ماذا تريد دولة الإمارات من السودان؟
- بقلم: زكريا عثمان
المانيا كمارد أقتصادي أستطاعت الحصول علي هذه المكانة بعد حروب طاحنة ودماء غزيرة ودموع مريرة، وبالتالي كان هناك فاتورة باهضة الثمن دفعها الشعب الألماني مما أكسبها ترياق العزيمة والاصرار والإرادة حتي أصبحت مارد اقتصادي جبار.
أحتاجت المانيا الي التوسع في أروبا والبحث عن سلاسل وخطوط إنتاج قريبة جغرافيًا، وكان ضالتها دول الكتلة الاشتراكية التي خرجت من فلك الاتحاد السوفيتي آثر سقوط الاتحاد في 1991م مثل بلغاريا ورومانيا حيث يوجد بهما عمالة ممتازة وزهيدة، وطبقة مثقفة جداً من حرفيين وأطباء ومهندسين وكفاءات قوية.
الأنظمة الاشتراكية صرفت علي هذه الكفاءات وجهزتهم ودفعت دم قلبها علي هؤلاء، وفي حين غفلة من سقوط الإتحاد السوفيتي آتت المانيا واخذت كل شي بثمن بخس حيث أنها لم تخسر شيئًا حيال تلك الكفاءات فقط أنها ربحت بدون رأسمال.
وهكذا يفكر الراسمالي الحقير دائماً في كيفية الحصول علي الربح بأدنى رأسمال او دونه، أشبه بسردية حجا: حيث يحكي أن جحا كان يبيع الحمير بسعر رخيص جداً، وأستغرب التجار من ذلك وآثارهم الفضول في السؤال عن البيع بهذا السعر الرخيص، وعندما سألوا جحا عن ذلك فكان رده: انه يبيع الحمار برأسماله فقط.
وعندما سُئل مرة أخري عن ذلك الرأسمال الرخيص ضحك وقال انه يسرق الحمار ويبيعه بأي سعر والرأسمال هنا يعني كلفة السرقة والهمبته.
وأخيرًا أتضح بان حجا سارق للحمير بعمامة تاجر.
وحين البحث عن الإجابة للسؤال أعلاه موضوع المقال (ماذا تريد دويلة الأمارات من السودان) يجب تسليط الضوء على إفتتاحية المقال، وذلك للتشابه الكبير والمهزلة التي تكررت فصولها علي بلادنا السودان.
وهنا ندلف مباشرة الي نتائج التسليط ودور دويلة الأمارات ومقارنتها بالحالة الراهنة وما بعدها.
القوات المسلحة و ربيبتها مليشيا الدعم السريع، التي تبنتها من أجل القضاء على حركات الكفاح المسلح، حيث وفرت لها التسليح المتقدم والميزانيات المفتوحة والرتب والامتيازات الخارجة عن التراتبية العسكرية وسلسلة أوامرها حيث ظنت أنها جماعة وظيفية تنتهي بانتهاء دورها.
ولكن هذه الاعتبارات والهالة الهلامية دفعت المليشا بإيعاز من ولي نعمتها الجديد دويلة الأمارات بإشعال الحرب وإتباع سياسة الأرض المحروقة وتدمير البنية التحتية والثقافية والاجتماعية والمؤسسات الحكومية والمصانع والبنوك ورأينا ذلك في حرب الدائرة ألان.
لماذا تتبني المليشا سياسة تدمير البنية التحتية؟
الإجابة في غاية البساطة حيث أن دويلة الأمارات ربيبة الولايات المتحدة الامريكية وهي تتبني سياسة الإمبريالية اي الغزو الاقتصادي وهو سياسة جحا في بيع الحمير، الأمارات تريد أن تكسب وتربح دون خسارة ودون رأسمال رأسمالها هو أشعال فتيل الحرب فقط.
رغم أن دويلة الأمارات ناهض اقتصادي ساهم فيها المثقفون السودانيون في نهضتها، فهي تريد المزيد من تلك الطبقة المثقفة من المهندسين والأطباء والعمالة المدربة والجاهزة دون آي تكاليف فقط كلفة تمويل الحرب.
وتريد ايضاً سلاسل وخطوط إنتاج قريبة جغرافيًا (اراضي خصبة وعمالة زهيدة شبة مجانية).
وعندما تضع الحرب أوزارها تأتي دورها في التمويل المادي بأسعار فائدة خيالية من أجل إعادة إعمار ما دمرته حربها من بنية تحتية.
وهي مستفيدة ورابحة دون اي رأسمال، وهنا تلوح عمامة جحا مجدداً.
[email protected]
12.12. 2023
اديس ابابا