لأنًنا لم نعد نطيق فشل الحكومة و فسادها ، و لا نريد الموت بسبب المرض و الجوع و الذل و الهوان… بخلاف الكثير من الأسباب الأخرى..، سندخل في عصيان مدني مفتوح إبتداءاً من اليوم الأحد الموافق 27 نوفمبر ، إن سألت .. كيف يسقط النظام و أنت جالس في بيتك؟ الاجابة أنً الجلوس في البيت يعني إصابة الحكومة بالشلل لأنً ذلك يؤدي لتوقف الضرائب التي تتحصلها والجبايات و المعاملات التي تكسب منها أموالاً، و ستتأثر مؤسساتها و شركات منسوبيها بالمقاطعة لأنً الناس لم يعودوا يتعاملوا معهم أو يشتروا بضاعتهم أو خدماتهم…، من ييقاطع النظام و يجلس في بيته سيشجع الآخرين لانتهاج نفس الفعل،… و من يجلس في بيته لن يكتفي بمجرد الجلوس، بل سيعتصم في الميدان الرئيسي مع بقية سكان الحي..، و سيضرب الموظفين و العمال و السائقين و التجار عن العمل و بذلك ستشلً الحركة و تسقط الحكومة كما حدث في الكثير من مناطق العالم، و في السودان تحديداً في أكتوبر و أبريل…، أضف لذلك أنً الانشقاقات في صفوف النظام ستتوالى و بالتالي كل الطرق تؤدي لاسقاط النظام..
قبل التذكير بدور كل فرد لا بد من توجيه رسالة فخر و إعزاز لما تقوم به أخواتنا وبناتنا و أمهاتنا من
أعمال ملهمة و تضحيات تفوقن بها بجدارة على الرجال ، التحية لأخواتنا و بناتنا اللائي خرجن للشوارع ، التحية للأطباء و الصيادلة و الطلاب، و لكل قطاعات الشعب السوداني .. ، أمًا من منعه (أي سبب كان) من الخروج أو يتحجج بمانع ديني فإن الفرصة لا زالت سانحة للمشاركة ، و من منعته كثرة خطاياه بحق الوطن و الشعب و يعيش في صراع مع نفسه و كاد ضميره أن يصحو فباب التوبة مفتوح حتًى حشرجة الروح… ، و دوره مهم و قد يكون مفصلياً، فقط الوقوف مع الحق …و من لم يعرف الحق عليه معرفة أهل الحق فهم كثر و في كل مكان.
بدأت بوادر نجاح العصيان تلوح في الأفق حتى قبل أن يبدأ، نار الثورة قد اشتعلت و لا تستطيع أي قوة كانت اخمادها، .. هنالك شرط واحد للمحافظة عليها مشتعلة و هو المشاركة الواسعة و وقوف أهل الحق مع قضيتهم و العمل على انتزاع حقوقهم بأيديهم، إذاً المشاركة الواسعة من جميع قطاعات الشعب السوداني شرط لا بد منه، عليك أن تحدد موقفك، و ما المطلوب منك شخصياً، بصفة عامًة كل مواطن سوداني بالداخل أو الخارج ضمن الشرائح التالية :
جميع أفراد الشعب المتضررين من النظام عليهم مقاطعة المتعاونين معه اجتماعيا و اقتصاديا، وعدم التعامل مع مؤسساتهم مثل البقالات والعيادات والمستشفيات و محطات الوقود و المخابز …. بدءاً من اليوم و لأجل غير مسمًى…، المهم الآن الالتزام بالثلاثة أيام الأولى…و هذا مع بساطته إلاً أنًه لا يقارن بعظمة النتيجة ..
الموظفات و الموظفين و اصحاب الأعمال الخاصًة عليهم عدم الذهاب للعمل بدءاً من اليوم و لمدة ثلاثة أيام..، بعدها ستحدد الخطوة التالية و ستعلن عن نفسها بنفسها…، المهم الالتزام بفترة الثلاثة أيام.
ربات البيوت و العاطلين عن العمل عليهم البقاء داخل المساكن وتعليق لافتة على المنزل تفيد بأنهم معتصمون، و من يستطيع منهم الخروج للميدان الرئيسي في الحي و الجلوس مع بقية مواطنيه..، ستكون هنالك مخاطبات و رسائل موجههة للناس ترشدهم لما يفعلون، و عليهم من داخل اعتصامهم تسمية من يتحدثون باسمهم و يمثلونهم شرعياً..
أهالي المعتقلين و معارفهم و اصدقاءهم عليهم الاعتصام امام مكاتب الأمن والشرطة و رفع المذكرات الاحتجاجية و رفع مذكرات للمندوب السامي للأمم المتحدة لحقوق الانسان و السفارات الأجنبيه..و فعل ذلك في شكل مسيرات.. .
على جميع مواطني الأحياء من الشابات و الشباب الخروج من منازلهم و الجلوس في الميدان الرئيسي للحي، و حصر المتعاونين مع النظام…يمكن أن يكون أكثر من ميدان، يجب أخذ صور من التجمعات و ارسالها عبر الواتساب و نشرها في تويتر و فيسبوك…، هذا كفيل باهتمام الرأي العام العالمي و المحلي…و كفيل بنشر الرعب وسط أفراد النظام و أجهزته القمعيًة.
جميع من يمتلكون حسابات في مواقع الفيسبوك و تويتر أن يغيروا صور البروفايل بما يفيد اعتصامهم أو اضرابهم أو حتى تضامنهم..، يجب الانتباه إلى العمل على الأرض أكثر من مواقع التواصل..أو التركيز على الاثنين بنفس قدر الأهميًة، فقط يجب أن يكون هنالك عمل على الأرض و توجيه للجماهير..
على طلاب الثانويات و الجامعات و مدارس الأساس و المعلمين و الأساتذه عدم الذهاب للدراسة أو العمل ، أو الالتزام بعدم دخول فصول الدراسة و الاعتصام في ميادين الجامعات و المدارس..
على منتسبي القوات النظامية أن يدركوا بأنًهم أبناء الشعب و متضررين كغيرهم من شرائحه من ظلم النظام، و يجب عليهم الكف عن حماية الظالمين و رعاية مصالحهم، لديهم الكثير من الخيارات، إما الامتثال البطئ أو رفض التعليمات و الأوامر الشرطية والتعليمات العسكرية، و عليهم في جميع الأحوال عدم اتخاذ أي اجراء ضد المدنيين العزل.
على أئمة المساجد و العلماء و رجال الدين التأكيد على أن النظام الحالي غير شرعي و خارج على السلطة الشرعية في الأصل، لذلك الخروج عليه واجب و يعامل معاملة الخوارج كما في حديث الامام مسلم: سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فإذا لقيتموهم فاقتلوهم، فإنَّ في قتلهم أجراً لمن قتلهم عند الله يوم القيامة” .
على الكتاب ، الصحفيين و الاعلاميين و المدونين القيام بدورهم في رسائل التوعية، و محاربة دعاية النظام بكافة الوسائل و محاربة الاشاعات والأكاذيب التى يطلقها عملاء النظام.
على المنتسبين للتنظيمات السياسية و منظمات المجتمع المدني و الفئات المهنية الحيًة التنسيق بين الجماعات والاحياء المختلفة والمنظمات المهنية والمدنية.
أخيراً المغتربين عليهم تحمل مسؤوليًاتهم والقيام بواجباتهم الأخلاقيًة بدءاً من مهمة العناية بعوائل من يفصلون عن العمل و الدعم المالي و الاعلامي و المعنوي بما يضمن نجاح العصيان و استمراريته و توفير خطوط الدعم له..
صدرت فتوى بتحريم العصيان المدني، ماذا سأعمل؟
من أصدروا الفتوى موظفون لدى النظام يدفع لهم مقابل اصدار مثل هذه الفتاوي التي لا سند ديني أو أخلاقي لها، و لأنً النظام يدرك جيداً خطورة العصيان المدني عليه لذلك صدرت هذه الفتوى المضروبة….،الاسلام يوجب العصيان المدني في حالنا، و من لا يخرج ضدً النظام فهو مقصر في واجبه الديني لأنً الأحاديث الصحيحة تأمرنا بالخروج على الحكام الفاسدين، الظالمين.. الكاذبين.. المنافقين…حتًى تغييرهم، جاء في صحيح الامام مسلم” عن الرسول صلى الله عليه و سلًم: ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره، ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل.
مصطفى عمر
[email protected]