حسن اسحق
الصيف الحارق والفصل النهائي ،سمعنا هذه الكلمات حتي اصابنا الملل ،وما المغزي من هذا كله ،فهو اعلامي ليس الا ،لايغني ولايفقر ، فقط يثير الاستياء والغضب . الكثرة من ذكر الفصول النارية ذات السخونة لسرقة الفوز المرتجي ، واقعيا لا ، هي الهزائم ذاتها،بعد يوم من تصريح مساعد الرئيس وتوعده المسلحين بألحاق الهزيمة وصيفهم سيزداد حريقا،تلقي هزيمة في منطقتين في جنوب كردفان الاولي في ضليمة شمال مدينة الدلنج والثانية في كرتالا شرق الدلنج، وحسب مانشر في المواقع الالكترونية ان الجيش كبد خسائر كبيرة في المعدات والارواح وفر الجيش داخل مدينة الدلنج ، لم يستطع الصمود والثبات . يبدو ان التصريحات جاءت بعكس مايرغب به الجيش والنظام، كل اقواله في هذه الفترة هي الوعيد والتهديد من جهة والدعوة الي الحوار باليد الاخري. ان الجيش اصابته لعنة التصريحات الاخيرة من وزير دفاعه والرئيس حتي مساعده الذي بدي مذعورا في حشده بولاية نهر النيل،فهذا ما وضع الجيش في كماشة الجبهة الثورية ومطرقة الهروب الي المدينة للاحتماء بالمواطنين وجعلهم دروعا .ان الهروب من المنطقتين واسر ضابط برتبة ملازم قابله قصف الجيش بالطيران في منطقة الانقسنا بعد فرار المواطنين منها والاتجاه حيث الامن والامان في الجنوب،فلم يسلموا من صواريخ الطائرات والقنابل المدمرة طاردتهم حتي حدود دولة الجنوب ،وصل البعض مصاب بالملاريا والاسهالات،بعد ان خلفوا عشرة قتلي منهم سبعة اطفال وجرح اكثر من 100، كل هذا بطائرات الجيش الحربية . عندما تبدأ اللعبة الصيفية سيدخل بقية المدن ككادوقلي وغيرها . هذا الحماس الزائد ، يشابه نشوة ( السكير) بصراعه للاسد او النمر ، وليس في يده شيئا لمقاومته . ربح اصحاب القضية في فصل برودة الشتاء ، وفرت المليشيات قبل فصل مابعد (البرد) . قتل اطفال الانقسنا اثناء التوجه لمكان يحفظ ارواحهم بعد ترك الارض والزرع، لاحقتهم الصواريخ لتغلق اخر طريق يؤدي الي فرحة الامل المتبقي من شهور سبقها الصراخ وتدفق انهار الدماء . هل النهاية في هذه المناطق ، ام بداية لايام اكثر عنفا ، هل هذه خطوة الي الامام ، وفتح طريق حتي الوصول الي الضفة الاخري من النهر، بعد طول انتظار ؟. اقسم القط امام اقرانه وشدد علي ضرب النمر حتي يصرعه ارضا ، وعندما سمع خطوات قدومه ،تواري عن الانظار تاركا اصدقاءه غنيمة صيد سهلة لعدوه اللدود. الجري ليس عيبا في كرتالا وضليمة، ومنع قتل اطفال الانقسنا يعاقب عليه النظام ،انه سباق الهروب…
[email protected]