اعتبر مستشار رئيس الجمهورية، الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل ،توصيات لجنة حكماء افريقيا التى تبناها مجلس السلم والأمن الأفريقى اخيرا هي أفضل طريقة للتعامل مع قضية المحكمة الجنائية الدولية ،التى قال إن السودان سيعمل على تصعيد حملة ضدها فى العواصم الغربية الأيام المقبلة بإعتبارها أداة للظلم وليس للعدالة،وشكا في الوقت نفسه من صعوبة تعامل المؤتمر الوطني مع الحركة الشعبية.
واكد اسماعيل، أن الخرطوم لم ترفض توصيات حكماء أفريقيا التى طالبت بمحاكم مختلطة لمحاكمة مرتكبى الجرائم بدارفور،لكنها اشترطت أن يتماشى ذلك مع استقلال القضاء السوداني،وأن تدير معه حوارا معمقا.
وأعرب إسماعيل الذى كان يتحدث إلى عدد من رجال القانون والإعلام فى القاهرة مساء أمس الأول، عن اعتقاده بأن لجنة حكماء أفريقيا ليست ألعوبة فى يد جهات معادية للسودان مثل غيرها من الجهات والمنظمات فى العالم ،مشيرا إلى أن السودان رحب باللجنة وتعاون معها ،وأن الجيد فى مقرراتها أنها أكدت أن قضية دارفور لايمكن فصلها عن واقع الاقليم التاريخى خلال فترة الاستعمار ،وتأكيدها على التدخلات الخارجية في القضية كانت سلبية ولم تزدها إلا تعقيدا،ووضعها حلولا سياسية واقتصادية مرتبطة بواقع دارفور.
و جدد إسماعيل، التأكيد على أن قضية منطقة حلايب لن تؤثر على العلاقات بين مصر والسودان ،وقال إن السودان يريد تحويل هذه المنطقة وغيرها من الحدود مع مصر إلى منطقة لتبادل المنافع والإستثمارالمشترك ،واوضح أن مفوضية الانتخابات التى أعلنت حلايب منطقة انتخابية هى هيئة مستقلة، والحكومة لم تطلب منها ذلك ،مبيناً أن جعل المنطقة منطقة تكامل هو الحل الأنجع ،وطالب الإعلاميين بالحرص على عدم توسيع شقة الخلاف بين البلدين.
وتابع” لدينا قوات أمن في حلايب وتعيش في أمن وسلام مع القوات المصرية “،مؤكدا أن الرئيسين البشير و مبارك يعملان معا على معالجة هذا الملف في اطار مشترك.
وبشأن الوضع في دارفور، قال إنه أبلغ الرئيس المصري حسني مبارك، رغبة الرئيس عمر البشير في أن تستضيف مصر مؤتمر منظمة المؤتمر الإسلامى بشأن دارفورالذى يعقد قريبا ،واضاف أن الحكومة تلقت تأكيدات بأن مفاوضات الدوحة ستستأنف في 16 من الشهر الحالي بمشاركة جميع فصائل دارفور،وأشار إلى معلومات بأن عبد الواحد محمد نور زعيم “حركة تحرير السودان” المقيم بباريس سيشارك أيضا، وهوالذي رفض سابقا المشاركة في أية مفاوضات.
وأعرب اسماعيل، عن اعتقاده بأن السودان سيظل مستهدفا من قوى معادية مهما فعل ،وأكد أن حزبه سيعمل على قيام الانتخابات في موعدها في أبريل المقبل ،وأنها ستمضي ولن يستطيع أحد تعطيلها ،إلا أنه توقع ان تلجأ حركات دارفور إلى بعض الفرقعات الإعلامية للتشويش عليها.
وقال “إن حزبه يلوم على الحركة الشعبية رأيها في ضرورة إستمرار العقوبات على الشمال دون الجنوب، وإستخدامها قضية دارفورللضغط عليه” ،وقال إن المؤتمر الوطني يعاني في التعامل مع الحركة الشعبية بسبب التناقضات الموجودة داخلها وتوصلها إلى إتفاقات معه ثم نكوصها عنها. وبشأن الموقف الأمريكي، قال إن السودان ينتظر من الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ترجمة عملية للكلام الطيب الذى أعلنه في بداية حكمه، مشيرا إلى أنه مازال مكبلا بالحرس القديم
الصحافة