هل صحيح أن البشير سيبقى رئيسا للسودان إلى الأبد وما سوى ذلك دغمسة؟
بقلم:- حيدر قالوكوما أتيم
تعجبت كثيرا عندما قابلنى احد الرفاق بالبشر والترحاب للتصريح الذي أدلى به عمر البشير والذى اكد فيه عدم نيته الترشح لولاية أخرى بعد الانتهاء من دورته الحالية التى تبقى منها أربع سنوات،الغريب في الأمر هناك كثيرون ممن هللوا وكبروا لهذا التصريح الذى فعلا يعد بارقة امل لمن فقد الامل تماما برحيل الدكتاتور الجاثم على صدر الشعب السودانى زهاء ربع قرن من الزمان اهلك فيها الحرث والنسل واذاق الناس كؤوسا من الموت الزؤام ، تصريحات البشير و تصريحات بعض المنسوبين لحزبه هذه الايام سبقهم إليها دكتاتور مصر المخلوع الذى قال بعد فوات الاوان بانه ما كان يسعى للتوريث او الترشح لولاية اخرى فى خطوة سعى فيها لاستدرا ر العطف من شعبه الذى صمم بان لا يرهن نفسه لمثل هذه التضليلات واستمر فى تظاهراته الى أن أنجز مهمته بالكامل بطرد النظام .الدكتاتور المحاصر فى صنعاء هذه الأيام كررما قاله صاحبه المصري ولكن يبدوا ان شعبه فهم الدرس ولا اعتقد بان يترك له الفرصة لاستعادة الانفاس للقضاء على الثورة، واليمنيون الآن قاب قوسين اوادنى من تحقيق هدفهم بكنس الدكتاتور ،إذن ما صرح به عمر البشير هو استباق لثورة باتت وشيكة وما تلك التحركات الشبه يومية التي تحدث في الخرطوم وامدرمان هذه الأيام رغم محدوديتها والتي سرعان ما ينقض عليها ميليشيات النظام، كتلك التى سيرتها المراة بالامس ،ثم الاعتقال الذى تعرض له بعض قادة المعارضة في ميدان ابوجنزير قبل يومين وعلى رأسهم زعيم الحزب الشيوعى الاستاذ ابراهيم نقد, والاعتقالات التى قبلها الا بروفات وإرهاصات لما ستؤول اليه الامورفى الايام القادمة, خاصة بعد ان اصبح الشعب مهيأ لها والظروف باتت مهيأة كذلك،رغم التثبيط الذي تمارسه اجهزة النظام الاعلامية والامنية ،تصريحات قادة النظام بعدم ترشح رئيسهم مجددا يجب الا توخذ على محمل الجد،لان السلطة بالنسبة للبشيرمغنم ،كما انها حماية من مطاردات المحمكمة الدولية التى لا عاصم منها الا السلطة التى يتمترس خلفها راس النظام,والسبب بسيط اولا :- النظام ارتكب جرائم في دارفور يعرفها القاصي والداني وهى جرائم تتعلق بابادة جماعية وجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية ،التي تعتبرالاخطر من نوعها فى العالم، وليس له ما يدافع به عن نفسه امام المحكمة الدولية التي تطارده إلا السلطة, ولهذا الغرض يمكن أن يجند الملايين بل حتى النساء والأطفال إذا دعت الضرورة ومن أبناء الضحايا أنفسهم لحماية نفسه من اى محاولة داخلية او خارجية لتغييره، وما الذى يمنع من ذلك طالما السلطة والمال بيده ،ثانيا البشير ما جاء للسلطة ليتركها يوما ما لغيره، ولكنه جاء ليبقى فيها إلى أن يموت أو تنتزع منه ,لان المحافظة على السلطة بالنسبة له عبادة على حد زعمهم ,بغض النظر عن كيفية أدائها ويتجلى ذلك من شعاراتهم(هي لله..الخ)وغيرها عشرات من الشعارات الدينية لتحقيق مصالح دنيوية عملا بفقه الضرورة الذي يبيح لهم فعل اى شيء للحفاظ على السلطة حتى لوكانت منافية للأخلاق.
وما المؤتمر الخاص بالقدس الذى عقد بالخرطوم الا محاولة لصرف الانظار عن المطالب الاساسية للشعب السودانى المتمثلة فى الديمقراطية والحرية والعيش الكريم,كما رأيتم كيف حاول رئيس النظام استغلال الحدث لدعاية سياسية لنفسه لقضية الشعب الفلسطيني العادل ,وقد رأيتم التملق والهرولة والتوسل التى يقوم بها عمر البشير نحو مصر واسداء التبريكات على الثورة المصرية والعزف على الشعارات القد يمة كوحدة وادي النيل وترديد كلمات مثل :- مصر هي الأمة وهى الرائدة وهى وهى…..الخ ما هى الا تعلقا بأستار الثورة المصرية وخشية انتقال عدواها التي لا مناص منها, ولكن لسوء حظه لم يقابله فى زيارته الاخيرة لمصر من القوى السياسية الجماعة الإخوان المسلمين الذين تربطه بهم انتماء سابق حيث تم استجلاب فكرة هذه الجماعة إلى السودان بواسطة الإخوان المسلمين فرع السودان ,لان الشعب السوداني أصلا موجه من مختلف قادته منذ الاستقلال ليكون تابعا لمصر في كل شيء ثقافيا واجتماعيا وسياسيا،
البشير كان يتعاطف مع النظام المخلوع في مصر باعتباره قدوة للدكتاتورية, ولما كان لهما من اتفاقيات أمنية واستراتيجيات سرية, وكان يظن بأنه لا يسقط لما كان يملكه من ادوات القمع والبطش ،ولكن الشعب المصري خيب ظن البشير وحقق حلمه ،ومهما حاول النظام السودانى من محاولات لإعادة إنتاج نفسه لمسايرة الثورة فسيكون الفشل حليفه لان ما قام به عمر البشير فى الثلاثين من يونيو ليست ثورة شعبية ولكنه سرقة سلطة بتحويل البلاد من ديمقراطية نامية الى وضع فوضوى ظلامى باستخدام الدين الحنيف كسلاح للاحتيال والارتزاق والإرهاب وتحويل الوطن إلى دكتاتورية دينية مليئة بالنفاق والفساد والظلم والابادة الجماعية.
إن فكرة الرحيل ما هى الا بنج يريد به النظام تخدير الشعب حتى لا يثور,ولكن هل الشعب السوداني المحكوم بالحديد والنارلمدة 22 عاما هل يصدق تلك الهلاويس والترهات ؟ وهل هو مستعد لدفع مزيد من الثمن على خرافات هذا النظام وتهورا ته وفشله وفساده وتشبثه بالسلطة ؟حتى فصل ثلث الوطن ارضا وشعبا عزيزا، طمعا فى حكم ما تبقى من الوطن الى الابد ،لاعتقاده بانه لا يوجد من القوى الشمالية تستطيع نزع سلطته بعد انفصال الجنوب الذى تحكمه الحركة الشعبية المهدد الخطير لسلطة البشير سابقا مستغلا ضعف المعارضة التي بعض قادتها يقولون أنهم يخشون صوملة اوافغنة إذا قامت ثورة شعبية في السودان وغيرها من الفزاعات، وهل نحن الآن افضل من الصومال ؟اذاكانت الاجابة بنعم، اى افضلية هذه؟ فى بلد يقتل فيه العشرات والمئات يوميا،حتى أصبح السودان وفق معايير دولية واحدة من اخطر البلاد في العالم التي ينعدم فيها الأمن والطمأنينة، وارتد السودان بسياسة هذه الحكومة الى الجاهلية الاولى تنعق فى سمائه البوم بتسابيح العنصرية البغيضة،أخرها تصريحات الناطق باسم وزارة الخارجية السودانية ضد أهل دارفور، وهذا هو الذي طمان البشير وخاله الطيب مصطفى للاعللان صراحة بان ما تبقى من السودان لا دغمسة فيه ولا شك بانها صارت جمهورية خالصة لإل البيت مبرأة من كل الشوائب تصلح لإقامة دولة عربية نقية ذات يافطة إسلامية ، لكن ما الفائدة من ذلك النقاء الموهوم في ظل ممارسات يخجل منها الشيطان الرجيم، كما هو الحال الآن، وكل ذلك باسم الدين والشريعة الإسلامية.
إذن أيها الشعب السوداني البطل (الفضل) أمامك خياران:- إما أن تنتفض وتثور والنتيجة لا شك فيها .نصر أكيد.(إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر ولابد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر) ,أما الخيار الأخر هو ، وللأسف أن تبقى البلاد والعباد رهينة للجلاد إلى الأبد.
حيدر قالوكوما
0097433490115