الحزب الحاكم يختار 30 عضوا لمكتبه القيادي معظمهم من الوجوه القديمة
الشرق الاوسط
شن النائب الأول للرئيس السوداني رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان، سلفا كير ميارديت، هجوما عنيفا على «جيش الرب» الأوغندي المتمرد على حكومة الرئيس الأوغندي يوري موسفيني، منطلقا من الأراضي السودانية على الحدود بين البلدين، وقال إنه أصبح «مهددا إقليميا يستوجب حسمه»، فيما كشفت مصادر مطلعة في الخرطوم، لأول مرة، أن زعيم «جيش الرب» جوزيف كوني المطلوب دوليا، موجود الآن في منطقة قرب مدينة «راجا» الواقعة في شمال ولاية بحر الغزال، على الحدود مع ولاية جنوب دارفور.
وكان جدل دار بين الجيش الشعبي لتحرير السودان ومسؤولين في الخرطوم حول مكان زعيم «جيش الرب»، بعد تواتر أنباء بأن كوني وصل إلى إقليم دارفور، وهي أنباء سارع مسؤولون في الحكومة السودانية إلى نفيها.
وقالت مصادر مطلعة في الخرطوم إن «جيش الرب» الأوغندي كثف من وجوده بجنوب السودان، واعتبرت أن كوني بات يمثل مهددا أمنيا للمواطنين هناك. وأفادت المصادر أن زعيم «جيش الرب» موجود قرب مدينة «راجا» بولاية بحر الغزال الجنوبية، وذكرت أنه فر إليها برفقة مساعده أوكووا أوضيامو عن طريق ولاية غرب الاستوائية بعد أن أجبرته العمليات التي يقوم بها الجيش الأوغندي على الحدود على الفرار. وقالت المصادر إن العميد دومنيك اونقوين قائد عمليات «جيش الرب» بولاية غرب الاستوائية الواقعة في أقصى جنوب السودان ومتاخمة لأوغندا هرب بعد تحرك مجموعات قبلية من أبناء قبيلة الزاندي لملاحقته بعد فشل الجيش الشعبي في حمايتهم.
ونفى جاستن لابيجا، ممثل جوزيف كوني بنيروبي، في تصريحات صحافية، أن يكون لـ«جيش الرب» أي علاقة بما نسب إليه من عمليات وحشية ضد المدنيين بجنوب السودان، وقال إن جهات محلية في جنوب السودان تسعى لتوريط «جيش الرب» وإلقاء مسؤوليتها عليه بينما تقوم هي بإثارة القلاقل في المنطقة. وكان صلاح عبد الله قوش المستشار الأمني للرئيس السوداني، نفي بشدة تصريحات لمسؤول في الجيش الشعبي بوجود كوني في دارفور وقال «الجيش الشعبي يدرك أين يتواجد جوزيف كوني».
وفي تصريحات صحافية، حذر سلفاكير ميارديت النائب الأول للرئيس السوداني ورئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان من «خطورة نشاط جيش الرب المتمرد على الحكومة الأوغندية في جنوب السودان»، وقال إن «جيش الرب» أصبح مهددا أمنيا في الإقليم، وأضاف أنه خرج من أوغندا ويوجد الآن في مناطق غرب الاستوائية في جنوب السودان والكونغو وأفريقيا الوسطى وهو في طريقه إلى تشاد ودارفور. ودعا سلفا كير الإقليم كله إلى التوحد ضد «جيش الرب».
في غضون ذلك، اختار مجلس شورى المؤتمر الوطني الحاكم، بعد انتخابات ساخنة، 30 عضوا للمكتب القيادي. وذكرت مصادر مطلعة أن الانتخابات جرت وسط منافسة حادة بين المرشحين الذين بلغوا أكثر من 200 مرشح في المرحلة الأولى تمت تصفيتهم بالانسحاب إلى نحو 130 مرشحا. وعادت الوجود القديمة إلى مقاعدها في المكتب القيادي، ومن أبرز الفائزين: علي عثمان محمد طه نائب الرئيس السوداني ونائب رئيس الحزب، والدكتور نافع علي نافع مساعد الرئيس ونائب رئيس الحزب، وإبراهيم أحمد عمر، وغازي صلاح الدين مستشار الرئيس ومسؤول دارفور في الحكومة، وإبراهيم غندور، ورجاء حسن خليفة، ورئيس البرلمان الحالي أحمد إبراهيم الطاهر، ووزير الشؤون الاجتماعية سامية أحمد محمد، ووزير الطاقة والتعدين الزبير أحمد الحسن، ومستشار الرئيس مصطفى عثمان إسماعيل، ومحمد مندور المهدي، ورياك قاي، وبدرية سليمان، ومهدي إبراهيم، وأحمد علي الإمام، وسمية أبو كشوة، وعوض أحمد الجاز، وسعاد الفاتح البدوي، وعائشة الغبشاوي، وازهري التيجاني، وعوض السيد، وعبد الرحيم علي، وحليمة حسب الله، وفتحي خليل، وأليسون مناني مقايا، وكمال عبيد، وحسن عثمان رزق، وعصام أحمد البشير، والأمين دفع الله، وعبد الجليل النذير الكاروري، والشريف أحمد عمر بدر. وقال رئيس لجنة الانتخابات، هاشم أبو بكر الجعلي، في تصريحات صحافية إن الاختيار والفرز تم بصورة نزيهة وواضحة وعلنية شاركت فيها 15 لجنة، حسب تعبيره. وكان اجتماع شورى الحزب جاء بقيادات جديدة لقيادة مجلس الشورى، حيث تم اختيار مجذوب أبو علي رئيسا لمجلس الشورى، وثلاثة نواب من بينهم النور محمد إبراهيم، ولاحظ المراقبون أن قيادات الشورى أغلبها جاءت من قيادات الحزب في الولايات.