++ تبسم الاستاذ محمود على الصليب لا ن الله قد رد عليه قائلا : (ما ودعك ربك وما قلى ** وللاخرة خير لك من الاولى ** +++ لن يبعث الاستاذ محمود الا بعد موت اخر جمهورى ،، وخير لهم ان يموتوا قبل ان يموتوا !!
فرحتان : الحزب الجمهورى من جديد بقيادة اسماء محمود ،، وكتاب عبدالله الفكى البشير ،، الاستاذ محمود والمثقفون .
فى هذا المقال احتفل (بطريقتى) بالذكرى السنوية لاعدام وصلب الشهيد محمود محمد طه الذى اعدمه المعتوه جعفر نميرى فى زمن اللوثة العقلية،، التى ما تزال مستمرة والتى تكرست بمجيء الانقاذ،، والتى مثلا جعلت تغيير الراى جريمة يعاقب عليها بالاعدام تحت لافتة (حد الردة)،، علما بانه لا توجد دولة واحدة فى الغالم العربى او الاسلامى تعترف بحقوق الانسان توجد فيها جريمة الردة.
فى هذا المقال سوف اربط بين حالة المسيح الناصرى على الصليب ،، وبين حالة الاستاذ محمود / المسيح الامدرمانى / المهدية الحارة الاولى منزل ٢٤٢ وهوعلى الصليب ايضا في ضحى 18 يناير 1985،،
لانه معلوم فى ادبيات الفكرة الجمهورية ان هناك تشابها كبيرا يشبه التطابق على الاقل من حيث النصوص الدينية فى الربط بين المسيح الاسرائيلى/ الناصرى وبين المسيح المحمدى / الامدرمانى .(الاستاذ محمود) ,, وللامانة ,, لم يقل الاستاذ انه المسيح ,, ولم يقل انه الاصيل الواحد وكل ما اكتبه هنا يمثل قناعاتى الشخصية ,, وانا مسؤول عنها ,, وعودة الى مسالة الشبه بين المسيح الناصرى ابن داود وبين المسيح الامدرمانى ,, وفى هذا الصدد يقول كتاب المسيح للاخوان الجمهوريين :- بما معناه ،(، ولكن جلية الامر فيها ان الايات التى تتحدث عن المسيح انما تتحدث عن المسيح الاسراييلى وعن المسيح المحمدى فى نفس الوقت ،، فالمسيح المحمدى هو الذى سيرفع،، ) ،، وشاهدنا من هذا كله ان هناك ربطا وثيقا بين مصير المسيح الناصرى ،، والمسيح / السودانى / الامدرمانى ،، بل يمتد التشابه الى حالة انكار تلاميذهما لهما فى وقت المحاكمة والصلب ،، ومن عجائب الامورالالاهية فى المسائل الدينية ،، انه فى عشية تقديم الاستاذ وتلاميذه الاربعة للصلب ،، قال رجال الدين المسيحى فى اوروبا ،، اذا تراجع تلاميذ الاستاذ الربعة ،، وانكروه ،، يكون امرهم هذا امر دين ،، اما اذا تعنتوا ،، ولم ينكروه ،، يكون هذا امر بطولات دنيوية لا علاقة لها بالدين ،، طبعا ،، هذا قياسا على قولة السيد المسيح لتلميذه بطرس ستنكرنى ثلاث مرات قبل صياح الديك . ونسبة لان امر الاستاذ محمود هو امر دين فقد انكره تلاميذه (بمعنى تراجعوا عن الفكرة في مهزلة الاستتابة) اسوة بتلاميذ المسيح الناصرى .
في المقتطف التالى اقدم للقراء الاهانة الفظيعة والشماتة التى لقيها السيد المسيح — والتى قادته ليسال ربه : لماذا تركتنى ؟ والنص ناطق عن نفسه في هذا الشان ,, اقتبسه من انجيل متى الاصحاح 27
27: 37 و جعلوا فوق راسه علته مكتوبة هذا هو يسوع ملك اليهود
27: 38 حينئذ صلب معه لصان واحد عن اليمين و واحد عن اليسار
27: 39 و كان المجتازون يجدفون عليه و هم يهزون رؤوسهم
27: 40 قائلين يا ناقض الهيكل و بانيه في ثلاثة ايام خلص نفسك ان كنت ابن الله فانزل عن الصليب
27: 41 و كذلك رؤساء الكهنة ايضا و هم يستهزئون مع الكتبة و الشيوخ قالوا
27: 42 خلص اخرين و اما نفسه فما يقدر ان يخلصها ان كان هو ملك اسرائيل فلينزل الان عن الصليب فنؤمن به
27: 43 قد اتكل على الله فلينقذه الان ان اراده لانه قال انا ابن الله
27: 44 و بذلك ايضا كان اللصان اللذان صلبا معه يعيرانه
27: 45 و من الساعة السادسة كانت ظلمة على كل الارض الى الساعة التاسعة
27: 46 و نحو الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلا ايلي ايلي لما شبقتني اي الهي الهي لماذا تركتني
27: 47 فقوم من الواقفين هناك لما سمعوا قالوا انه ينادي ايليا
27: 48 و للوقت ركض واحد منهم و اخذ اسفنجة و ملاها خلا و جعلها على قصبة و سقاه
27: 49 و اما الباقون فقالوا اترك لنرى هل ياتي ايليا يخلصه
27: 50 فصرخ يسوع ايضا بصوت عظيم و اسلم الروح
27: 51 و اذا حجاب الهيكل قد انشق الى اثنين من فوق الى اسفل و الارض تزلزلت و الصخور تشققت
27: 52 و القبور تفتحت و قام كثير من اجساد القديسين الراقدين
27: 53 و خرجوا من القبور بعد قيامته و دخلوا المدينة المقدسة و ظهروا لكثيرين
27: 54 و اما قائد المئة و الذين معه يحرسون يسوع فلما راوا الزلزلة و ما كان خافوا جدا و قالوا حقا كان هذا ابن الله
27: 55 و كانت هناك نساء كثيرات ينظرن من بعيد و هن كن قد تبعن يسوع من الجليل يخدمنه
27: 56 و بينهن مريم المجدلية و مريم ام يعقوب و يوسي و ام ابني زبدي
انتهى الاقتباس من الكتاب المقدس.
والسؤال الذى اطرحه الان — هل قال الشهيد محمود على الصليب — ربى لماذا تركتنى ؟ ان لم تكن الاجابة — نعم — فهو ليس المسيح — وليس رسولا ,, فحالة الياس تصيب الرسل (حتى اذا استياس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا –)
لقد تعرض الاستاذ الشهيد للياس مرتين من قبل
الاولى عام 1968 ايام محنة الدستور الاسلامى — هنا تصرف الاستاذ تصرفا انتحاريا على طريقة — وذا النون اذ ذهب مغاضبا — تجسد التصرف الانتحارى في كتاب ( الاسلام برسالته الاولى لا يصلح لانسانية القرن العشرين ) — هذا العنوان كان غير موفقا — لانه ببساطة يعنى للمسلم العادى الذى يفهم ان الاسلام رسالة واحدة خالدة — يعنى (الاسلام لا يصلح) — ومشكلة الاستاذ محمود هى انه ليس حواليه من ينصحه — لانه في ثقافة الجمهوريين لا يجوز الاعتراض ( ولو في الخاطر) — من اى جمهورى — على ما يقوله او يفعله الاستاذ .
حالة الياس الثانية هى عندما اصدر الاستاذ (منشور هذا او الطوفان في 25 ديسمبر 1984 ) — كان مصدر الياس هو ان النميرى بدا يطبق الشريعة — الرسالة الاولى بالفهم الجمهورى — في حين ان عقيدة الاستاذ هى ان شمس الرسالة الاولى قد غربت — من هنا جاء الاحباط — وحالة الياس — فكان منشور هذا او الطوفان عملا انتحاريا بالمعنى الفلسفى الادبى الكبير ,, ولا اعنى انتحار الجبناء وعاجزى الراى والحالات المريضة نفسيا ,, وانما اعنى اختيار الموت طوعا ,, فهو هتاف : لن نعيش في ظل هذه القوانين ,, الموت افضل لنا من العيش في ظل هذه القوانين ,, باطن الارض ,, او السماء ,, افضل لنا من العيش في ظل هذه القوانين ,, الاخرة خير لنا من هذه الاولى .
ابتسم الاستاذ محمود على الصليب لان الله رد عليه : ما ودعك ربك وما قلى!!
من حقنا ان نقول ان سورة الضحى ,, كانما نزلت لاول مرة يوم 18 يناير 1985 ومفصلة على ذلك اليوم ,, فحين قال الاستاذ على الصليب : رب لماذا تركتنى ؟!! ردت عليه البشارة الربانية في الحال : ( والضحى ,, والليل اذا سجى * ما ودعك ربك وما قلى * ولا الاخرة خير لك من الاولى * ولسوف يعطيك ربك فترضى)
اقسم الله باللحظة الحاضرة ,, ضحى الجمعة 18 يناير 1985 ,, والليل اذا سجى ,, المعنى ظلام دولة الهوس الدينى ,, ما ودعك ربك وما قلى ,, هنا مناط القسم ,, اكد الرب انه بجانبه ,, وانه يسمع ويرى ,, وان الاخرة خير له من الاولى ,, وبشره (بموعظتة الموت,, اعلى درجات الحياة) ,, فجاءه الشفاء من الموت ,, والفرح من داخله : (يا ايها الذين امنوا قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين * قل بفضل من الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون *)
بهذا الفيض من الفرح الداخلى تبسم الاستاذ في وجوه الشامتين ,, والمشفقين ,, الفاعل واحد في الوجود ,, وقد الهم الله الراحل المقيم بشير بكار بقولة التوحيد امام المنصة ,, فهتف : وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم ) فوصلت الرسالة للحضور ,, بلاغ من الله .
لن يبعث الاستاذ محمود الا بعد موت اخر جمهورى — خير لهم ان يموتوا قبل ان يموتوا!!
فرحتان : الاولى الحزب الجمهورى من جديد:
قرات في الاخبار — وشاهدت صورة الاستاذة اسماء محمود محمد طه وهى تتحدث عن تكوين الحزب الجمهورى مرة اخرى — بالقطع هذه خطوة كبيره تخرج فكر الاستاذ محمود من (اعتقال الجمهوريين له ) الى باحات الحرية . اقول : ان اعدى اعداء الفكرة الجمهورية هى الذهنية الجمهورية بمقاس ذهنية استاذ خالد الحاج عبد المحمود .. سامحه الله … فهم الذين احتكروا الفكرة ومنعوا الناس من تناوها ونقدها .. ونفروا الناس من مجرد الاقتراب منها وذلك من خلال عنف اللسان الجمهورى وابسط كلمة يمكن ان تسمعها منهم هى اتهام الناس بالكذب ,, وعدم الاخلاق ورقة الدين …الخ
الفرحة الثانية هي صدور كتاب الاستاذ محمود والمثقفون — من تاليف الاستاذ عبد الله الفكى البشير ,, فالكتاب بالنسبة لى هو بعث واحياء لفكر وسيرة الاستاذ محمود بعد ان تم اغتيال اسم الاستاذ ومحو فكرته وسيرته بواسطة الجمهوريين انفسهم ,من ذاكرة الاجيال الحديثة, وذلك حين امتنعوا عن تحمل مسؤولية النهوض بالفكرة ,, والمسؤولية تقع على عاتق الجميع دون تحديد لمستوى القيادة ,, وانتهز هذه السانحة لاثبت لمجموعة الخط العام واذكر منهم د معتصم عبد الله وعصام خضر ,, على ريادتهم في تحريك مشروع الاستاذ .
لقد لعب الجمهوريون الناشطون بالمواقع الاليكترونية ,, لعبوا دورا سلبيا خطيرا تجاه الاستاذ محمود والفكرة الجمهورية وذلك من خلال عنف اللسان الواصل لدرجة الوقاحة ,, الامر الذى نفر الناس عن تناول اسم الاستاذ بالخير او بالشر ,, والغريب في الامر لم يرحب الجمهوريون من ناشطى المواقع الاليكترونية بمراجعات الاخوان المسلمين حول الاستاذ والفكرة الجمهورية واضرب مثالا بمراجعات الاستاذ عبد المحمود الكرنكى ,, فقد اعتبرها الجمهوريون نوعا من (الكيشة دقه واعتذر له) , وكان يمكن ان نسمع ونقرا مراجعات من عناصر قيادية بالحركة الاسلامية ,, لن تبرئ ذمة الحركة الاسلامية من دم الاستاذ محمود ,, و لكنها ستفيد في تاصيل ادانة هذه المرحلة الظلامية في تاريخ السودان وتعميق ثقافة الاعتذار.
لقد حقق الاخ عبد الله البشير هذا الانجاز البحثى عن فكر الاستاذ والتهميش الذى تعرض له مشروع الاستاذ محمود من قبل المثقفين ,, لان الاخ عبد الله لم يكن جمهوريا ,, فالجمهوريون الذين تربوا في بيوت الاخوان ,, هم مجموعة من مغسولى الدماغ ,, تم تصميهم على مفهوم ان الفكرة الجمهورية هى كل شئ ,, وانها جامعة مانعة ,, وتم قتل روح المبادرة لديهم .
ما كان بالامكان ان يتضمن كتاب الاخ عبد الله البشير اى نقد او كلام سلبى عن الاستاذ محمود وذلك لان الذهنية الجمهورىة المحيطة بالاخ عبد الله البشير لا تسمح بذلك ,, ولم يقبل النقد من قبل د النور حمد رقم تاريخه ومصاهرته للاستاذ ,, فالمجتمع الجمهورى يضيق بالراى الاخر تماما ,, لم يستطع عبد الله الفكى ان يقول ان الاستاذ يتحمل ولو (الشئ اليسير,, بشكل او باخر) مما لحقه من تهميش ,, وتجنب من المثقفين ,, لسبب واضح هو ان الاستاذ والجمهوريين فنانين في صناعة الاعداء ,, فالجمهوريون في عداء مع ايران والسعودية ورابطة العالم الاسلامى والازهر والجامعة الاسلامية والقضاء الشرعى ,, فالمثقف الذى يتعرض للاستاذ دون ان يدين فكره يصنف بشكل او باخر بانه شخص محسوب على الفكرة وبالتالى قد لا يستطيع العمل في السعودية ,, بالتالى صار المثقفون ( وبدون تنسيق او تامر- كما جاء بالكتاب – ) يتجنبون ذكر اسم الاستاذ ,, فالفكرة الجمهورية لديها طرف من المشكلة .وهذا الكلام الذى اقوله ليس غائبا عن الاخ عبد الله الفكى ولكن المجتمع الجمهورى الذى حوله لا يتحمل ولا يقبل منه اى قدر من النقد بمعنى الكلام السلبى . فالمجتمع الجمهورى لم يحتف بكتابات د حيدر ابراهيم و د محمد احمد محمود عن الاستاذ لمجرد ان هذه الكتابات قد تضمنت نقدا (سلبيا) لافكار الاستاذ محمود.
كتاب الاخ عبد الله الفكى يبشر باجيال قادمة متحررة تماما من نفوذ الجمهوريين ,, تستطيع ان تبدع وتكتب عن الفكرة الجمهورية بحياد ,, وترى الايجابى والسلبى ,, وتقدم عملا نقديا متكاملا ,, وتبعث سيرة واسم الاستاذ الاستاذ محمود الذى قتله تلاميذه قبل غيرهم ,, من المثقفين ,, الفكرة الجمهورية اليوم تحولت الى تراث انسانى ,, ملك للانسانية ,, وتقع على الانسانية مسؤولية المحافظة عليها وصيانتها وتطويرها ,, على الجمهوريين ان يرفعوا وصايتهم عنها ,, واقول لهم : موتوا قبل ان تموتوا .
ابوبكر القاضى
كاردف
17 يناير 2014
[email protected]