هل سيأتي وفد المشير ببعض الحلول؟

هل سيأتي وفد المشير  ببعض الحلول؟
بقلم :شول طون ملوال بورجوك
وكما تناقلتْه  وكالاتُ الأنباءِ ، والمحطات الاذاعية المحليةُ منها والدوليةُ فإن عمر المشير حسن أحمد البشير رئيس جمهورية السودان سيأتي مع وفده المرافق له  إلي جوبا عاصمة جمهورية جنوب السودان في الثالث من شهر ابريل القادم وجاءت فكرة الزيارة هذه في خواتيم الجولة الأخيرة في اديس ابابا  بين الطرفين من جانب الوساطة الافريقية والتي علي رأسها رئيس الجنوب الافريقي السابق ثامبو امبيكي و تأمل الوساطة  أن يأتي اللقاء بالمفيد والجديد تجاه القضايا محل الجدل بين الدولتين..سيلتقي الرئيسان  البشير والرفيق سلفا كيروستكون علي  المنضدة ، وسط  المسافة  التي ستفصل بين الرجلين ،عدة قضايا شاقة ومعقدة سيحاول الطرفان التطرق
اليها لعل وعسي يجدان لها مخارج او العثور علي حلول لها ومنها علي سبيل المثال النفط نقله والمتاجرة به،الحدود تحديدها ورسمها علي حافة حدودي البلدين،والعلاقات التجارية ومسائل اخري عديدة  مهمة و معلومة لمعظم المتتبعين للشأن السياسي وخاصة الشق الخلافي بينهما..
سيأتي البشير الي جوبا وهذا،إن شاء الله، لا شك فيه  سيحدث وسوف يتحقق طالما هو قادم الي العاصمة الجنوبية بدعوة رسمية من القيادة الجنوبية السياسية و الحكومية ولكن الذي تعجز العيون من رؤيته بوضوحة من علي البعد الزمني المتبقي ، من الاَن حتي الثالث من ابريل الاَتي ، هو: هل ستخترق مباحثات يوم او يومين جدار الخلاف السميك الفاصل بين الدولتين او الطرفين؟…في اعتقادنا ان البشير لن يحمل معه  في جيبه مفاتيح تفتح بها النوافذ المغلقة  في  وجه الاتفاق والوفاق والوصول الي تسوية في امتحان ملاحق تطبيق  مقررات نيفاشا، تلك المسائل الشائكة والمعقدة التي ظل الطرفان من حين الي اخر يعجز عن الاتيان بحلول لها منذ المصادقة علي هذه الوثيقة قبل ستة أعوام أويزيد.  ربما يشاطرنا الكثيرون من الناس  ذات التفكير وذلك لسبب بسيط  وهو أن قبول  البشير بالحضور الي جوبا ليس للبحث أوالتنقيب عن الحلول للمسائل المختلف عليها والتي سيجدها الوفدان فوق طاولة الكلام  اوالنقاش .
فكرة الزيارة من طرف لجنة الوساطة الافريقية ولقاء الرئيسين في جوبا ،في رأينا غير موفقة الي حدما،كان في الامكان اجراء التباحث في مكان اخر غير جوبا وغير الخرطوم  ولكن يبدو كان علي وفد حكومة الجنوب قبولها  وعدم رفضها رضوخا لمقتضيات ابجديات فن السياسية والتسيس لأن  البشير، سيداتي أنساتي  سأدتي، سيأتي نعم ولكن في دماغه أجندة أخري مختلفة تماما مما تخيلونه أنتم، ومع ذلك قدمت له دعوة رسمية  من قبل حكومة الجنوب كي لا تضع حكومة جمهورية جنوب السودان نفسها وشعبها معا في زاوية صغيرة حرجة ضيقة لأنها  إن قالت لا لزيارته لكونه متهم و مطلوب دولي ودليلها مذكرة  لويس أوكامبو والتي بين ايديها الان نسختها يتصفحها الكل بوضوح تام وهي تقول: بشير السودان يُطلَبُ القبضُ عليه حيا ليؤتي به الي لاهاي مكبلا مقيدا مكلبجا للمثول امام العدالة الدولية،لماذا لأنه بأمر منهم وبعلمه التام  قتل جنوده وجنجويده مئات الالاَف من البشر سودانيين دارفوريين افريقيين مدنيين عزل ابرياء،بإذن منهم اغتصب جنجويده وجنوده ألاَف النساء الدارفوريات،بتعليمات من القائد المشير البشير أُحيلت ألاَف قري إثنيات محددة  في ولايات دارفور الثلاث إلي رماد…الخ وكلها مسجلة وموجودة وموثقة في قراطيس العدالة الدولية جرائم ومحاذير جسيمة و كبري يعاقب مرتكوبوها قانونا !!… ولو قالت حكومة الجنوب تأسيسا علي ما سبق ” نحن لا نريد وفي قلب عاصمتنا جوبا مصافحة ايدي ملطخة بدماء بني جنسنا ،افارقة مثلنا ولا نعانق صدورا ملاََي حقدا وغِلا وحسدا علي كل افريقي موجود في السودان”..  لو شرحنا كل هذا لهم وللعالم كله أكيد سيصف البشير والمجتمع العالمي القادة الجنوبيين بأننهم دعاة الفتنة والإثارة  فكيف يرفضون استقباله وهو  ووفده  وكلهم ركبُ  يحمل كل فرد منه بيده اليمني غصن زيتون نضر رمز المحبة والإخاء،إن فعل القادة الجنوبيون هذا فسيأمرون جنود اعلامهم،طبعا، بشن حرب كلامية ليقولوا في حق الجنوب والجنوبيين سئ الحديث  حتي المحظور نطقه  دوليا .
تجنبا لهذا السيناريو ذهبت حكومة الجنوب منحي اخر واختارت القبول وقالت  مرحبا مرحبا بفخامة رئيس جمهورية السودان البطل و الشقيق داعي السلام والمحبة والوئام وحامل لواء السماء المقدس وقائد المشروع الحضاري القرني الذي يراق له طيلة هذه السنين  كل الدماء كي يضخ في شرايين الشعب السوداني بعد اكتماله دماء عربية ، أنقي دماء !!!!.. لكن واكرر لكن الطامة الكبري ، أيها الناس ، أن البشير هذا ومن سيأتي معه ومن سيتخلف ويبقي خلفه هناك في الخرطوم من ملته سيضحكون علي الجنوب ضحكة ثعلبية ماكرة   في خفاء،ساخرين منهم بأن القيادة الجنوبية(عديل كدا دقست) وسيرددون في صمت قائلين أي سلام يتحدث هؤلاء؟ سلام ماذا  يتكلمون ونحن نقصف بشكل يومي بطائراتنا المقاتلة مناطق داخل حدود بلادهم بعد أن  ضربنا عليهم حظرا وحصارا  اقتصاديا محكما؟!! وأخالهم يضيفون سرا “نحن أصلا جئنا  الي جوبا عشان نثبت لناس محكمة أوكامبو والمره الجديدة الاسمها فاتو بنسودا إنو نحن رغم حصار بتاعكم لينا لسة عندنا مساحات واسعة شاسعة  نتحرك فيها بحرية تامة وجوبا ذاتها جزء منها”…
حقيقة لسنا من عشيرة زرقاء اليمامة اليمانية وبالتالي لا ندعي أننا نبصرُ شجرا علي بعد الثالث من ابريل يسير ولكن تكرار حدث واحد من شخص واحد ألف مرة يجبرك علي القول بأن ذلك  الانسان يتوقع منه أن يأتي بنفس الفعل والتصرف للمرة الالف زائدا واحد ،البشير و حزبه كثر تنسلهما وتملصهما من مواثيق سلام  قد مهروها هم ببصماتهم وايضا كثرا الاصرار علي أن السراب هو الماء والماء هو السراب ،البشير ووفده ، أيها الناس، ستطأ ارجلهم أرض الجنوب بجوبا و في أعماقهم اصرارٌ و تمسكٌ كبيران بالمبلغ 36 دولارا تكلفة  برميل  واحد كي يجد طريقا  عبر السودان الي سوق خارجي عالمي ليباع..المشير سيأتي ووفده الكريم ليثبتوا  للجنوبيين شمالية ابيي بنسبة100 %!!!.. الرئيس سيحضر وفي رأسه أن المؤتمر الوطني بجيشه ودفاع شعبه وجنجويده قادرون علي تصحيح ما اعوج في مسار تاريخ الانقاذ ،يمكنهم إسترجاع الابن الضال الي  رشده الي حظيرة السودان  الافريقي الكبير الذي كان ، ليس بأخوي وأخوك وليس  بألتي هي احسن بل بألتي هي اسوء ، رجالة وحمرة عين!! فهل من أحد هنا في صفنا يقف علي مقربة من هذا الذي يقوله البشير؟  قريبٌ منه جدا جدا جدا ،علي بعد ألف ميل منه  مثلا…
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *