ممثل كي مون في اليوناميد يزور الدوحة دعما للمفاوضات…وساطة دارفور تتسلم ردودا إيجابية من العدل والمساواة ومجموعة طرابلس
الدوحة — القاهرة — الشرق:
تسلمت لجنة وساطة مفاوضات دارفور برئاسة وزير الدولة للشؤون الخارجية أحمد بن عبدالله آل محمود، والوسيط المشترك للامم المتحدة والاتحاد الافريقي جبريل باسولي، ردودا من الفصائل المسلحة الموجودة في الدوحة، “العدل والمساواة، ومجموعة طرابلس ” على الأسئلة المتعلقة بمستقبل العملية التفاوضية لأطراف دارفور مع الحكومة السودانية.
وأكدت حركتا العدل والمساواة ومجموعة طرابلس في ردودهما التزامهما بالسلام خيارا استراتيجيا وحرصهما على انهاء معاناة اهل دارفور وتمسكهما بالدوحة منبرا للمفاوضات وصولا إلى حل سلمي ونهائي لمشكلات السودان.
واوضحت ردود الحركتين اقتراب الامساك بخط تفاوضي يمكن للوساطة البناء عليه في انطلاق المفاوضات بين الحكومة السودانية (الموجود وفدها بالدوحة بانتظار توحد الحركات) وبين حركتي العدل والمساواة ومجموعة طرابلس باستثناء تحفظ مجموعة طرابلس على شكل التنسيق الذي ستدخل به المفاوضات، حيث تصر العدل والمساواة على الوحدة الاندماجية بينما تطالب مجموعة طرابلس بالتنسيق حتى لا تستأثر حركة بالحل في الاقليم حسبما اوضح للصحفيين محجوب حسين السكرتير العام لحركة جيش تحرير السودان القوى الثورية.
وبدا للمراقبين لنشاط الحركات داخل اروقة فندق شيراتون امس وجود انقسام داخل مجموعة اديس ابابا أرجأ تسليمه الرد على اسئلة الوساطة حيث وعد ابراهيم بنج المتحدث باسم المجموعة بتسليم الرد إلى الوساطة اليوم.
من جهته أشاد إبراهيم جمباري الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة بان كي مون في البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي في دارفور (يوناميد)، بالجهود القطرية الحثيثة لإحلال السلام في دارفور، مؤكدا أنه سيقوم بزيارة إلى الدوحة لدعم جهودها الكبيرة في المفاوضات بين الفصائل والحكومة السودانية لإحلال السلام في دارفور.
وقال جمباري إن مفاوضات الدوحة بدأت تسير بنشاط كبير لتتوصل إلى سلام حقيقي مطالبا اليوناميد بأن تتحرك من جانبها لدعمها وتوسع دورها إلى المجال السياسي أيضا، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات السودانية.
وأكد القيادي الدارفوري ابراهيم مادبو رئيس مفوضية اعادة التأهيل والتوطين بالسلطة الانتقالية لاقليم دارفور ان هناك شعورا عاما بالتفاؤل والامل بمصداقية الرعاية القطرية وقدرتها على حلحلة قضية دارفور، قائلا في حوار مع الشرق ان الدوحة لديها فهم عميق لملف دارفور وعقيدة قوية للتعامل الايجابى لهذا الملف المعقد.
وكشف أن الحرب فى دارفور تسببت فى تدمير وتسميم 243 بئرا من اجمالى 600 بئر فى الولايات الثلاث وتدمير 1476 مدرسة و633 وحدة صحية وان 60 % من البنيات التحتية لإقليم دارفور مدمرة حاليا وتحتاج لإعادة تأهيل وبناء.
فيما انتقدت الجامعة العربية والصين قرار المحكمة الجنائية الدولية اعادة النظر بقرارها عدم توجيه تهمة الإبادة إلى الرئيس السوداني عمر البشير، وأكدتا أن هذه الخطوة تتعارض مع جهود السلام التي تتقدم في الدوحة. واعتبرت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أن “قرار المحكمة خطوة سلبية في ذاتها وفي توقيتها”، كما أنها تؤثر على الجهود العربية والإفريقية المبذولة حاليا لدفع عملية السلام بشأن دارفور.
التفاصيل >>>>
مواقف إيجابية وتحفظ على الوحدة الاندماجية وإجماع على الدوحة منبرا للتفاوض
العدل والمساواة ومجموعة طرابلس تسلمان ردودهما للوساطة
انقسام داخل مجموعة اديس يرجئ تحديدها لموقفها التفاوضي
آدم: قدمنا رؤية استراتيجية لخريطة طريق تحدد دور المجتمع المدني والإقليمي والدولي تجاه دارفور
محجوب: نناشد المجموعات الاخرى التوحد والعمل سريعا في إطار تنظيمي ومؤسسي
تسلمت لجنة وساطة مفاوضات دارفور برئاسة سعادة وزير الدولة للشؤون الخارجية أحمد بن عبد الله آل محمود، والوسيط المشترك للامم المتحدة والاتحاد الافريقي جبريل باسولي، ردودا من الفصائل المسلحة الموجودة في الدوحة، “العدل والمساواة، ومجموعة طرابلس ” على الأسئلة المتعلقة بمستقبل العملية التفاوضية لأطراف دارفور مع الحكومة السودانية.
وأكدت حركتا العدل والمساواة ومجموعة طرابلس في ردودهما التزامهما بالسلام خيارا استراتيجيا وحرصهما على انهاء معاناة اهل دارفور وتمسكهما بالدوحة منبرا للمفاوضات وصولا الى حل سلمي ونهائي لمشكلات السودان.
واوضحت ردود الحركتين اقتراب الامساك بخط تفاوضي يمكن للوساطة البناء عليه في انطلاق المفاوضات بين الحكومة السودانية (الموجود وفدها بالدوحة بانتظار توحد الحركات) وبين حركتي العدل والمساواة ومجموعة طرابلس باستثناء تحفظ مجموعة طرابلس على شكل التنسيق الذي ستدخلان به المفاوضات حيث تصر العدل والمساواة على الوحدة الاندماجية بينما تطالب مجموعة طرابلس بالتنسيق حتى لاتستأثر حركة بالحل في الاقليم حسبما اوضح للصحفيين محجوب حسين السكرتير العام لحركة جيش تحرير السودان القوى الثورية.
وبدا للمراقبين لنشاط الحركات داخل اروقة فندق شيراتون امس وجود انقسام داخل مجموعة اديس ابابا أرجأ تسليم الرد على اسئلة الوساطة حيث وعد ابراهيم بنج المتحدث باسم المجموعة بتسليم الرد الى الوساطة اليوم.
من جهته اكد أحمد حسين آدم الناطق باسم حركة العدل والمساواة ان الحركة سلمت ردها إلى الوساطة “وتضمن إجابات تفصيلية واضحة من ناحية التزامنا بالسلام كخيار استراتيجي وعددنا للوساطة رحلتنا التي سلكناها من اجل السلام وطفنا فيها من انجمينا وأبوجا واديس.. قبل اندلاع الصراع المسلح كان للحركة الكثير من الجهود عبر مندوبين للحكومة لكن النظام لم يسمع لأننا أردنا حل الموضوع بغير السلاح.. الكفاح المسلح أمر مفروض علينا وليس خياراً لأن آفاق الحوار انسدت والنظام لم يسمع لنا..”
واضاف:” أكدنا على منبر الدوحة ونحن الذين بدأنا هذا المنبر وعلينا مسؤولية تاريخية لإنجاح المنبر للوصول إلى سلام حقيقي.. وما شجعنا أن سمو الأمير التزم التزاماً كاملاً تجاه اهل دارفور في البناء والمساعدات وهذه ضمانات كافية بالنسبة لنا وكذلك دعمنا للوساطة المشتركة وخاصة جبريل باسولي ومجهوداته وكذلك الوزير آل محمود الذي يهتم بموضوع دارفور.”
واكد تشديد حركة العدل والمساواة على أهمية الوصول إلى سلام عادل وشامل وعاجل بسبب الظرف الإنساني الملح وانها قدمت للوساطة رؤية استراتيجية تفصيلية لخارطة طريق مع اطراف التفاوض ودور المجتمع المدني والإقليمي والدولي.. إضافة إلى المنهج والطريقة المثلي للعملية التفاوضية ووضعت بعض السيناريوهات في حال فشل احدها يمكن استخدام الآخر..
وقال آدم ” الأولوية الآن للوحدة الإندماجية وإذا لم تنجح قدمنا للوساطة بعض الصيغ، نرفض التنسيق بالكامل لان التنسيق لم يؤت ثماره من قبل وكان تجربة فاشلة.. وفصلنا رؤيتنا الإندماجية القائمة على الشراكة ولنا تجربة مع الفصائل التي اندمجت مع العدل والمساواة..تحدثنا عن مرجعيات التفاوض.. رؤيتنا شاملة ومفصلة.. ”
اضاف “الورقة سلمت لكل الأطراف.. نحن جاهزون ونريد أن تنتهي الأمور في نهايتها الطبيعية وتحقيق السلام العادل.. وسيتم التشاور مع الوساطة لنحدد الخطوات التالية والمهم ان نوجد صيغة متينة لدفع العملية السلمية والفوضى غير مطلوبة..”
وقال ان الوساطة تستعجل الأمور وهذا شيء جيد لدفع التشاور “ونحن طلبنا أن يحسم امر التشاور بسقف زمني وننتظر الطرف الاخر الان وهو الموقف الحكومي لنعرف موقفه لأن الانتخابات مسالة مهمة خصوصاً وأن هناك حراكا داخل السودان، نريد أن تكون التزامات الحكومة أبعد من وقف العدائيات إلى اتفاق شامل.”
وشدد على اهتمام الحركة بتفاصيل اسس التفاوض قائلا ” لا علاقة لنا بالانتخابات وهذا مسار مختلف عن المفاوضات.. ولو اتى اتفاق فهو سيأتي بآجاله الزمنية ولا يمكن أن تلتزم بالآجال الزمنية التي يحددها المؤتمر الوطني.. سيكون فترة انتقالية.. التوقيت الآن والظرف الزمني والموضوعي ظرف يحتم على الجميع تأكيد المواقف من جديد لتقدم الإشارات اللازمة للوساطة للتقدم إلى الأمام.”
اضاف: ” قدمنا قضايا تفصيلية خاصة باستراتيجية التفاوض.. الوساطة قدمت ورقة لهدف معين ونحن لدينا هدف.. نجدد مواقفنا وما زلنا على ذات الموقف”..
أسئلة محورية
وحول مضمون وفحوى رد مجموعة طرابلس على اسئلة الوساطة اوضح محجوب حسين الامين العام لجبهة جيش التحرير — القوى الثورية ان الأسئلة عبارة عن ستة أسئلة محورية تتعلق باستبيان حول مواقف سياسية معينة، وقال: ” تم فحص الأسئلة وتشريحها بشكل دقيق وقدمنا الأجوبة امس للوسيط القطري والدولي، وقال ان فحوى الردود تتعلق بامكانية التفاوض مع الحكومة السودانية وماهية الموضوعات والملفات الأساسية التي تتعلق بالتفاوض وعلى أي أساس ندخل التفاوض والمدخل الحقيقي للتفاوض”.
وأضاف “قدمنا مقترحاتنا بشكل إيجابي وأكدنا موقفنا الواضح القائم على استيعاب الجميع والدخول في التفاوض مع الأطراف الأخرى متى توفرت الشروط لديها. ونستطيع ان نؤكد ان ردودنا ايجابية ومواقفنا واضحة ليس فيها ضبابية أو غموض.
وقال: الوساطة تسلمت الردود من الأطراف وستكون هناك ردود من الوساطة يوم غد أو بعد غد (اليوم او غدا)، ونحن بانتظار الرد الذي سيتبلور بناء على ردود المجموعات الثلاث.
وحول رؤية مجموعة طرابلس ازاء توحد الحركات في ضوء اصرار حركة العدل والمساواة على الرد بوحدة اندماجية، اوضح محجوب حسين: “منذ وصولنا إلى الدوحة أطلقنا مبادرة تتعلق بظروف التنسيق بين الحركات على مستوى التفاوض مع العدل والمساواة ولم نتلق رداً واضحاً من العدل والمساواة حتى اللحظة وهذا هو الخيار الموضوعي في تعاطينا مع العدل والمساواة وهو قائم فقط على تنسيق الموقف التفاوضي وهذا هو الموقف الموضوعي برأينا.. وهناك إشكالية عند مجموعة اديس كما ذكرت من قبل، متعلقة بانعدام التنظيم المؤسسي واعتقد أنها أولى أن تتوحد في إطار تنظيم سياسي وعسكري بما يسهل التفاهم والتعاطي معها في إطار مجموعة كاملة او في اطار اندماج أو تنسيق.. ولكن هذا سابق لأوانه حتى الآن لأن المجموعة الاخرى لم تتخذ قرارا واضحا ازاء وحدتها التنظيمية او الهيكلية”.
وحول استعداد الحركة لتقديم تفاهمات وتنازلات قال محجوب حسين ان هذا الموضوع سابق لأوانه.. وأضاف “نحن واقعيون ونتعامل بواقعية ولسنا خياليين وخطابنا واضح قائم على التعاطي والتنسيق مع الاخرين وقبولنا للتفاوض أمر أساسي، ونامل ان نتوحد مع المجموعات الاخرى ونناشدها للعمل سريعا في إطار تنظيمي ومؤسسي ونأمل أن تتعاطى العدل والمساواة أيضاً بواقعية وبوضوح في المشهد الدارفوري لأنه معقد وفيه تفاصيل كثيرة ولا يوجد ممثل شرعي واحد يدعي انه يملك الحق في التمثيل الحصري لشعب دارفور”.
وتوضيحا لعناوين النقاط الست في ورقة الوساطة قال حسين:” النقطة الأولى تتعلق بمسألة هل هناك إمكانية للدخول في التفاوض والآلية والموضوعات وما هو الأساس السليم للتفاوض وهناك اتفاق على ان الأوضاع الإنسانية والامنية والعسكرية تتطلب تدخلا عاجلا خاصة من الحكومة السودانية.. وما يهمنا الآن أنه لا يمكن إحراز أي تقدم ما لم تتخذ الحكومة السودانية مواقف واضحة وجادة وتدفع باستحقاقات شعب دارفور على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتاريخية لشعب دارفور.. هذه نقطة أساسية لا يمكن تجاهلها “.
أكد أن الدوحة في طريقها لسلام حقيقي
ممثل كي مون في اليوناميد يزور قطر لدعم مفاوضات دارفور
أشاد إبراهيم جمباري الممثل الخاص للأمين العام للامم المتحدة بان كي مون في البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي في دارفور (يوناميد)، وزير خارجية نيجيريا السابق بالجهود القطرية الحثيثة لإحلال السلام في دارفور، مؤكدا أنه سيقوم بزيارة إلى الدوحة لدعم جهودها الكبيرة في المفاوضات بين الفصائل والحكومة السودانية لإحلال السلام في تلك المنطقة التي عانت كثيرا.
وقال جمباري لموقع “صوت أمريكا” من الولايات المتحدة، إن مفاوضات الدوحة بدأت تسير بنشاط كبير لتتوصل إلى سلام حقيقي مطالبا اليوناميد بأن تتحرك من جانبها لدعمها وتوسع دورها إلى المجال السياسي أيضا، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات السودانية والتي جعلت اتفاق السلام بين الحكومة والحركات المتمردة في دارفور أمرا مهما وملحا.
واضاف ان الوقت ليس في صالحنا فالانتخابات قادمة في أبريل، والاستفتاء العام قادم، وفي ظل هذه الأحداث لا يمكن أن تكون دارفور بمعزل عن بقية السودان ويجب أن تشارك فيها، مشيرا إلى وجود اهتمام كبير من الأمم المتحدة بما يجري في الدوحة وانه حان الوقت لنتدخل بقوة من أجل ضمان نجاح المفاوضات والتوصل لاتفاق سلام.”
يذكر أنه منذ أن اختاره الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مبعوثا خاصا لبعثتي الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، والجمباري يؤمن بأن الدور يجب أن يتطور من مجرد حفظ السلام إلى صنع السلام في دارفور، لذلك أكد أنه يغادر إلى الدوحة خلال الأيام القليلة القادمة ليلقي بثقله السياسي خلف المفاوضات ويساعد في نجاح قطر في مهمة الوساطة الصعبة التي تبنتها لإحلال السلام في دارفور.
وأوضح الجمباري أنه سيركز على الاستماع جيدا إلى مخاوف جميع الأطراف، خاصة المتمردين وتهدئة تلك المخاوف وإقناعهم بأهمية التوصل لاتفاق سلام ثم التوقيع على اتفاق نهائي.
وتطرق التقرير للحديث عن الجهود القطرية لإحلال السلام في دارفور، وأشار إلى أن قطر أخذت على عاتقها إنهاء معاناة سكان دارفور وبذلت جهودا مضنية منذ فترة طويلة لإحلال السلام في تلك البقعة الساخنة بالعالم، مؤكدا أن الدوحة أصبحت محط أنظار العالم من خلال استضافتها للجميع على أراضيها من ممثلي الحكومة وحركات التمرد وتوفير جو ملائم لتجري مفاوضات حقيقية للوصول إلى اتفاق سلام حقيقي.
الشرق القطرية