حسن اسحق
كان مشهد الحضور كبيرا يوم الخميس الماضي داخل محكمة الخرطوم شمال، جاءوا ليتضامنوا مع الشهيدة عوضية عجبنا ، التي اغتالها رصاص النظام في مارس 2012 في حي الديم بالخرطوم. حضر الجميع طلاب الجامعات وروابط ابناء جبال النوبة، وناشطين وجيرانها في الحي واقاربها، والمارة امام المحكمة بدأوا يسألون عن سبب التجمهر وصورها التي جعلتهم يقفون، ويستفسرون عن اسباب القتل، وطالب بعضهم باقصي عقوبة لقتلها، ووقعوا علي الاوراق المكتوب عليها، هل انت متضامن مع قضية عوضية عجنبا؟، بعدما شرح لهم الشباب اسباب القتل غير الانسانية. وترقب الحضور من المحكمة قرار إيجابي، بعدما نشرخبر ان محامي الدفاع عن المتهمين طالب بشطب القضية ولاترقي الي جريمة القتل العمد، لان الضابط كان يؤدي عمله. وجاء قرار المحكمة جنايات الخرطوم شمال برئاسة القاضي اسامة احمد عبدالله بتوجيه الا تهام للضابط الذي اطلق النار علي الشهيدة عوضية تحت المادة 130 القتل العمد وتهم الاشتراك الجنائي والارهاب تحت المواد 121 -175 من القانون الجنائي السوداني للمتهمين السبعة الاخرين . ان قتل الشهيدة عوضية باتت قضية رأي عام، ويريد النظام ان يتلاعب بحيثياتها والدخول في مساومات مع الاسرة للخروج باقل عقوبة للضابط القاتل، الذي قال انه اطلق في الهواء ولم يعلم بانها اصيبت الا بعد ذهابه الي القسم الذي يعمل فيه. ويريد محامو الدفاع تبرئته من فعلته. والاسرة تصر علي القصاص لما ارتكبوه من فعل شنيع بحقهم، وتعرض افراد الاسرة للضرب عند الحادثة . ان امثال الضباط والجنود كثر ولا عدد لهم يقتلون الناس من دون اسباب موضوعية، ولا يأبهون للقانون، مادام من تقتله البندقية ومسدسهم لا يعاقب علي افعاله. وجهات كثيرة تريد ان تنهي القضية كي يفلت المجرم من القصاص، هو واعوانه. وسوف يقتلون عوضية اخري وادم اخري ومحمد وسارة، ان الحكومة في قضايا قتل المواطنين، تري انه دم رخيص، ودماء حيوانات تستباح في اي مكان في الا حياء والشوارع والجامعات والاسواق، واغتيالات سبتمبر الاخيرة، اكدت ان الانسان في هذه البلاد يقدر بأبخس الاثمان. الشرطة تطلق الرصاص والامن يطلق الرصاص في الصدر والرأس. ان الحكومة تري السودانيين عبأ، وعليها التخلص منهم. ان عوضية عجبنا تمثل رمز للشابات السودانيات المناضلات تعمل من اجل اسرتها، وتعولهم، هي شابة سودانية عركتها الحياة القاسية بتقلباتها العصيبة، واغتالتها ايادي الانقاذ القذرة ببساطة، ويريدون يغلقوا ملفهم الجنائي بكل سهولة، دمها ليس رخيصا.
[email protected]