معتقلو ابوجبيهة ( 33 ) يوماً من الحبس وتدهور في حالتهم الصحية
٥ نوفمبر ٢٠١٤
أمضى معتقلو مدينة ابوجبيهة الذين اعتقلتهم الاجهزة الامنية (33) يوماً بنهاية الاسبوع الماضي ،بعد أن تم ترحيلهم بطريقة وحشية الى العاصمة الخرطوم ،وقد قضى ذوي المعتقلين أياماً وصفوها بالاصعب عليهم بعد أن إنقطعت الأنباء تماماً عن المعتقلين، ولا احد بإمكانه أن يتدخل لمعرفة مصيرهم ، أحياءً كانوا ام امواتاً ، قبل أن تسمح السلطات بزيارة لجزء من المعتقلن وقد وافقت السلطات على الزيارة ، بعد أن أبدت كافة أسرالمعتقلين قلقها على مصير أبنائهم الذين تم إقتيادهم بالقوة من المنازل ومنعوا مقابلتهم ، وقد تم تنفيذ بعض الوقفات الإحتجاجية التي نظمها شباب المنطقة أمام مقار جهاز الامن للمطالبة باطلاق سراحهم
قلق من تدهور صحة المعتقلين
وتقول عالية الجيلي والدة المعتقل الطبيب معتز الجيلي والتي قد تمكنت من زيارته مؤخراً بعد معاناة طويلة ، ان حالته الصحية متدهورة للغاية ، وانه في حوجة ماسه لتلقي العلاج ، واوضحت أنها لم تتمكن من رؤية بقية المعتقلين ، وكانت عالية قد قالت لشبكة (عاين) قبل الزيارة إن ابنها معتز هو المشرف بشكل مباشر على إحتياجات المنزل والصرف على الاسرة ، واضافت ان اعتقاله أضر كثيراً بالحالة المعيشية للاسرة ، وطالبت باطلاق سراح ابنها فوراً خاصة ان حالته الصحية سيئة وتحتاج للمتابعة الطبية ، وتابعت (ما يهمني الان هي صحة ابني خاصة انه سبق وان سافر الى القاهرة من اجل العلاج وبعد عودته التي لم تكمل شهراً اعتقلته السلطات الامنية ، لذلك فانا اطالب باطلاق سراحه فوراً )
من جانبه قال أحد أشقاء محمد ألو لشبكة ( عاين ) إن إقتياد شقيقه من المنزل كانت بطريقة مهينة ، وان ذلك تسبب في إرتفاع مرض السكرى لدى والدتهم ، بعد أن شاهدت قوة ضخمة تابعة لجهاز الامن مدججة بالسلاح تقتاد ابنها الى جهة مجهولة
وحول الاوضاع الصحية لشقيقه في المعتقل وان كانت هناك اي اخبار تردهم عنه يقول (شقيقي محمد يعاني من مرض الأزمة ويستخدم “البخاخ” المهدئ لنوبات الازمة بطريقة مستديمة ) ويشير الى ان لا احد يعلم مكان شقيقه وان الاخبار عنه تأتي عبر الذين تمكنوا من زيارة ابناءهم واحيانا عن طريق العلاقت الخاصة ، فيما يقول الاخ غير الشقيق للمعتقل الاخر البصيري صالح عمر انه يعاني من مشاكل صحية وقد جاءتهم معلومات انه اصيب بمرض السكري داخل المعتقل واعرب عن قلقه من تلك الانباء
مداهمات جهاز الامن الليلية
وكانت السلطات الامنية قد بحثت عن ابراهيم النعمة ولم تتمكن من اعتقاله ، غير انها قامت باعتقال شقيقه كرهينة حتى يقوم الناشط ابراهيم بتسليم نفسه ، وقام جهاز الامن بمداهمة قريته ومسقط رأسه ( مريفعين ) والتي تبعد نحو ( 5 ) كم جنوب غرب مدينة ابو جبيهة ، ويقول شاهد عيان فضل حجب إسمة لـ(عاين) إن عمليات الإقتحام التي كررها جهاز الأمن فاقت العشرة مرات خلال الشهر الماضي لقرية “مريفعين” تسببت حالة من الرعب ،واضاف ان مداهمات جهاز الامن تمت في وقت متأخر من الليل في قرية نائية تضجع الى النوم منذ السادسة مساءاً ، وقد سببت هذه المداهمات رعباً وخوفا وسط مواطني القرية لا سيما ان هناك تحرشات تعرضت لها الاسر
ويمضي المصدر في افاداته بالقول ان حالة المواطنين بمدينة ابوجبيهة بعد عمليات الإعتقالات صارت متوترة رغم الهدوء ،ويقول (ان المدينة الان تعيش في حالة من الهدؤ والصمت وسط توتر بائن) ويضيف ان ذلك كان نتيجة الاحتكاكات مع الاجهزة الامنية وتصريحات والي جنوب كردفان آدم الفكي التي وصفها بالمستفزة
معتقلات سيئة السمعة وانتهاكات واسعة
وقد رفضت عدد من منظمات المجتمع المدني السودانية عمليات الاعتقال وترحيل الشباب المعتقلون ،لا سميا ان معظم المعتقلين في السنوات الدراسية مما يؤدي الى تعطيلهم أكاديمياً ، فضلاً عن الإنتهاكات التي يتعرضون لها داخل المعتقلات ذات السمعة السيئة، الشيء الذي يؤثر عليهم نفسياً وبديناً ويحتاجون بعده لفترات طويلة للشفاء من أمراض الإعتقال ويقول المدير التنفيذي لمنظمة (هودو) الدكتور بشرى قمر حسين لـ(عاين) إن عملية الإعتقال والترحيل تمت بشكل بربري، ويضيف (هذه تجعلنا نزيد من فضح المُمارسات المُخلة بالقانون، التي ظل يقوم بها جهاز الأمن الوطني) ، مطالباً السلطات بالكشف عن أسباب الإعتقال وفق نص القانون ، وتوضيح اماكن إعتقالهم مع ضرورة توفير محامي لهم ، إن كانت هنالك جرائم موجهة ضدهم، أو إخلاء سبيلهم فوراً خاصة وإن هؤلاء الشباب تم إعتقالهم في ظروف حرجة للغاية ، ويضيف ( نقول ذلك بعد التأكد من إصابتهم بأمراض مختلفة وتعرضهم للتعذيب ) ، ويمضي قمر قائلاً ( رغماً عن ذلك لا أحد يعرف مكانهم)،كاشفاً عن أن منظمته وغيرها من المنظمات، العاملة في الدفاع عن حقوق الإنسان يُتابعون الأمر بقلق بالغ ، مناشداً كافة الجهات العاملة في الدفاع عن حقوق الإنسان ، محلية كانت ام إقليمية بالضغط على الحكومة السودانية لاطلاق سراح المعتقلين ، والكشف عن أسباب إعتقال شباب أبوجبيهة، وتقديمهم لمحاكمة إن كانو مذنبين
وكان جهاز الأمن بمحلية أبوجبيهة التابعة لولاية جنوب كردفان ،قد قام بإعتقالات مكثفة بداية شهر اكتوبر المنصرم عشية عيد الأُضحية ،حيث قام بإعتقال سراج الدين احمد النعمية كرهينة لعدم العثورعلى شقيقة المطلوب للإعتقال إبراهيم احمد النعيمة ،وإستمرت المداهمات الليلية من أفراد جهاز الأمن، الذين كانوا يستغلون سيارتي دفع رباعي لمداهمة المنازل
وقد أُعتقل كل من الطبيب معتز الجيلي ،البصيري صالح عمر ،محمد عبد الغفار سعيد ،ادم الجراري، والضو كمبال سليمان إضافة الى الرهينة سراج الدين النعيمة ،وتم اعتقالهم على خلفية كتابة عبارات على جدران عدد من المرافق الحكومية بالمحلية قبل يوم من عيد الأضحية ، مثل ( أٌخرجوا ضد حكومة الفساد ، لا لعملاء إسرائيل ،لا لحكومة الإرهاب ، الدم الدم لكلاب الأمن ، لا لغلاء الأسعار، لا لنهب المال العام ، التحية لشهداء سبتمبر الأماجد) وقد دفع اعتقال هؤلاء الشباب الى تنظيم وقفات إحتجاجية تضامناً ورفضاً للإعتقالات التعسفية ، وأدت الوقفات الى مزيد من الإعتقالات بتدخل مباشر من والي جنوب كردفان” ادم الفكي” الذي وصف في خطابه للإذاعة المحلية المعتقلين بالمخربين قبل أن يدمغهم بتهمة إستلام أموال من جهات أجنبية ، ويرجح بعض المراقبين الى أن سبب ترحيل المعتقلين للخرطوم هي تصريحات الوالي التي تفتقر الى الأدلة والبراهين