مكتب سلفاكير ينفي لـ«الشرق الأوسط» توجيه دعوة لقواعده بالتصويت للبشير
الشرطة السودانية تنزل إلى شوارع العاصمة.. فشل موفد أوباما في مهمته والمهدي يستأنف لدى المفوضية
سودانيون يطالعون صحف الخرطوم أمس التي انشغلت بأنباء انسحاب 5 من مرشحي الرئاسة (أ.ف.ب)
لندن: مصطفى سري الخرطوم: «الشرق الأوسط»
أعلنت الشرطة السودانية أنها ستنشر الآلاف من قواتها في مدن العاصمة السودانية «بكامل آلياتها» في عملية إظهار للقوة، مع بداية العد التنازلي للانتخابات في 11 أبريل (نيسان) الحالي. وقال مسؤول في الشرطة إن عملية الانتشار ستتم في شكل طابور يشمل مدن العاصمة الثلاث (الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان».
إلى ذلك، نفى مسؤول في حكومة جنوب السودان أن يكون النائب الأول للرئيس السوداني رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت قد وجه دعوة للجنوبيين بالتصويت إلى مرشح المؤتمر الوطني للانتخابات الرئاسية عمر البشير، كما ذكرت أنباء في الخرطوم أمس. ونفى توماس كينيت مدير مكتب سلفاكير أن يكون هذا الأخير وجه أي دعوة لمواطني الجنوب للتصويت للرئيس البشير، مؤكدا خوض الحركة للانتخابات على مستوى حكام الولايات والمجالس التشريعية. وقال كينيت الذي رافق كير أمس إلى ولاية البحيرات في حملته الانتخابية التي يترشح فيها لمنصب رئيس حكومة الجنوب لـ«الشرق الأوسط»: إن كير لم يطالب شعب الجنوب بالتصويت للبشير. وأضاف: «كير على العكس، قال إن المؤتمر الوطني زور الانتخابات، وإن المكتب السياسي للحركة لهذا السبب سحب مرشحه للانتخابات الرئاسية ياسر سعيد عرمان الأربعاء الماضي».
وكانت صحف محلية في الخرطوم قد ذكرت أمس أن كير حض مواطني جنوب السودان في لقاء حاشد في منطقة بالجنوب على التصويت للرئيس عمر البشير. وتأتي هذه التطورات، بعد ساعات من سحب الحركة الشعبية لتحرير السودان مرشحها للسباق الرئاسي ياسر عرمان من السباق، وتبعه انسحاب 4 من مرشحي الرئاسة ينتمون لأحزاب معارضة رئيسية من السباق. وأشارت إلى أنه قال في لقاء مع مواطني البحيرات: «إن الحركة الشعبية سحبت مرشحها لانتخابات الرئاسة لصالح حزب المؤتمر الوطني حفاظا على السلام، ودعما له، ولتجنيب البلاد مخاطر الخلافات والمشكلات». ووجه المواطنين إلى عدم إتلاف ملصقات الدعاية الانتخابية للمرشحين، وقال: «إننا نريد انتخابات حرة ونزيهة». وكان مرشح الحركة عرمان قد نفى أن يكون انسحاب الحركة من السباق الرئاسي جاء نتيجة لصفقة مع حزب البشير، وشدد أن السبب هو «عدم نزاهة العملية الانتخابية».
من جهته، سخر الرئيس عمر البشير من الذين «يرددون وجود خلافات» بين حزبه والحركة الشعبية، وقال في لقاء انتخابي في مدينة سنار وسط البلاد إن من «يتوقعون اختلافنا مع المؤتمر الوطني خاب فألهم وظنهم»، وقال: «إن الشريكين سيمضيان في تنفيذ الاتفاقية، وإن برنامج الوحدة سيكون هو الأساس». من جانبه، قال نافع علي نافع مساعد الرئيس السوداني في تصريحات صحافية، إن قرار الحركة الشعبية سحب مرشحها عرمان من السباق الرئاسي جاء لشعورها بأن حملة عرمان خاسرة، وقال نافع إن المكتب السياسي للحركة الشعبية أجرى تقييما شاملا لوضعها وتبين له أن حملة قطاع الشمال للحركة الشعبية «لم تكن قدر الطموح»، وأضاف أن قطاع الشمال واجه انتقادات واسعة، «لأنها ظلت تحدث الناس عن فوز كاسح للحركة الشعبية وتبين العكس بعد ذلك»، ومضى «أن قطاع الشمال شعر بأنه في معركة خاسرة، وأن مرشحه ليس له حظوظ في الفوز، لذلك آثر إصدار التبريرات الواهية للانسحاب». في هذه الأثناء، قال مسؤول في حزب الأمة بزعامة الصادق المهدي لـ«الشرق الأوسط»: إن حزبه تقدم إلى مفوضية الانتخابات بمذكرة جديدة تحمل «7» شروط إذا لم يتم الاستجابة لها سينسحب الحزب من الانتخابات في المستويات الأخرى، وهي: «البرلمان القومي، وبرلمانات الولايات، والوالي»، وبحسب المسؤول، فإن الحزب أهمل مفوضية الانتخابات حتى السادس من أبريل الحالي للرد على مذكرته.
من جانبه، انتقد حاج ماجد سوار القيادي في حزب المؤتمر الوطني قرار مقاطعة أحزاب جوبا للانتخابات، واعتبر أن الخطوة يأس من النتائج المتوقعة للعملية الانتخابية وخروج على قواعد الطريق المؤدي للتحول الديمقراطي، ووصف القرار بغير الموفق، وأوضح أن اللجوء للمقاطعة بعد مشاركة القوى في المراحل السابقة للعملية الانتخابية أكبر دليل على عدم صحة ما ذهبت إليه تلك القوى، وقال سوار إن حزبه يأسف على خروج تلك الأحزاب من الماراثون الانتخابي، وأضاف: «نحن في المؤتمر الوطني كنا نتمنى أن تشارك القوى السياسية كافة في إحداث التحول الديمقراطي»، وقال: «إن المقاطعة أمر مؤسف»، وأضاف: «ليست للقوى مبررات موضوعية غير الخوف من أن تكون النتيجة في مصلحتها»، وأرجع سوار قرار المقاطعة لكون القوى كانت تراهن على مساندة من المجتمع الدولي، وتابع: «لكن مواقف المجتمع كانت في غير صالحها».