ما برح مستذئبوا حكومة المؤتمر الوطني متعطشون لإذلال إنسان دارفور بشتى السبل بعد أن أوجعوا ظهره ضربا وحرقا وتقطيعا وتجريحاً ، فيلجأون تارة لاختطاف التجار وميسوري الحال من أبناء الأقليم مع طلب فدية تفوق مقدرة المختطفين بغرض إفقارهم وإذلالهم .
وتارة يلجأون لإستخدام سلاح الاغتصاب الذي اشتهرت به عصبة المشروع الإسلاموي بكل مناطق النزاع بالسودان ، حتي عبر عنه كبيرهم بعبارة تندح صديداً تزكم الأنوف وتغطي الأفق نتانتها في أحد مجالسه المكتظة بالمعتوهين أمثاله فقد بارك واستحل وأباح واستحسن إنتهاك شرف الحرائر من فتيات ونساء الهامش خصوصا “الغرباوية ” بقوله : ( الغرباوية اذا ركبها “جعلي
” مفترض تفتخر بذلك ) في إشارة منه إلي أن المرأة الدارفورية يجدر بها أن تفتخر عندما يغتصبها رجل من الشمال النيلي ، ﻷنه -حسب إعتقاده الساذج- الأرفع مقاماًً ، الأشرف نسباً ،الأقرب نسبة إلي بيت النبوة !!
ليفتح بذلك أبواب إستخدام الأسلحة السراويلية بمناطق النزاع ، فشهدت دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق في فترة حكومته أبشع أنواع جرائم الاغتصاب في معسكرات النزوح وفي المزارع والمدن والقري زرافات ووحدانا ، وما عملية الإغتصاب الجماعي بمنطقة ” تابت ” بشرق جبل مرة أواخر 2014 علي أيدي كتيبة من قوات البشير المسمي ب”قوات الشعب المسلح” إلا قطرة من محيط خبيث فعالهم هناك ، إذ لم يأتي ذلك بدافع إشباع الغريزة البهائمية التي تتحكم بعقولهم بقدرما يهدفون إلي إذلال أسر وأقرباء المغتصبات .
ما نحن بصدده هنا جريمة لا تقل بشاعة عن أخواتها المذكورات آنفاً فهي صنف آخر من أساليب الإذلال والقهر الذي تنتهجه حكومة المؤتمر الوطني في ظل تعاملها مع إنسان دارفور ، فلم يروي ظمأها كل تلك الفظائع التي أذاقتها لإنسان دارفور من قتل وحرق واغتصاب واختطاف ونهب للممتلكات بغية الإذلال والتركيع والإستعباد ، حتي عمدت الي التنكيل ببنات وأبناء دارفور وسط العاصمة الخرطوم ، وعلي عينك يا مواطن ، فصارت ظاهرة تشريد واعتقال أو حتي اغتيال طالبات وطلاب دارفور بمختلف مدن السودان مشهدا روتينيا لا يثير دهشة أحد .
يؤكد ذلك واقعة مداهمة سيارات الشرطة صبيحة الثلاثاء داخلية “المروة” بالفتيحاب مربع 13 وإخلاءها من طالبات دارفور البالغ عددهن 50 طالبة ليصبحن مشردات بالعراء ، بأمر من المحكمة التي أمرت بطردهن وركلهن علي الأرصفة والخيران تحت لفح شمس الصيف المشتعلة دون مراعاة لأدني القيم الانسانية التي تحتم علي المحكمة حماية العرض قبل الأرض .
فهل فعلاً باتت مسألة إسكان طالبات وطلاب دارفور أمرا يستعصي حله بعد هذا الكم الهائل من المباني الحكومية الشاهقة الفارغة ليبقي الخيار الوحيد الأوحد هو طرد طالبات دارفور كالكلاب المسعورة ؟!
وأين وزارة التعليم العالي من كل ذلك ؟ وما دور الصندوق القومي لرعاية الطلاب حيال هذا الأمر ؟
بل أين أؤلئك الإنتهازيون من أبناء دارفور الذين ارتضوا بأن يصبحوا رقيقا للسفاح البشير فينفذون أوامره بلا جزاء أو شكورا ويغضون الطرف عن الانتهاكات التي تتعرض لها بنات جلدتهم!!
وأين أولئك الناعقون بإسم شعب دارفور ممن طال بهم المشوار فقرروا توقيع اتفاقيات استسلامية لا تسمن ولا تغني من المذلة والإحتقار؟!
أخيراً يبقي السؤال بأي ذنب تذل وتشرد طالبات دارفور بشوارع الخرطوم ؟؟!