معلومات عن وعده الميرغني بتأجيلها لأيام
البشير يرهن استفتاء جنوب السودان بالمشاركة في الانتخابات
سناء شاهين ، وكالات
حذر الرئيس السوداني عمر البشير من أن مقاطعة المتمردين السودانيين السابقين للانتخابات السودانية المقررة في ابريل ، ستؤدي الى رفض الشمال تنظيم الاستفتاء حول انفصال جنوب السودان المقرر في يناير المقبل.
وقال في خطاب ألقاه في ضاحية الخرطوم ونقلته محطات التلفــزة والإذاعة المحلية “إذا رفضت الحركة الشعبية (لتحرير السودان) إجراء الانتخابات سنرفض إجراء الاستفتاء ولن نقبل تأجيل الانتخابات حتى ليوم واحد”. وأضاف أن “الحركة الشعبية ليس من حقها أن تطالب بتأجيل الانتخابات”.
وكان من المقرر أن يلتقي الرئيس السوداني أمس في الخرطوم نائبيه ، علي عثمان طه والجنوبي سلفا كير ،كي يبحث معهما إجراء الانتخابات التشريعية والولائية والرئاسية المقررة من 11 إلى 13 ابريل المقبل. ولكن هذا الاجتماع تأجل إلى أجل غير مسمى ، حسبما أعلن مصدر في الرئاسة السودانية الليلة قبل الماضية ،مفضلاً عدم الكشف عن هويته .
وأكد مصدر حكومي لـ (الاتحاد) أن التأجيل تم بسبب تأجيل سلفاكير موعد وصوله إلى الخرطوم ولم يعرف بعد على وجه التحديد الموعد الجديد لاجتماع مؤسسة الرئاسة .
وزاد المصدر أن البشير وعد زعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل) محمد عثمان الميرغني بالنظر في مقترحين تقدم بهما الأخير تناول أحدهما عقد لقاء جامع لكافة قادة الأحزاب السياسية للتشاور حول قضايا الانتخابات والوضع الراهن ، فيما أشار المقترح الثاني إلى وضع ميثاق شرف تتوافق عليه كل القوى السياسية.
وتصاعد مؤشر القلق في الساحة السياسية السودانية بشكل مريب حول مصير الانتخابات وسط تعالي أصوات المطالبين بتأجيلها وتذبذب مواقف المرشحين بشأن المشاركة أو المقاطعة وتزايد وتيرة الهجوم والهجوم المضاد بين المفوضية وأحزاب المعارضة.
وبدأت الأمور تأخذ منحى خطيراً عقب تأجيل اجتماع مؤسسة الرئاسة الذي كان مقرراً له أمس الأول للرد على مذكرة للمعارضة تطالب بتأجيل الانتخابات إلى نوفمبر المقبل أو اتخاذ معالجة سريعة وحاسمة لأخطاء ارتكبتها المفوضية تداركاً لأزمة الوقت.وتترقب المعارضة الرد عليها باهتمام بالغ حيث ترهن عليه إلى حد بعيــد أمر مشــاركتها في الانتخابات أو مقاطعتها لكنها تخشي إهمال الرئاسة لها.
ومع اقتراب الموعد المحـدد للاقتراع ، تغيرت نبرة تعامل المعارضة مع المفوضية ووصلت الى حد التلويح بمقاطعة جماعية لكل أحزاب المعارضة لانتخـــابات إذا لم تتـغير الأمور باتجاه المعالجة لأخطائها أو قبول التأجيل.
وأمهل مرشحون لرئاسة الجمهورية المفوضية ثلاثة أيام لتلبية هذه المطالب التي تضمن حسب قولهم نزاهة وشفافية الانتخابات.
وقــال رئيـس هيئـة تحالف المعارضة فاروق أبو عيـسى لـ (الاتـحاد) إن حـزب المؤتمر الوطني الحاكم يعتبر المذكرة مــؤامرة ضد النظــام ولا يوليــها أي قــدر من الاهتمام ، لكنه أكد أن قيادات بالمعــارضة أشارت إلى أن الحزب الحاكم أبــدى قبـوله بالتأجــيل لأيام فقط فيما تراها المعـــارضة غير كافية لحسم مطالب مشـروعة قد تدخل البلاد في نفق مظلم حال تجاهله الاستجابة لها من قبل مؤسسة الرئاسة ومفوضية الانتخابات.
وفي المقابل تشن المفوضية هجوماً مضاداً باتجاه المعارضة والمشككين في صدقيتها ونزاهتها وقالت إن تهديدات المعارضة ناجمة عن تخوفها الشديد من خوض التجربة الانتخابية فعملت علي إدارة المعركة باتجاهها في محاولة لتشويه سمعتها تمهيداً للتشكيك في النتائج النهائية للعملية مؤكدة أن الاقتراع سيجرى بمن حضر مرددة قول الرئيس عمر البشير لا تأجيل ولو لساعة واحدة.
وفي خضم عملية تشديد الضغوط على المفوضية أشار مبارك الفاضل إلى مستندين بحوزته قال إنه تسلمهما من بعثة الأمم المتحدة تدحض اتهامها بالتورط في طباعة بطاقات الاقــتراع ويتـعلق الأول بسحـب عطاء طباعة بطاقات الاقتراع للرئاسة ومناصب الولاة من إحدى الشركات السلوفينية ومنح العطاء لشركة مطابع العملة السودانية وهي الشركة السابعة في قائمة الشركات المتقدمة ، واعتبر ذلك مؤشراً وتمهيداً للتزوير.
وقال إن بطاقات الاقتراع لرئاسة الجمهورية والولاة الآن في حوزة المؤتمر الوطني وأثارت قضية طباعة بطاقات الاقتراع موجة انتقادات شديدة في أوساط المعارضة والحركة الشعبية الشريكة في الحكم على حد سواء.
رئيس متمردي دارفور يهدد بالعودة إلى السلاح
الدوحة (ا ف ب) – لوح رئيس حركة العدل والمساواة المتمردة في دارفور بالعودة إلى العمل المسلح لإسقاط حكومة الرئيس السوداني عمر حسن البشير في حال فشل مفاوضات السلام القائمة حاليا بين الطرفين في الدوحة. وقال خليل إبراهيم في تصريحات صحفية أدلى بها في الدوحة “نحن مستمرون في التفاوض، ولو كانت الحكومة جادة بالوصول إلى سلام فنحن جاهزون، وإذا لم يتم التوصل للسلام، فإن موقفنا معروف وهدفنا هو تغيير نظام البشير، فإما السلام العادل والشامل أو الاستمرار في مشروع تغيير النظام”.
واتهم إبراهيم الحكومة السودانية بخرق وقف إطلاق النار الذي أعلن في الدوحة الشهر الماضي، وقال “الاتفاق الموقع بيننا وبين الحكومة خرق باستمرار، ونحن وقعنا الاتفاق لكل السودان وليس في دارفور فقط”. وأضاف “ما يجري في جبل مرة هو خرق صريح لوقف إطلاق النار والحكومة تحشد عسكريا وتجهز عتادها وتستعد للحرب وليس لديها استعداد للسلام”.
ورغم ذلك جدد إبراهيم التزام الحركة بالمفاوضات وقال “حتى الآن السلام هو خيارنا الاستراتيجي والحركة ملتزمة بالاتفاق الإطاري”. وأكد أن حركته ترغب باستمرار المفاوضات في الدوحة، إلا أنه اعتبر أن الحكومة “غير جادة ومراوغة وهي تحاول كسب الوقت للانتخابات” مكرراً طلبه “بتأجيل الانتخابات ريثما يستعد الناس مع ربط الانتخابات بالسلام سواء بعد شهر أو عدة أشهر”. واعتبر أن الانتخابات في موعدها الحالي “تعطل السلام وعودة النازحين”. وعن تفاصيل المفاوضات الجارية، قال إبراهيم “طالبنا بفترة انتقالية لخمس سنوات، وأن تحتفظ الحركة بقواتها خلال تلك الفترة، إلا أنهم رفضوا إعطاءنا أي وقت”.