مقتل مرشح للانتخابات التشريعية في السودان من حزب البشير طعنا
معارك قبلية في الجنوب تسفر عن 16 قتيلا.. ومبعوث أوباما يصل اليوم
الخرطوم: إسماعيل آدم
قالت مصادر في الشرطة لـ«الشرق الأوسط» إن التحقيقات الأولية في حادثة اغتيال أحد مرشحي حزب المؤتمر الوطني في الانتخابات المقبلة للبرلمان القومي أمام منزله في العاصمة السودانية ترجح أن تكون الدوافع «شخصية»، وشددت المصادر على أنها ليست «سياسية» بأي حال من الأحوال، حسب تعبيرها. وكشفت أن الشرطة ألقت القبض حتى أمس على 4 مشتبهين، كما كشفت أن التحقيقات تتحرك على أربعة محاور لم تكشف عنها. وقال الأطباء إن القتيل فارق الحياة قبل دخوله المستشفى، بسبب نزف جراء طعنة أعلى الصدر. وقال اللواء عابدين الطاهر مدير الإدارة العامة للمباحث والتحقيقات الجنائية في تصريحات إن القتيل وبحسب المعلومات التي وردت للشرطة وجد مطعونا وينزف داخل عربته بعد أن أدى صلاة المغرب بالمسجد، وأضاف أن الشرطة زارت موقع الحادث وباشرت التحريات الأولية. وشيع صباح أمس جثمان الشهيد محمد صالحين محمد علي عضو المجلس الوطني مرشح دائرة حلفا الجديدة الجغرافية عن حزب المؤتمر الوطني وذلك بمقابر الصحافة جنوب بالخرطوم.
في غضون ذلك، وقع السودان وتشاد أمس برتوكولا إضافيا لدعم الأمن والاستقرار على حدود البلدين. وكان البلدان وقعا قبل أسابيع في العاصمة التشادية انجمينا اتفاقا لتطبيع العلاقات المتردية بين البلدين، حمل بندا بنشر قوات مشتركة على الحدود بين البلدين، قبل يومين من زيارة من المقرر أن يقوم بها الرئيس التشادي إدريس دبّي للخرطوم.
وقال مكتب الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني إن خبراء عسكريين وأمنيين سودانيين وتشاديين عقدوا اجتماعا في الخرطوم من أجل تحقيق البرتوكول الإضافي، حيث رأس الوفد السوداني الفريق مهندس محمد عطا المولى مدير المخابرات السودانية، وعن تشاد أمين الدولة في الدفاع الوطني محمد بشير أكورمي.
وقال الناطق باسم الجيش إن الطرفين اتفقا على أن يتولى السودان قيادة القوات المشتركة بين البلدين للأشهر الستة، وتم اختيار مدينة الجنينة السودانية لتكون مقرا لقيادة القوات خلال الأشهر الستة الأولى المقررة، واتفقا على أن يجتمع خبراء البلدين يوم الثامن من فبراير (شباط) الحالي لاعتماد مشروع الإطار القانوني وإعداد قوات الاشتباك التي تنظم عمل القوات المشتركة لتأمين الحدود بين البلدين، كما اتفقا على أن يتم إعداد خطة نشر القوات المشتركة على نقاط المراقبة في مدة أقصاها الـ25 من فبراير الحالي، واتفقا على أن القوات المشتركة تطلب المساعدة من قوات الدفاع والأمن للدول المضيفة إذا احتاجت لذلك وفقا للبند الثالث من المادة التاسعة للبرتوكول الإضافي السوداني – التشادي في مجال تأمين الحدود الموقع في انجمينا، واعتبر الطرفان البرتوكول «دعما قويا لنشر الأمن والاستقرار على الحدود السودانية التشادية».
إلى ذلك، يصل مبعوث الرئيس الأميركي الخاص إلى السودان الجنرال سكوت غريشن اليوم إلى البلاد لاستئناف مباحثاته مع المسؤولين في الحكومة والشريكين؛ حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية، بشأن القضايا الخلافية في تنفيذ اتفاق السلام. وتستغرق الزيارة 3 أيام يتنقل خلالها بين الشمال والجنوب. وتنحصر القضايا الخلافية في الآتي: بعض الإجراءات في الانتخابات، وترسيم حدود منطقة أبيي، وترسيم الحدود بين الشمال والجنوب، وأزمة دارفور، والعلاقات السودانية الأميركية. ونقل عن مستشار المبعوث الأميركي، عمر قمر الدين قوله إن غريشن سيتوجه اليوم من واشنطن إلى الخرطوم لمواصلة الحوار حول القضايا العالقة، فيما ذكرت مصادر في الخرطوم أن غريشن سيجري مشاورات مع مسؤولين في الحركة الشعبية، والمؤتمر الوطني، كل على حدة، لتقريب شقة الخلافات حول القضايا العالقة، ليتولى بعدها الطرفان حسمها. وقالت المصادر إن الولايات المتحدة تريد إحلال السلام في السودان، وأن تكون الانتخابات المقبلة حرة ونزيهة. وأضافت أن واشنطن تحتاج إلى التعاون مع السودان لحل أزمة دارفور والجنوب. من جهة أخرى، أعلن مسؤولون أن مواجهات بين بعض مربي المواشي من قبيلة المسيرية السودانية وعناصر مسلحة من الجنوب أسفرت عن 16 قتيلا في محافظة الوحدة جنوب السودان، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وأعلن كول دييم كووم الناطق باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان (متمردون جنوبيون سابقون) أن أفرادا من «المسيرية هاجموا (الخميس) في الساعة السادسة مساء مركزا للجيش الشعبي لتحرير السودان» في قرية قرب بنتيو عاصمة محافظة الوحدة الجنوبية. وأضاف المسؤول العسكري: «سقط من صفوفنا 8 قتلى، بينهم مدنيون، و11 جريحا. وعثرنا أيضا على 8 جثث من قبيلة المسيرية في ميدان المعركة. لقد لاذوا بالفرار بعد المواجهات ولا نعلم كم سقط في صفوفهم من جرحى».
وقال كووم إنه «هجوم مدبر. هناك قوات تساندهم في الخفاء». ويتهم الجيش الشعبي لتحرير السودان بانتظام حكومة الخرطوم المركزية بتسليح بعض القبائل والميليشيات لزعزعة استقرار جنوب السودان المدعو إلى بت موضوع استقلاله في استفتاء شعبي مقرر في يناير (كانون الثاني) 2011.
وترحل قبيلة المسيرية العربية المنحدرة من محافظة كردفان الجنوبية في شمال السودان كل سنة بحثا عن العشب لمواشيها وتسلك طريقا تقليديا يصل إلى منطقة أبيي المتنازع عليها عند الحدود بين شمال السودان وجنوبه، إضافة إلى بعض المناطق الجنوبية.
وبعد نهاية الحرب الأهلية منذ 5 سنوات بين الشمال والجنوب في السودان، بادرت السلطات إلى حملة لنزع الأسلحة من السكان وفرضت على المسيرية عدم تجاوز منطقة بحر العرب بأسلحتها عندما ترحل بحثا عن الكلأ في المناطق الجنوبية. وأكد أحد أعيان قبيلة المسيرية المواجهات. وقال طالبا عدم كشف هويته: «وقعت مواجهات قبلية بين النوير (من كبرى قبائل جنوب السودان في محافظة الوحدة) وأولاد عمران» من قبيلة المسيرية. وأضاف: «تعودت النوير سرقة مواشينا. قتل تسعة منهم وسبعة من أولاد عمران وسقط كثير من الجرحى»، مؤكدا أنها مواجهات قبلية وليست هجوما من المسيرية على الجيش الشعبي لتحرير السودان.
وأسفرت أعمال العنف بين القبائل عن سقوط 2500 قتيل ونزوح 350 ألفا آخرين السنة الماضية في جنوب السودان، المنطقة النفطية التي تضاهي مساحتها مساحة فرنسا لكنها متخلفة، وأوقعت مائة قتيل منذ بداية السنة.
وقال ناطق باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان إن مواجهات بين قبيلتي توبوسا السودانية الجنوبية وتوركانا الكينية أسفرت هذا الأسبوع عن سقوط 8 قتلى، مؤكدا «تصاعد التوتر» بين القبيلتين.