش بأنها أوضاع مأساوية.
وعند الإلحاح عليه بشأن وجهات نظر إدارة أوباما تفادي كراولي وصف ما يحدث في دارفور بأنه إبادة جماعية، وقال إنّ التركيز “ليس على التعريفات.
إلى ذلك أدلى المبعوث الأمريكي الخاص إلى السودان الجنرال سكوت غرايشن بإفادة أمام لجنة العلاقات الخارجية لمجلس الشيوخ قال فيها إنّ الولايات المتحدة ملتزمة بتحقيق السلام في السودان. وأوضح أنّ حكومة الرئيس باراك أوباما تعمل على مسارين لضمان التطبيق الكامل لاتفاقية السلام الشامل وتحقيق سلام شامل ودائم يوفر الأمن والاستقرار لدارفور، وأبان لأعضاء مجلس النواب ألا علم له بوجود أي معلومات مخابراتية تبرر بقاء السودان على قائمة “الدول التي ترعى الإرهاب” وهو تصنيف يصاحبه فرض عقوبات وقيود على المساعدات، وأنّ العقوبات الأمريكية ضد السودان تأتي بنتائج عكسية للجهود الرامية إلى إحلال السلام في السودان وأوصى غرايشن بأن “تذيل” واشنطن في نهاية المطاف بعض العقوبات على الخرطوم.
وفي غضون ذلك قالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون إنه لم يتم اتخاذ قرار لتخفيف بعض العقوبات المفروضة على السودان وذلك بعد يوم واحد من اشارة مسؤول امريكي كبير الى ان هذه الخطوة ربما تساعد في عملية السلام.
وسئلت كلينتون عمّا إذا كانت الإدارة الأمريكية تفكر في مثل هذه الخطوة فردت كلينتون بقولها”لم نتخذ قراراً برفع السودان عن قائمة الارهاب “.
وأشارت كلينتون إلى قيام إدارة الرئيس أوباما بمراجعة”مكثفة” لسياستها تجاه السودان. وأكدت في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية السعودي “لكن لم يتم اتخاذ قرارات”.
وكان الكونغرس الأمريكي قد بحث الوضع في السودان، حيث أعرب خلالها المشرعون عن قلقهم إزاء الأوضاع في دارفور ومستقبل اتفاقية السلام الشامل.