حسن اسحق
الاسبوع الاخير من شهر ديسمبر من العام الماضي اعتقل الناشط تاج الدين عرجة من داخل قاعة الصداقة امام حضور كثيف لقيادات سياسية ومنظرين لتقييم ملتقي ام جرس الاول الذي عقد في دولة تشاد لمناقشة مخرجات الملتقي لحل كارثة دارفور، تاج الدين عرجة لم يكن حاملا لبندقية، ولكن كان حاملا لكلمات صادقة، وهتف في وجهي الرئيس دبي وعمر ،انهما سبب كارثة دارفور، ويتحملان الوزر الاكبر لانسانها النازح واللاجئ.اعتقل من داخل قاعة الصداقة، تلك القاعة التي سميت بالصداقة، وليس لها علاقة بالصدق والانسانية،قد عاني المدون عرجة حياة النزوح واللجوء، كل هذه المأساة الانسانية لم تؤثر في مقاومته لدولة الشر،كان همه الاول والاخير ان يقولها في وجه الطاغية والديكتاتور انك السبب لازمة اهل دارفور. من كانوا حضورا ومشاركين ساهموا في الصمت المخجل، يرون عرجة يساق امامهم الي معاقل الاعتقال اثروا السكوت، وهم سكتوا عندما اعلن مطلوب الجنائية، قضاءه علي التمرد، لم يقضي الثوار بل قضي علي حياة الاستقرار لانسانها، من حرق وسلب وتشريد واغتصاب. ان الجلاد مهما بذل من مساعي لقمع المناضلين الاحرار والثوار الشرفاء، لن يمتلك القدرة علي شل انتفاضتهم وخنق كلمتهم،وتكسير ارجلهم،كل الوسائل فشلت. اكثر من 4 اشهر قضاها تاج الدين في المعتقل لم ينحي ولم ينتكس، وخرج في هذا الا سبوع مرفوع الرأس وعالي الهامة. فشل الاعتقال في ردعه، وفشل النظام في محاصرة كلمته. ان تاج الدين عرجة وسعيد محمد العوض، وصديق نورين وغيرهم من اغتالهم جهاز الامن في الدمازين، كانوا وقودا للحقيقة الصادقة التي زلزلت الامن، ان تاج الدين عرجة يؤمن بمقولة الفيلسوف اليوناني بروتاغوراس (الانسان هو مقياس كل شئ)، لانه هو انسان صادق، تجرأ وقالها امام الرئيس، في حين سكت الانتهازيين خوفا لمصالحهم، لا مصالح اهلهم السودانيين، وكيف لشاب صادق ان يتجنب الحقيقة، وهو يري ويسمع ان اهله يموتون في كل ثانية عبر طائرات الانتينوف ومسلحي المليشيات، ويدعو النظام الجميع للمشاركة ، وفي اللحظة ذاتها يسلح المسلحين الموالين للقتل وتجديد الابادة الثانية. ان وقوفه امام الجلاد، تأكدت حقائقه بعد اسابيع من العام الجديد،بدأت الابادة الثانية، في جنوب شرق ولاية جنوب دارفور، ومناطق شمال دارفور في سرف عمرة. كان وقوفه يحكي عن تكتيك فاشي مرتقب، وتجهز له الحكومة كل معداتها من قوات الدعم السريع، واسلحة وعربات تنفذ الابادة الثانية، عرجة كان نورا في ظلام،خرج عرجة، واعتقل الا من نفسه..
[email protected]