هل تصدق تقسيم الحركة الشعبية الشمالية إلى قسمين ؟

الحلقة الخامسة ( 5- 10 )
ثروت قاسم

1- صدق او لا تصدق ؟

في هذه المقالة من عشر حلقات ، نستعرض بإيجاز ، ربما كان مخلاً ، عشر قصص ، كل قصة يصعب تصديقها ، فهي اقرب للخيال منها للحقيقة ، ولكن كل قصة من هذه القصص العشر قد حدثت فعلاً ، والله اعلم .

استعرضنا في الحلقات الاربع الأولى من هذه المقالة اربع قصص عصية على التصديق ، ونواصل في هذه الحلقة الخامسة إستعراض القصة الخامسة .

2- القصة الخامسة :

نستعرض في هذه الحلقة الخامسة من المقالة ال

قصة الخامسة التي يصعب تصديقها ، وتحكي عن ( إحتمال ) تفكيك الحركة الشعبية الشمالية إلى قطاعين : قطاع لاقليم جبال النوبة وقطاع ثان لإقليم النيل الازرق .

3- تسلسل زمني للأحداث ؟

+ في يوم الاثنين 6 مارس ، بدأت في كاودا في جنوب كردفان دورة الانعقاد الأولى لمجلس تحرير إقليم جبال النوبة ، وإنتهت في يوم السبت 25 مارس 2017 … 20 يوماً طويلاً من المناقشات ، التي أثمرت بياناً ختامياً ضافياً ، وافق عليه ، وبالإجماع ، كل المجتمعون الذين مثلوا 75% من العضوية الكلية للمجلس .

مجلس التحرير هو أعلى سلطة سياسية وتشريعية للحركة بإقليم جبال النوبة .

شارك في إجتماع المجلس ( كل ) قادة الفرق والالوية العسكرية ، بقيادة اللواء جقود مكوار واللواء عزت كوكو ،رئيس ونائب رئيس الاركان المشتركة لجيش الحركة ، على التوالي .

+ في يوم الثلاثاء 7 مارس ، قدم القائد عبدالعزيز الحلو استقالته المُسببة ، كنائب لرئيس الحركة الشعبية الشمالية ، لمجلس تحرير اقليم جبال النوبة .

+ في يوم الاثنين 20 مارس ، أعلن الفريق مالك عقار تسلمه لخطاب إستقالة القائد عبد العزير ، وإن المكتب القيادي للحركة سوف يبت في امرها في حينه . ولكنه القى بالائمة على القائد عبدالعزيز ، لانه عنون خطاب إستقالته لمجلس تحرير اقليم جبال النوبة ، وكان المفروض ، دستورياً ، ان يعنونها له كرئيس للحركة وللمكتب القيادي . برهن القائد عبدالعزيز ، بخطوته هذه ، بأنه لا يعترف بالمكتب القيادي ولا برئيسه الفريق مالك عقار ، مما يوضح إتساع فجوة الثقة بين القائدين .

+ في يوم الثلاثاء 21 مارس ، اصدر السيد الامام بياناً للناس داعياً فيه قادة الحركة الشعبية ومجلس تحرير اقليم جبال النوبة للوحدة ، ونبذ الفرقة والتشرذم ، لأن في وحدتهم قوة للعمل المعارض ، وتفويتاً لشماتة الشامتين .

وكما قال حديث نبوي شريف :

ما ضل قوم بعد هدي كانوا عليه، إلا اُتوا الجدل .

4- قرارات مجلس اقليم جبال النوبة .

+ في يوم السبت 25 مارس صدر البيان الختامي لإجتماع المجلس .

إتخذ الإجتماع عدة قرارات ، نختزل ادناه سبعة منها :

اولاً :

+ يتم إنعقاد المؤتمر القومي الإستثنائي للحركة الشعبية الشمالية قبل 25 مايو 2017 لإجازة المانفستو ، وكتابة دستور جديد ، وإنتخاب مجلس التحرير القومي لاقليمي جبال النوبة والنيل الازرق ، والمكتب القيادي بما في ذلك رئيس الحركة ونائبه والامين العام .

ثانياً :

+ الإبقاء على حق تقرير المصير لاقليم جبال النوبة ، في مدابرة لاعلان باريس في يوم 8 شهر 8 سنة 2014 ، الذي وافقت علية الحركة .

ثالثاً :

+ بقاء جيش الحركة ( واقفا ) بعد اي تسوية سياسية مع نظام البشير ، في مدابرة لاعلان باريس .

رابعاً :

+ الابقاء على تكوين الحركة من اقليمي جبال النوبة والنيل الازرق ، وعدم تقسيم الحركة لقسمين .

خامساً :

+ تكوين وفد جديد للمفاوضات مع نظام البشير .

سادساً :

+ رفض استقالة القائد عبدالعزيز الحلو .

سابعاً :

+ اقالة القائد ياسر عرمان من جميع مناصبه .

الامر الذي يؤسف له الكراهية المستعرة التي ابداها المشاركون في الاجتماع للقائد ياسر عرمان ، وتحفظهم على تطييب السيد الامام له بدلاً من تطبيبه ، متناسين ان السيد الامام لم يعلق على وضعية القائد ياسر عرمان التنظيمية في الحركة .

5- رفض الفريق مالك عقار لقرارات المجلس ؟

+ في نفس يوم السبت 25 مارس ، اليوم الذي اقال فيه مجلس تحرير اقليم جبال النوبة القائد ياسر عرمان ، الأمين العام للحركة ، من جميع مناصبه ، ارسل القائد ياسر عرمان ، بالتشاور مع الفريق مالك عقار ، رسالة للدكتور علي الحاج الامين العام المنتخب لحزب المؤتمر الشعبي والسادة المؤتمرين ، موقعاً الرسالة بوصفه الامين العام للحركة .

هذا الإجراء يرسل إشارة قوية وواضحة ، لكل من القى السمع وهو شهيد ، بان الفريق مالك عقار ، وكذلك القائد ياسر عرمان ، لا يعترفان ولا يوافقان على قرار المجلس بتنحية القائد ياسر عرمان من منصبه كأمين عام للحركة ، وكرئيس لوفد التفاوض مع نطام البشير .

+ في نفس يوم السبت 25 مارس ، وصل الفريق مالك عقار ، والقائد ياسر عرمان ، ومرافقوهم من قادة الحركة إلى كاودا ، وانخرطوا في اجتماعات مكثفة مع قادة مجلس تحرير اقليم جبال النوبة من السياسيين ( والعسكريين ) ، في محاولة لحلحلة الأزمة التي فجرها القائد عبدالعزيز بتقديمه لخطاب استقالته ، وقرارات المجلس المدابرة لإعلان باريس .

ولا تزال الاجتماعات مستمرة بين وفد الفريق مالك عقار ، ومعه القائد ياسر عرمان ، والقائد صديق المنسي حاكم مناطق الحركة في اقليم النيل الأزرق ، وكبار القادة العسكريين في الجيش العاشر للحركة في اقليم النيل الازرق من جانب ، ومن الجانب المقابل وفد اللواء جقود مكوار ، رئيس هيئة الأركان ونوابه وكبار ضباط الجيش التاسع للحركة في اقليم جبال النوبة ، وحاكم مناطق الحركة في اقليم جبال النوبة ، القائد سليمان جبونا .

لم يشارك القائد عبدالعزيز الحردان في هذه الاجتماعات .

6- السيناريوهات الثلاث ؟

+ يمكن ان تستولد هذه الاجتماعات والمفاوضات المكثفة سيناريو من هذه السيناريوهات الثلاث المحتملة ، أو سيناريو رابع لم يدخل في كرتنا البلورية :

السيناريو الاول :

+ السيناريو الاول هو السيناريو الاسود الذي يقود إلى تفكيك الحركة الشعبية الشمالية إلى قطاعين :

قطاع اقليم النيل الازرق ، وقطاع اقليم جبال النوبة .

هذا السيناريو ليس بمستبعد لعدة اسباب ، نذكر منها ، مثالاً وليس حصراً ، ثلاث اسباب :

+ السبب الاول :

لن تكون هذه هي المرة الاولى للإنقسام ، فقد انقسمت الحركة الشعبية الام الى قطاعين لاسباب اقل حدة : قطاع سلفاكير وقطاع رياك مشار ، كما قسم الفريق مالك عقار الجبهة الثورية إلى قطاعين . وحتى السودان ، فقد قسمته الحركة الشعبية الام الى قسمين ؟

+ السبب الثاني :

سوف يكنكش الفريق مالك عقار في القائد ياسر عرمان ، عينه التي يرى بها ، وأذنه التي يسمع بها ، ويده التي تجلب له الدعم المادي والعسكري واللوجستي . لا يمكن ان يفرط الفريق مالك عقار في اوكسجين ياسر الذي يمده بالحياة والنماء .

في المقابل ، فقد كجن مجلس تحرير اقليم جبال النوبة القائد ياسر عرمان بالله واحد ، وقال فيه :
( كل ) شئ ولا ياسر ؟

وبالتالي فمحاولة اقناع المجلس القبول باستمرار القائد ياسر اميناً عاماً للحركة ، تحاكي محاولة ادخال الجمل في سم الخياط ؟

+ السبب الثالث :

يرفض مبيكي ومعه الاتحاد الافريقي والترويكا ومجلس الامن الموقف الانكفائي الذي اتخذه مجلس تحرير اقليم جبال النوبة بتحلله من التزامات اعلان باريس التي وافق عليها المجلس والحركة في اغسطس 2014 ، والتي تم البناء عليها في اعلان اديس ابابا في سبتمبر 2014 ، وفي قرارات مجلس السلم والامن الافريقي في اجتماعه رقم 456 في سبتمبر 2014 ، وفي اجتماعه رقم 359 في اغسطس 2015 ، وكانت محصلتها خارطة طريق مبيكي التي وقعت عليها الحركة في اغسطس 2016 ، والتي تعتبرها المعارضة والقوى الاقليمية والدولية المرجعية الحصرية للحوار الوطني الجاد بمستحقاته .

لن يستجيب مجلس تحرير اقليم جبال النوبة لضغوط المجتمع الدولي ومبييكي والمعارضة ، وسوف يصر على مخرجات اجتماعه ، مما يعني فرافه لقطاع النيل الازرق ، فراق الطريفي لجمله .

السيناريو الثاني :

+ السيناريو الثاني ان يصير الفريق مالك عقار رئيس وفد التفاوض مع نظام الانقاذ ، ويبقى القائد عبدالعزيز في موقعه ، وكذلك القائد ياسر عرمان كأمين عام للحركة ، حتى المؤتمر العام للحركة قبل 25 مايو 2017 .

ويبقى موقف الحركة كما هو مُضمن في إعلان باريس ، وبالاخص نبذ حق تقرير المصير ، ونبذ الخيار العسكري الهجومي ، وتفكيك جيش الحركة بمجرد الوصول إلى تسوية سياسية مع نظام البشير .

السيناريو الثالث :

السيناريو الثالث يشابه السيناريو الثاني ، وهو ان يتم تجميد الموقف كما كان في يوم الاثنين 6 مارس 2017 ، وحتى إنعقاد المؤتمر العام للحركة الشعبية الشمالية .

في المحصلة : الموقف عجاجي ، ويمكن ان يحدث الشئ ، أو عكسه تماماً ؟

إنتظروا نتائج مفاوضات كاودا ، إنا معكم منتظرون ؟

Facebook page :
file:///C:/Users/hp/Desktop/1SkpgUir.htm

Email:
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *